أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خالتي كبيرة في السن ولم تتزوج .. تتصرف تصرفات غريبة تؤذينا!
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيراً، خالتي كبيرة في السن, تعدت الستين عاماً, وهي لم يسبق لها أن تزوجت, وكانت تعيش في قرية في بلادنا مع والديها وأختها ثم توفت أختها ثم والديها، فاضطر عمها لإحضارها عنده في الدولة التي يسكن بها, وبعد عام انتقلت إلى إخوتها الذين يعملون في دولة أخرى للعيش عندهم, وأصبحت تتنقل بينهما وبين أخواتها الذين يعيشون في نفس الدولة, ولكن كلما ذهبت إلى بيت تثير المشاكل، وتقوم بتصرفات غير لائقة بوضعها ولا بسنها, ومؤذية – بكامل اختيارها – فأخذتها أمي لعلها ترتاح عندنا خاصة أن أبي في بيت آخر, ووفرنا لها ملحق فوقنا مستقل.
تقوم بخدمة نفسها من طبخ وغسل وكل شيء بناء على طلبها بذلك ورفضها التام لأي تدخل أو مساعدة, وهي تقوم بحاجاتها خير قيام، وفوجئنا بعد فترة من استقلالها بنفس التصرفات المؤذية، علماً بأننا نحاول إكرامها واحترامها وعدم الاحتكاك معها مما جعلنا نشك هل بها حالة نفسية أو فقط أخلاقيات سيئة، علماً بأنها تقوم بأمرها خير قيام، وكذلك صلاتها ونظافتها ولباسها، ومن هذه الأخلاقيات العدوانية: الفضول، التجسس، تتظاهر بأنها تحسد وتريد إصابتنا بعينها والله أعلم بها، تأخذ بعض الأشياء الشخصية وتخفيها، تتظاهر أنها تعرف كل شيء.
علماً بأننا لا نعلم شيئاً عن طباعها عندما كانت في بلادنا لعدم التواصل مطلقاً, وهي لا تثق بأحد أبداً وترفض الذهاب لأي طبيب نفسي، فما هي حالتها ؟ وكيف نتعامل معها إذا كانت تعاني من حالة نفسية؟
وشكراً لكم، وأرجو التوضيح كيف أتواصل معكم في هذا الموضوع إذا لزم الأمر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ 000000 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسهل أمرها وأن يغفر ذنبنا وذنبها، ونرحب بها في موقعها إسلام ويب بين آباءٍ وإخوانٍ، همهم أن يعاونوا الأبناء والبنات على الخيرات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمر هذه الخالة، وأن يلطف بها وبكم، وأن يعين الجميع على طاعته.
لا يخفى على – ابنتي الفاضلة – أن الخالة بمنزلة رفيعة، فالخالة أم، وأنكم أولى بما يحسن إليها ويصبر عليها، ومثل هذه الأمور متوقعة وبشدة ممن كانوا في هذه السن ممن عاشوا كذلك في الأرياف ممن وصل بهم هذا الحال بهذه السن، ومع ذلك لم يُرزقوا بزوج ولا بأولاد، فعلينا أن نقدر هذه المشاعر التي تنتاب هذه الخالة، ونحسن التعامل معها، وإذا كان الإنسان لا يفعل إلا الخير فلن يبالي بنظر الناس إليه، ولن يبالي بمحاولات تجسسهم عليه، لأن هذه أمور هي فعلاً محرمة والذي سيفعله سيأخذ وزرها، لكن ينبغي ألا تأخذ أكبر من حجمها، وألا تضايقنا هذه الأمور، فنحن أولى من يحتمل هذه الخالة التي لا أظن أنها بعد هذا تحتاج إلى أن تؤدب أو تُعلَّم أن الغيبة حرام وأن التجسس حرام ومثل هذه الثوابت.
فعليكم أن تصبروا عليها وتحسنوا إليها مدة بقائها عندكم، وإذا كانت تقوم بواجباتها على الوجه الأكمل فإن في هذا تخفيفا كبيرا أيضًا لكم، لأن هذا سيكون مصدر صراع مصدر انزعاج وخصام إذا كان أمر الطعام مختلطًاً، أما إذا كانت تقوم بحاجتها ونظافتها وطعامها، فإن أمر الكلام وأمر الصفات الاجتماعية السالبة أمرها سيكون هينًا، لأن الإنسان إذا عرفناه استطعنا أن نتفادى مثل هذه الفرص ولا تتح له فرص التدخل ولا فرصة التعليق على أي أمر من الأمور، وأظن أن الأمر لن يكون صعبًا، ولعلك تلاحظين أن الكبار في السن يستطيعوا أن يتعاملوا مع هذه الأمور، والفرق هو أنهم يعطونها حجمها المناسب.
أما بالنسبة لتأثرها من الناحية النفسية، فإنا لا نستطيع أن نجزم به، ولكن نقدر المعاناة التي مرت بها، وكيف أن الأصغر والأصغر والأصغر منها تزوجوا وهي لم تُتح لها هذه الفرصة، لا شك أن هذا أيضًا مصدر إزعاج وقد يؤثر عليها بلا شك من ناحية سلبية، ويدفعها أيضًا لمعادات الآخرين ونقل الشر إليهم، وإذا كنتم لا تعرفون شيئًا عن طباعها، فإن الصبر فيه العلاج، بل نحن سعداء لأنكم عرفتم واستطعتم أن تتعاملوا مع هذه الحالة ومع هذا الوضع الذي عليه هذه الخالة.
وكان ينبغي لمن أرسلوها إليكم من إخوانها وأخواتها أن يخبروكم بمثل هذه الصفات الموجودة فيها، ولكن على كل حال فهي خالة والخالة أم، فعلينا أن نعاملها بمنا نستطيع، ونحسن إليها غاية الإحسان، والحياة هي لحظات، والأمور تتغير، لكن حتى يحصل ذلك علينا أن نحسن إليها، وأن نقوم بواجب العلمي تجاهها، طالما كانت هي تقوم بحاجات نفسها، وعند ذلك إن شاء الله ستفوزون بالأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
وأرجو أن تعلموا أن في احترام هذه الخالة احتراما للوالدة واحتراما للأخوال وتقديرا لهذه المشاعر، فالآباء يفرحون عندما يجدون أبناءهم وأحفادهم يكرمون كبار السن ويحسنون إليهم، ويجتهدون في احترامهم وتقديرهم، وأنت ولله الحمد أهلٌ لهذا الخير، وهذه الكتابة التي كُتبت إلينا تدل على أنك ناضجة وعلى أنك على خير كثير، ونتمنى منك أن تستمري على هذا الخير، وأن تحاولي النصح إليها، والتغاضي عن زلاتها وأخطائها، وحاولوا أن تقتضوا أموركم بالكتمان.
فإذا علمت شيئًا فماذا ستفعل، دعوها تتكلم به، وحاولوا أن تشغلوها بالمفيد، وبالتقرب إلى الله تبارك وتعالى المجيد، دون أن تقولوا لها (أنتِ ستفعلي وستفعلي) ولكن إذا طلبنا منها أن تردد أذكار الصباح والمساء وأن تعاونوها في طاعة الله تبارك وتعالى، وفي تنظيف المساجد، وفي بعض الأعمال التي تُجهد الإنسان، ولكنها أعمال محددة ومحصورة فتستطيع أن تؤديها، وتشغل نفسها بمثل هذه الأمور حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
أيضًا إخفاء الأشياء الشخصية وهذه الأشياء التي تعملها، هي بحاجة أن تلفت النظر، فأظن أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بالطعام والشراب، ولكن يحتاج إلى أنس الآخرين، يحتاج إلى أن يلفت نظرهم، يحتاج أن يشعر أنه في مكانة وأنه مقدّر، فأشبعوا عندها هذه الجوانب، وإذا تمادى الحال فسنكون سعداء بالكتابة إلينا حتى تحول الاستشارة لأحد المختصين في الناحية النفسية والأطباء النفسانيين، ولكن أحسب أن الأمور لاتزال تحت السيطرة، وهي من البساطة بمكان، فحاولوا أن تقتربوا منها، وأن تحسنوا إليها، وأن تحاولوا أن توضحوا لها الأمور التي لا يضركم الوضوح فيها، وأما بقية الأمور فيمكن أن تُقضى بالكتمان إذا كانت من النوع الذي يتكلم بكل ما يُشاهد وبكل ما يسمع.
المهم: أنت عاقلة ولله الحمد، وأهلك أناس عقلاء فضلاء، ونحن ننتظر منكم جميعًا أن تحسنوا معاملة هذه الخالة حتى تقضي أيامها في هذه الدنيا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدم الجميع في طاعته، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أصلحت بين أمي وإخوتي من أبي وشعرت بعدم رضا الوالدة، فهل أعتبر عاقاً؟ | 1500 | الثلاثاء 18-08-2015 04:19 صـ |
أمي .. أشعر أنها تريد تدمير أي شيء أختاره في حياتي! | 4257 | الأحد 31-05-2015 03:14 صـ |