أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خائف من كل شيء تتملكني الوساوس أخاف الجنون فهل من حل؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, أما بعد:

قبل أن أسرد عليكم حالتي, أقول لكم: إني من متصفحي ومتابعي موقعكم إسلام ويب الرائع والهادف, جزاكم الله عنه كل خير وكل العاملين به دون استثناء.

إليكم حالتي بالتفصيل: أنا أبلغ من العمر 41 سنة, موظف, وأب لثلاث بنات, كنت أعاني من عدة ضغوطات مع الناس الذين كنت أتعامل معهم في بعض الأعمال الحرة, وكانوا كلهم طمع وجشع, ولكنني لم أستطيع أن أصارحهم, ولا أستطيع أن أقول لهم: لا ولكن في داخلي كنت أتمزق, أكاد أنفجر, غير راضٍ بتصرفاتهم, ولم أستطيع المواجهة؛ لأنني شديد الحياء, والخوف من ضياع مصالحي.

بالمختصر -سيادة الدكتور- أكره المنكر, ولا أستطيع تحمله مهما كان نوعه, إلى أن أصبحت أخاف من كل شيء, شديد الحزن, مهمومًا, مللت كل شيء, وذات يوم -وقت صلاة المغرب مباشرة- أحسست بضغط شديد وكنت أريد أن أصرخ, أن أخرج من عقلي, وأبدأ في السب و و و وبقيت أستغفر وأكبر, تحكمت في نفسي بقوة, ذهبت مسرعًا لأتوضأ, وثم أمسكت المصحف الشريف لأقرأ, ولكن لم أستطع, فخرجت مسرعًا إلى المسجد لأجد والدي, وما إن دخلت المسجد وجدت رجلاً ملتحٍ فوقعت في حجره أبكي وأحسست بالراحة, وبعدها اشتريت دواء منومًا لأنام تلك الليلة.

ومن هذه الحالة أصبحت خائفًا على نفسي أن أجن, وملكني الوسواس والرعب الشديد من كل شيء, كرهت كل شيء.

ذهبت إلى طبيب أمراض باطنية وقال لي عندك القولون, ووصف لي 5 أدوية, منها: الديبريتين, وليزنكسيا, استعملتهم 3 أيام فأحسست براحة, ثم تركت الدواء كله في شهر رمضان كله, ولم أتناول الدواء, وعدت إلى عملي بعد رمضان بأيام قليلة, وبدأ الوسواس والقلق والخوف الشديد من كل شيء, والكآبة الشديدة, وبقيت في صراع مع نفسي, لمدة شهر إلى أن وصلت إلى مرحلة الانفجار, فذهبت إلى طبيب أعصاب, أعطاني دواء ديروكسات فخفت من استعماله, وزاد خوفي وقلقي وكآبتي, ثم ذهبت إلى طبيب أعصاب آخر, فوصف لي نفس الدواء, واستسلمت واستعملته لمدة شهر, بمعدل حبة في اليوم, وأحسست بالراحة 90 بالمائة, ثم ذهبت إلى طبيب آخر متخصص في الأعصاب والأمراض الباطنية, وحكيت له حالتي, وقال لي: إنه جرى لك انهيار عصبي, واستمر على دواء الديروكسات حبة في اليوم لمدة 6 أشهر, وأعطاني 3 أدوية تساعد على القدرة الجنسية؛ لأن الديروكسات أضعفني جنسيًا.

وبعد شهرين قللت من الجرعة يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم كل 3 أيام حبة, وكنت أحس براحة تامة, إلى أن عاودتني الحالة نفسها, لكن بحدة أقل, ومنها رجعت إلى مستوى حبة كل يوم, وبدأت أرتاح, ولكن أصبح يتملكني قلق شديد بعد العصر إلى غاية 12 ليلاً, ودائمًا أفكر في حالتي, وخائف ومتوتر وحزين من أن تستمر حالتي طويلاً, وأصبح مدمنًا, وشديد القلق لأن حالتي أثرت نوعًا ما على عائلتي,انصحني -يا دكتور- وابذل كل جهدك في تقديم يد المساعدة لي, ولك مني أسمى آيات الاحترام والشكر والتقدير, وأطلب لك من الله جنة الفردوس إن شاء الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن حالة القلق والوساوس الشديدة التي عانيت معها, والتي كان أحد إفرازاتها إصابتك بنوع من الكدر وعسر المزاج، وهذان درجتان خفيفتان من الاكتئاب النفسي، كانتا نتيجة للقلق وميولك إلى الكتمان، وهذا كله نتج عنه احتقان نفسي شديد، ليظهر في شكل الأعراض التي ذكرتها.

استجابتك لعقار ديروكسات كانت ممتازة، وتخوفك حول أمر القدرة الجنسية أو الضعف الذي حدث لك حقيقة يجعلك تخفف من جرعة الدواء، وأنت الآن على حبة واحدة يوميًا, الأمور ليست سيئة، لكنها ليست بالمستوى الذي تريده, هذا هو الذي فهمتُه, وأنا من جانبي أقول لك: حالتك من النوع الذي يستجيب للعلاج، وهذا واضح جدًّا من التاريخ الذي سردته.

ثانيًا: من المهم جدًّا أن تتجنب العوامل التي أدت في الأصل إلى حدوث هذه الحالة، وهي أنك رجل شديد الحياء, ولا تريد أن تدخل في مكاشفات وحوارات قد تكون سالبة مع الذين كنت تتعامل معهم، ويعرف أن أمور التجارة فيها الكثير من المخالفات بكل أسف.

عمومًا أنت الآن يجب أن تفرغ نفسيًا، يجب أن تعبّر عما في ذاتك، وحتى إن استطعت ألا تواجه أحدًا فيمكن أن تفرغ ما بداخلك بأن تحكي هذا الموقف لأحد الإخوان دون أي نوع من الغيبة، وسوف تجد منهم نصحًا، وهذا نوع من التفريغ أيضًا، وأنا أفضل أن تواجه الناس مباشرة.

أنت حين تبدأ وتواجه الأمور البسيطة سوف يتكون لديك الدافع والحافز الذي يجعلك تنفس عن نفسك نفسيًا, إذن التفريغ والتنفيس النفسي هو أساس مهم جدًّا لعلاج حالتك.

ثالثًا: التفكير فيما هو إيجابي, الأشياء الجميلة في حياتك لابد أن تقيّمها، لابد أن تعطيها أهمية خاصة، وتشعر بقيمتها، وتحاول أن تطور نفسك ومهاراتك اجتماعيًا, وعلى صعيد العمل، فهذا ينفعك كثيرًا، والحمد لله تعالى أنت رجل ترتاد المساجد، ومن أهل ذكر الله تعالى, والصلاة والدعاء والتلاوة والذكر لا شك أنها معينات عظيمة، فاحرص على ذلك.

رابعًا: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة، ونحيلك إلى استشارة بها كيفية تطبيق هذه التمارين وهي برقم (2136015 ).

خامسًا: يجب أن تستمر على عقار الديروكسات، وبجرعة حبة واحدة - إن شاء الله تعالى – لن تواجه أي إشكالات جنسية، لكن هذا الدواء أريدك أن تدعمه بأحد مضادات القلق والتوتر، ومن أفضلها دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول), ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول), يمكنك أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها نصف مليجرام – أي حبة – صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هذا دواء جيد، دواء فاعل، ليس له أي تأثيرات جنسية سالبة، كما أنه سريع الفعالية، وغير إدماني، وهو مدعم حقيقي لفعالية الديروكسات.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أؤكد لك أن حالتك لا علاقة لها أبدًا بالإدمان، واحتياجك للدواء ناتج من الحساسية التي تتسم بها شخصيتك, وميولك للكتمان الذي يؤدي إلى القلق, وكذلك الوساوس، وإن شاء الله تعالى بالجهد الاجتماعي, والتواصلي, وتطوير الذات وتأكيدها لا تحتاج للدواء في المستقبل، وأنا أود أن أطمئنك أن الدواء سليم في كل الأحوال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1600 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3902 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2545 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1273 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2257 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ