أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تقدمت لخطبة فتاة وصليت الاستخارة، ولم أجد ما يشجعني للارتباط بها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدمت لخطبة فتاة، ورأيتها بالنظرة الشرعية، وككل نظرتي الظاهرية لها مناسبة، وقد صليت استخارة مرتين، ولم أر شيئاً يشدني أو يبعدني عن الارتباط بها، ولكني أشعر بأني لا أرغب بالزواج حالياً، بالرغم من محاولاتي المتكررة السابقة للارتباط بزوجة صالحة.

أرجوا إفادتي بأسرع وقت ممكن، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبين خطيبتك على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وعرض هذا السؤال، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك ويغفر ذنبنا وذنبك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نحن حقيقة ندعوك إلى إكمال هذا المشوار، طالما حصلت الرؤية الشرعية، وما دامت الفتاة مناسبة، وأرجو أن تعلم أنه ليس من الضروري أن كل من يستخير يرى شيئًا أو يحصل له شيء، فالاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، فعلى الإنسان أن يصلي هذه الصلاة، يطلب الخير ممن بيده الخير، وكما تعلم فإن الاستخارة دعاء، والإنسان في دعاء الاستخارة يقول: (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به) وإن شاء الله هذا من الخير الذي قدره الله تبارك وتعالى لك، طالما كانت النظرة مناسبة، وهذا يدل على أنك وجدت ارتياحًا وقبولاً، وندعوك إلى أن تكمل هذا المشوار ولا تتوقف عن إتمام هذا المشروع، خاصة وقد تدخل الأهل وبدأت الزيارات لأهل الفتاة ولأهلك.

أرجو أن تتوج هذه العلاقة وهذا الوفاق بين الأسرتين إلى زواج وإلى إكمال مراسيم هذه الزيجة، ومعروف أن ما يحدث من هبوط في الرغبة أو غيره، كل هذا من الشيطان، لأن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).

نحن في زمان فتن فلا تؤخر الزواج، ولا تؤخر هذه الفكرة، ولا تفوت هذه الفرصة، إذ الأصل أن تبادر، والأصل أن تسارع، خاصة بعد أن وجدت من ترتاح إليها، وترى أنها مناسبة، وبقية المشاعر النبيلة ستأتي مع التعرف، لأن الحب الحقيقي يبدأ بعد الرباط الشرعي ويزداد مع التعاون على البر والتقوى ثباتًا وطاعة، ويزداد بمعرفة الخصال الجميلة في الطرفين، لأنك لن تحب إنسانًا إلا إذا عرفت مقدار ما عنده من الخير والفضل، بمقدار تلك المعرفة تكون المشاعر النبيلة وتتجذر في النفس وتتعمق معاني المحبة والمودة والرحمة.

إذن نحن ننصحك بإكمال المشوار، وكذلك أيضًا بالتحمس في مسألة الزواج، لأن الأصل هو أن تبادر بالزواج، أما تأجيل فكرة الزواج هذه ليست في مصلحتك، لأننا في زمان الفتن والأيام تمضي، وخير البر عاجله، ولم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.

كما أرجو أن تعلم أن في التراجع بعد هذه الخطوة تأثيرات سلبية على الفتاة وعلى أهلها، والإنسان لا يرضى هذا لأخواته ولا يرضى مثل هذا الموقف لبناته، فكيف نرضاه لبنات الناس، ولتعلم أن الآباء والأمهات هم أسعد الناس بمثل هذا الزواج الذي شاركوا فيه، فما من أب أو أم أو أسرة إلا وتريد أن ترى أحفادها وأبناء أبنائها وبناتها، فحقق لهم هذه الأمنية الغالية، وتوكل على الله، واستعن به ولا تعجز.


إذن لابد أن تقدر هذه الجوانب كاملة، وأنت الآن -ولله الحمد- سرت في خطوات مباركة، توجتها بالنظرة الشرعية، وأهل البيت يرغبون في زيارة أهل الفتاة، فأرجو أن تُكمل هذا المشوار، واستعن بالله تبارك وتعالى، ومن حقك أن تسأل عن الفتاة ومن حقها أن تسأل عنك، ونحن أيضًا سنكون سعداء في حال تواصلك مع موقعك، لكننا ندعوك إلى ترك التردد وتقدم إلى الأمام من أجل أن تكمل نصف الدين، وكون الإنسان يجد امرأة وينظر إليها ويراها مناسبة هذه نعمة من نعم الله تبارك وتعالى، فأكمل هذا المشوار، واستعن بالله تبارك وتعالى، واحرص على كل أمر يُرضي الله، وأكثر من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتعوذ من الشيطان الذي يريد أن يحول بينك وبين الحلال، أو يريد أن يؤخر دخولك إلى هذا القفص الذهبي – قفص الحياة الزوجية – الذي يقوم على الميثاق الغليظ وتقوى من الله تعالى ورضوان، ومن تزوج فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الآخر، فالزواج له أهداف كبيرة جدًّا وستكون سعيدًا بحول الله وقوته مع هذه الزوجة، وأرجو أن تكون عونًا لها على الطاعة وعلى الخير.

كما نرجو أن تكمل مشوار السرور لأهلك وأهلها بإكمال هذا المشوار، مشوار الزواج، ونتمنى ألا تكون فترة الخطبة أيضًا طويلة، ولا تنتظر بعد الاستخارة أن ترى شيئًا أو ترى منامًا أو ترى نحو ذلك، فإن هذا من المفاهيم الخاطئة التي ينتظرها الناس، فليس شرطًا أن يرى الإنسان بعد الاستخارة شيئًا، وليس شرطًا ألا تحصل بعد الاستشارة بعض الصعوبات المالية أو نحو ذلك، ولكن الاستخارة طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ولا مانع من أن تعيد الاستخارة مرة ثانية وثالثة ورابعة، فهي دعاء وسجود وطاعة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونتمنى أن نسمع عنك خيرًا، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع الموقع في أي وقت وبأي طلب، ونسأل الله أن يعيننا على خدمة الشباب والفتيات الذين هم أغلى ما نملك بعد هذا الدين وبعد الإيمان بالله بعد ما شرفنا الله تبارك وتعالى به من الهدى والنور.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعرفت إلى شاب معاملته معي غير جيدة ويريد خطبتي، فماذا أفعل؟ 1513 الثلاثاء 16-06-2020 05:18 صـ
ما رأيكم بالزواج من شخص بسيط؟ 2857 الخميس 04-04-2019 06:38 صـ