أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من مشاعر الخجل وضعف الشخصية؟
في البداية أشكركم على موقعكم الممتاز، أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة, أعاني من ضعف الشخصية والخجل، قليل الكلام داخل المنزل وخارجه, أجد صعوبة في الحساب والرياضيات، حتى أني أصف نفسي من البلداء, انطوائي، أدى بي كل هذا إلى ممارسة العادة السرية منذ البلوغ حتى الآن، حاولت عدة مرات الإقلاع عنها ولكن دون جدوى! أعاني من السهو والشرود وقلة التركيز، خصوصاً في الصلاة، أفكر في الأيام الأخيرة في الزواج، ولكن أخاف أن يؤثر كل ما ذكرته في الطرف الآخر.
فما الذي يجب عليّ القيام به للخروج من كل هذه المشاكل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فتفكيرك في الزواج هو التفكير الصواب والصحيح، وتفكيرك أن شخصيتك ضعيفة هو تفكير خاطئ، والإنسان حين يقيم نفسه تقييمًا سلبيًا هذا من أكبر المشاكل، لذا نحن دائمًا نذكر الإخوة والأخوات بضرورة أن يكون الواحد منا منصفًا حين يقيم ذاته، والإنصاف يعني الموضوعية، أن يبحث المرء في مصادر قوة شخصيته وإيجابياتها، ويبحث أيضًا عن الجوانب السلبية، وبعد ذلك يسعى لتطوير الجوانب الإيجابية، مما ينتج عنه انكماش وتلاشي الجوانب السلبية، فأرجو ألا تطلق على نفسك أو تعتقد أنك ضعيف الشخصية، هذه الفكرة في حد ذاتها فكرة سيئة جدًّا من وجهة نظري فيما يتعلق بالتقييم النفسي.
بعض الناس أيضًا يعتقدون أن شخصياتهم قوية وطاغية، وشيء من هذا القبيل، هؤلاء أيضًا تجد تقييمهم خاطئاً، فالوسطية والموضوعية هي المطلوبة، وهي التي أنصحك بها، ولكي تصل إلى التقييم الصحيح لشخصيتك أرجو دائمًا أن تضع مشاعرك جانبًا وتبحث في أفعالك وإنجازاتك، سوف تجد أنها موجودة، حتى وإن كانت بسيطة يجب أن تستشعر قيمتها وتحاول أن تطورها، وتصر أن تكون منجزًا، حين تتحسس إنجازك سوف تكتشف مصادر القوة التي لديك، وهذا يدفع عنك التفكير السلبي وتتبدل المشاعر لتصبح إيجابية.
هنالك أمور بسيطة جدًّا تطور شخصية الإنسان، منها صلة الرحم، وبر الوالدين، هذا يعطي الإنسان الشعور بالطمأنينة الداخلية، ويعطيه الشعور بالفعالية، وهذا يتناقض تمامًا مع سمة ضعف الشخصية، كذلك القيام بالواجبات الاجتماعية على نطاق الزيارات، مشاركة الناس في مناسباتهم، هذا أيضًا أحد المكونات الرئيسية لشخصية الإنسان، كذلك أن تأخذ مبادرات بسيطة في الشؤون الحياتية، وأن تسعى دائمًا أن تطور نفسك، هذا أيضًا أمر جيد.
أما بالنسبة للخجل فأعتقد أنه كثيرًا ما يكون مرتبطًا بتقييم سلبي نحو الذات، وفي بعض الأحيان قد يكون فيه شيء من الحياء، وفي أحيانٍ أخرى يكون عادة مكتسبة أدت إلى ما نسميه بالرهاب الاجتماعي البسيط، مما يقلل من المقدرة على المواجهة.
اجعل لنفسك برامج يومية تتفاعل فيها مع الآخرين، طور مهاراتك الاجتماعية البسيطة مثل أن تحيي الناس تحية طيبة، أن تنظر إليهم في وجوههم، أن تتبسم وتنبسط لهم، أن ترد التحية بأحسن منها، وأن تحس بقيمة الذات وتديره بصورة ممتازة، أدّ الصلاة في جماعة، هذا يحسن من تركيزك، ويحسن أيضًا من تفاعلك الاجتماعي، مما ينتج عنه إزالة الخجل -إن شاء الله تعالى-.
بالنسبة للتعسر في الرياضيات: هذا قد يكون ناشئًا مما نسميه بصعوبة التعلم المتفردة، أي الإنسان يواجه مشكلة معينة مثل الهجاء أو الحساب أو غيرها، هذه يجب أن تراجعها مع أحد المعلمين المختصين في الرياضيات، وسوف يُسدي لك التوجيه المطلوب.
بصفة عامة: حاول أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكثر من الاطلاع، فهذا يساعدك لتتطور على النطاق الشخصي والفكري والمعرفي.
سيكون من الجميل جدًّا أن تتناول دواء بسيطًا مضادًا للقلق والخجل الاجتماعي، الدواء يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في المغرب، واسمه العلمي هو (باروكستين) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة عشرين يومًا، ثم اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. هو دواء سليم جدًّا، ويفضل تناوله مساءً بعد الأكل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ | 1500 | الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ |
أنا شاب أعاني من الخجل والكسل، فكيف أتخلص منهما؟ | 2092 | الاثنين 06-04-2020 05:56 صـ |
أجاهد نفسي كي أتخلص من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 2671 | الاثنين 30-03-2020 04:36 صـ |
أصبت فجأة برهاب وتلعثم وتعرق وتكررت هذه النوبات، فما الحل؟ | 3366 | الاثنين 07-10-2019 02:54 صـ |