أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اضطرابات النوم وإرهاق وكسل وعزلة.... ما الذي أعاني منه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

إلى الدكتور محمد عبد العليم،،،
السلام عليكم ورحمة الله

أنا أعاني من عدة مشاكل أتوقع أنها نفسية:
أول مشكلة بلغت من العمر 30 عاما ولا أعمل، ليس لأنه لا يوجد وظائف، ولكن لا يوجد عزيمة ولا إرادة، أرغب أن أكون تاجرا ولا أتحرك للسعي للرزق، موقن بأن الله الرزاق، ولكن لا أعمل للسعي وراء الرزق، باختصار لا يوجد عزيمة ولا إرادة، وأتأثر بآراء الغير.

أعاني من اضطرابات في النوم، وإرهاق، وكسل، لا أنام إلا بعد أن أتقلب في الفراش عدة ساعات، وأعاني من الملل من كل شيء، أحس بالوحدة مع وجود الناس، وأعاني من الرهبة الاجتماعية، لا أتكلم إلا مع الناس الذين أعرفهم، لو أتكلم مع شخص لا أعرفه أو متحفظ منه، أتخبط وأتعتع في الكلام، لو أخذ حق لي بالقوة أو تفوه أحد علي بكلمة وجرحني لا أستطيع الرد، وأقول أنا كاظم للغيظ، وهي أتوقع ضعف مني، لا يمكنني الرد!

أتعلق بشخص معين، أفكر فيه، ومتأثر به، دائما يكون موجودا في بالي، يمكن لدرجة الحب، لكني والله لست شاذا، وضميري يؤنبني؛ لأنه صديق، أنا أعامله كأخي وصديقي، وهو كذلك، لكن داخلي لا أتوقع أن يكون صديقا، أفكارنا متقاربة، أرتاح للفضفضة معه، لكن تعبت من التفكير السلبي الشاذ تجاهه.

أرجو توضيح ما بي من علة، وهل أقدر أن أتعافى من المشاكل المطروحة؟
أسأل الله العظيم أن ينفع بكم المسلمين، ويرزقكم ويصلح لكم أبنائكم، ويهديكم سبل الرشاد.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي استنتجه من رسالتك هذه أن مشكلتك أنك مصاب بالإحباط، والإحباط مؤشر على وجود اكتئاب نفسي، وأعتقد أن شخصيتك تفقد للدافعية، وهذه علة في الشخصية لكنها ليست من العلل الرئيسية، والإنسان يمكن أن يصحح مساره، وذلك بالرجوع إلى أمر واحد ومرجع واحدة، وهو الآيات القرآنية التي ورد في جزئيتها: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فإذن وضعك لهذا الشعار القرآني العظيم سوف يجعلك تلهم إلهاماً وتقنع قناعة قاطعة أن الطاقات والهمة الداخلية موجودة، لكن كيف تحرك وكيف يستفاد منها، هذا هو الذي نريد أن نذكرك به، لا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت الذي سوف تغير نفسك.

وبالنسبة للعمل يجب أن ترتفع قناعتك بأهمية العمل، والعمل ليس فقط من أجل كسب المال، العمل يهيئ النفس لأن تلعب دورا فاعلاً ومفيداً في الحياة، والعمل طريقة للتواصل الاجتماعي الرصين، والعمل يتأكد شخصية الإنسان وينميها ويطورها، العمل يشعرك بالرضى، والعمل هو قيمة الرجل.

فيا أخي قم بمراجعات مع نفسك، لا تتساهل أبداً مع نفسك في هذا الأمر، وابدأ من اليوم، وابحث عن الوظائف، واذهب إلى المعاينات، ولكل مجتهد نصيب إذن التحريك وأخذ المبادرات مهم جداً.

وبالنسبة لمشاعرك التي يشوبها شيء من الرهبة الاجتماعية هي ناتجة من الشعور والإحباط وعدم الثقة في مقدراتك وافتقاد الطموح، يظهر لي أنك تقلص من دورك الاجتماعي؛ لأنك لا تريد أن تتحمل مسئولية -أخي الفاضل- أرجو أن تعذرني في هذا الذي ذكرته لك أخيراً، لكن هي حقيقة علمية من الأفضل أن تعلمها حتى تتخلص منها، شعورك حول هذا الشخص الذي ذكرته لابد أخي أن تكون هنالك الضوابط الشرعية التي نبني من خلالها علاقاتنا، كل فكر شاذ، كل فكر يحمل سمات انحرافية يجب أن تغلق عليه، ويجب أن تعظم قبحه وأنه لا يليق بشخصك الكريم، هذا إن شاء الله تعالى يغير من مفاهيمك، أخي دائماً الإنسان يسعى لأن يعدد من علاقته، يوسع من شبكته الاجتماعية، وأن تحصر نفسك في شخص واحد هذا فيه شيء من الاعتمادية المخلة والاعتمادية لا تطور النفس، ولا تطور الذات، ولا تؤكدها ولا تنميها -أيها الفاضل الكريم إن شاء الله تعالى- سوف تتعافى لكن يجب أن تأخذ مبادرات الإيجابية وأن تعرف أن التغير يبدأ منك وسوف تعود عليك بالفائدة إن شاء الله.

ومن المهم أن تتناول دواء مضادا للاكتئاب، محسن للدافعية، وهذه الأدوية كثيرة وسهلة جداً وسليمة جداً، منها دواء يعرف باسم بروزاك، واسمه العلمي فلوكستين ولا يحتاج إلى صفة طبية، فيا أخي أرجو أن تتحصل عليه، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً، قوة الكبسولة (20غ) تناولها بعد الأكل وبعد شهر ارفعها إلى كبسولتين في اليوم، ويمكنك أن تتناولها جرعة واحدة، هذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناولها.

هنالك بعض الأفكار السلوكية المهمة التي يجب أن تتحلى بها، وهي التفكير الإيجابي وإدارة الوقت بصورة صحيحة، الصلاة مع الجماعة، وأن تقارن بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، والذين يعملون ولا الذين لا يعملون، الفرق واضح وجلي، وأنت مطالب بأن ترتفع، والحياة جميلة وطيبة، وهي كفاح وأنت مطالبة أيضا أن تساهم في إعمار هذه الأرض وهذا لا يأتي إلا من خلال العمل، ويا أخي لا تستصغر ولا تستحقر دورك في الحياة، كن إيجابياً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي أعاني منها هل تدل على الاكتئاب؟ 1307 الأربعاء 29-07-2020 04:32 صـ
أشكو من عدة أعراض نفسية وجسدية، فكيف أعالجها؟ 801 الأحد 09-08-2020 05:16 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4415 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
السمنة أفقدتني لذة السعادة وأفكر بالانتحار! 1018 الثلاثاء 14-07-2020 04:06 صـ
مصاب بالاكتئاب، وأريد علاجا سريعا لحالتي. 743 الأربعاء 15-07-2020 05:33 صـ