أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الوساوس وأخشى الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسان يريد أن يتوب إلى الله -عز وجل- ولكن لا أعرف، ففي الماضي كنت أصلي وليس دائما، وكان قلبي مؤمنا بالله وبالرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن في الوقت الحاضر أعيش كل يوم في قتال مع قلبي ونفسي، أصبح قلبي لا يؤمن، ولكنني أؤمن، وقلبي يسب الله -عز وجل- من دون سبب يذكر، وأنا لا أسب ولا أريد الموت على الكفر، في بعض المرات يصل قلبي إلى مرحلة الإلحاد، ولكني لا أريد ذلك، وأنا لست ملحدا، ولكن قلبي ملحد، فكيف أعالج مثل هذا الشىيء؟
جزاكم الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أيها الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يتوب عليك.
نحن أولاً أيها الأخ الحبيب نود أن نطمئنك بأنك مؤمن -إن شاء الله تعالى- فلا تلتفت إلى هذه الوساوس التي يحاول الشيطان أن يقذفها في قلبك، ودليلنا على أنك مؤمن كراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها ومجاهدتك لها، فتعبيرك عن حالك بأنك في قتال مع قلبك ونفسك دليل على أنك تكره هذه الخواطر وتحاول جاهدًا أن تدفعها عن نفسك، وهذه علامة الإيمان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الصحابة الذين جاؤوا إليه شاكين بعض هذه الوسواس وأن الواحد منهم يجد في نفسه شيئًا عظيمًا يخاف أن يتفوّه به، ولو خُيّر بين أن يتكلم به وبين أن يُحرق بالنار حتى يصير فحمًا لاختار أن يُحرق، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم منهم هذا قال: (ذاك صريح الإيمان).
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كراهتهم لهذه الوساوس والخواطر ونفورهم منها وتفضيلهم الاحتراق بالنار عليها دليلاً على إيمانهم؛ ولهذا نحن نطمئنك أولاً على إيمانك، فأنت مؤمن -إن شاء الله- ولكنك مأمور أيها الحبيب بأن تجاهد نفسك للتخلص من هذه الوساوس، وجهادك لها يرتكز على أمرين مهمين إن أنت أخذتَ بهما نفعك الله تعالى بهما، هذان الأمران هما الدواء النبوي لمثل هذه الحالة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتكي وسواسًا من هذا، قال: (فليستعذ بالله ولينته).
فهذان دواءان، الدواء الأول: الاستعاذة بالله، ومعناها الالتجاء والاحتماء بالله تعالى، فتوجه إلى الله تعالى وسأله بصدق أن يثبتك على الإسلام، وأن يمكّن الإيمان في قلبك، واسأله سبحانه وتعالى أن يتوفاك مسلمًا، وإذا علم الله عز وجل منك الصدق في اللجوء إليه فإنه لن يخذلك ولن يردك خائبًا.
الدواء الثاني: الانتهاء عن ذلك، بالإعراض التام عن هذه الوساوس، وعدم الاسترسال معها، والانصراف عنها إلى غيرها، فكلما حاول الشيطان أن يقذف في قلبك شيئًا من هذا انصرف عنه وأعرض عنه واشتغل بغيره.
وإذا فعلت هذا أيها الحبيب فإننا على ثقة بأنك ستُشفى بإذن الله وسيزول عنك ما تكره من هذه الوساوس.
ثم ننصحك أيها الحبيب بأن تشتغل بما يقوي الإيمان في قلبك ويثبته، فإن الإيمان يزيد وينقص، ولزيادته أسباب كما أن لنقصانه أسبابا، فخذ بأسباب الزيادة، ومن أسباب الزيادة التفكر في مخلوقات الله تعالى، فإن كل شيء من حولك يدلُّك على الله وعلى صفاته سبحانه وتعالى وعلى وجوده (ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحدُ) ونفسُك التي بين جنبيك وجسمك القريب إليك، كل ذلك أدلة شاهدة على وجود الله تعالى، وعلى علمه وعلى حكمته ورحمته وإحاطته وقدرته، فتفكر في نفسك كما قال الله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} وتفكر في الأرض والسماء والمخلوقات من حولك، وستدلك هذه على خالقها وتدلك إلى الإيمان وإلى زيادته.
ننصحك أيضًا أيها الحبيب بأن تُكثر من مجالسة الصالحين، وأن تحضر مجالس الذكر والعلم، وألا تختلي بنفسك لفترات طويلة.
أما في شأن الصلاة التي تركتها فيما مضى فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى، فإن ترك الصلاة من أعظم الذنوب بعد الكفر بالله، وبعض العلماء يرى بأن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة، فتب إلى الله تعالى، وإذا تبت إلى الله وندمت على ما فعلت وعزمت على ألا ترجع إليه في المستقبل وواظبت على صلاتك فإن الله سيقبل توبتك ويمحو ذنبك.
وعليك أن تقضي هذه الصلوات عند كثير من العلماء، وفي هذا القول إبراء للذمة بيقين، فحاول أن تقضي ما تركته من الصلوات، فإن كنت تعلم عدده فاقض ذلك العدد، وإن كنت لا تعلم فحاول أن تجتهد في تقدير كم الصلوات التي تركتها، فاقض ما يؤدي إليه اجتهادك، وحاول أن تشغل أوقاتك بقضاء ما عليك من الصلوات بقدر الاستطاعة بما لا يضرك في معيشتك.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتوب عليك وأن يثبتنا وإياك على الإيمان حتى نلقاه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. | 3410 | الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ |
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ | 1957 | الأحد 28-06-2020 02:49 مـ |
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ | 1934 | الخميس 25-06-2020 05:38 صـ |
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني | 2401 | الخميس 25-06-2020 02:58 صـ |
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ | 1601 | الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ |