أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ابني يتعاط المخدرات ولا يصلي، فكيف أعالجه وأبعده عن هذا الطريق؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أم لدي ابن يبلغ من العمر 25 سنة، يتعاطى المخدرات، لا يصلي، وهذا يسبب لي الاكتئاب، ولا أحسن التعامل معه، فكثيرا ما نصحته، ولكن دون جدوى! وقد حاولت كثيرا أن أعالجه بالرقية الشرعية، ولكن دون منفعة!

أرجو منك أن تعطيني الحل، وكيف يمكنني أن أعالجه وأبعده عن هذا الطريق؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالطبع أقدر مخاوفك وحزنك على ابنك، وأقول لك إن المنهج الصحيح لعلاج تعاطي المخدرات: هو الإلمام التام بالحقائق، ومواجهتها.

إسداؤك النصح لابنك، ومحاولة إخراجه من هذا العالم المظلم – عالم المخدرات – لا شك أنه هو الفعل أو العمل الذي يجب القيام به، ولكن أؤكد لك أن هذا لا يكفي.

تعاطي المخدرات أمر معقّد، وفيه جزء انحرافي، وفيه الجزء المرضي أيضا، ومن يقع ضحية للمخدرات لا يتم انتشاله بسهولة وبساطة، ويجب أن تتضافر الجهود.

وأنا من وجهة نظري أقول لك: أن هذا الابن يجب أن يُذهب به إلى أماكن العلاج، فالمخدرات لا يجوز أن نعالجها فقط من خلال النصح أو التوجيه أو الإرشاد، فهذه المواد الكيميائية مواد قوية، لها تأثير استعبادي على الإنسان، وتؤدي إلى افتقاد المتعاطي للبصيرة، والعلاج يجب أن يتم على الأسس المهنية، فيجب أن تتخذي التدابير اللازمة، بأن تذهبي بابنك إلى مرافق العلاج، وهناك مستشفيات متخصصة للعلاج.

أنت لم تذكري البلد الذي تعيشين فيه، ولكن معظم الدول الآن بها مرافق علاجية تأهيلية لعلاج تعاطي المخدرات، والعلاج له عدة مراحل، وهناك مرحلة سحب السمّيات، وتعقبها مرحلة التأهيل المكثف، ثم بعد ذلك التأهيل عن طريق العلاج السلوكي والعلاج المهني، ثم هنالك مجموعات تعرف بالتائبين أو المتعافين، وهؤلاء يُشكلون الآن دافعا علاجيا قويا جدًّا، فهم أناس أنعم الله عليهم بالتوبة والإقلاع، وكونوا جمعيات علاجية بمساعدة المدمنين الآخرين، وانضمام ابنك لأحد هذه الجمعيات سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا له، فأرجو أن تذهبي به إلى مرافق العلاج.

الأمر يتطلب منك بالطبع طلب المساعدة ممن حولك من الرجال، فقد لا يطاوعك ابنك في الذهاب، ولكن إذا كان والده أو أحد إخوانه أو أقاربه ممن له تأثير عليه، فلابد أن يستفاد من ذلك.

متعاطي المخدرات في مجملهم مهما كانت درجة ثقتنا فيهم، إلا أنهم يلجؤون إلى التحايل، وإلى التأجيل، وإلى التبرير، ويعيشون حياة فيها الكثير من الخداع والازدواجية.

ولذا نحن نقول: أن المعالج المتمرس، هو الذي يستطيع أن يقدم العون للمدمنين، وهذا لا يعني أننا نقلل من شأن السبل الأخرى من تكاتف وتضافر من جانب الأهل (بالنصح والإرشاد)، ولكن التهاون مع المدمن كثيرًا يؤدي إلى تمكينه في الإدمان، وأقصد بالتهاون أن نعتمد فقط على إسداء النصح، وأن نضيع الوقت، وأن نقتنع بما يقوله المدمن بأنه قد خفف التعاطي أو أنه قد توقف أو شيئا من هذا القبيل، الأمر يجب أن يواجه بوضوح شديد.

وأنا أبشرك: بأنه إذا وجد ابنك فرصة العلاج الصحيحة، فإنه - إن شاء الله تعالى - سوف يتعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له التوفيق والسداد والعافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أعرف كيف أتعامل مع طفلي، وأخشى من عرضه على طبيب نفسي 7975 الاثنين 23-11-2015 02:13 صـ