أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : صديقي يعاني من اكتئاب حاد، وتفكير سلبي... كيف أساعده؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لدي صديق مقرب مني من ذو الطفولة، أعرف كل تفاصيل حياته ليس بحكم الصداقة فقط، ولكنه قريبي في نفس الوقت.

منذ طفولته يعيش في صراع نفسي بسبب ضغوطات عائلية، فوالديه مختلفان أغلب الوقت، وتحدث بينهما مشاحنات وخلافات، أمام أطفالهما، وكل واحد منهما يريد أن تكون له السلطة الأعلى في المنزل مما أثر سلبا على حالته النفسية.

اعتمد على نفسه من ذو الصغر، وكان يحاول أن يعيش عمرًا أكبر من عمره الطبيعي، تعلم المسؤوليات منذ الصغر ليرضي والديه، وظننا منه أنه يخفف ضغوطاتهم، كأن مطيعا لهما في كل شيء في حياته، لا يستطيع أن يرفض لهما أي طلب، وهما بدورهما سيرا حياته على ما يريدان، والآن كل منهما يعيش في منزل لوحده رغم أنهما غير منفصلين، المؤسف في الأمر أن كل من الطرفين يحاول أن يجعله في صفه؛ لأنه بالنسبة لهما الولد المطيع الذي لا يرد لوالديه طلبا، مع صراعاتهما المتكررة أصبح ينظر للحياة بصوره سلبية، والآن هو يتنازل عن طموحه من أجل أن يرضيهما، وأيضا أصبح كتوما انطوائيا سريع الغضب والانفعال، فكر في الانتحار أكثر من مرة.

الشيء الوحيد الذي اختاره بنفسه هو قربه من إحدى قريباته؛ لأنه يحبها بشغف، ومع ذلك فقد قرر أن يبتعد عنها بسبب كثرة انطوائه.

أريد مساعدته لكنه يرفض ويرفض مراجعه أي معالج نفسي، وحالته تسوء أكثر فأكثر أتمنى أن تفيدوني لا أستطيع مساعدته لأنه عزيز علي، ولا أستطيع رؤيته يتعذب، أو يحاول قتل نفسه.

أفيدوني أفادكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك التواصل مع إسلام ويب، واهتمامك بهذا الأخ الذي نسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

أولاً: هذا الأخ يجب أن يتذكر تمامًا أنه ليس في موقع ضعف بل على العكس تمامًا هو في موقف قوة؛ لأنه يريد أن يبر والديه بالرغم من اختلافهما، وبالرغم من عملية التجاذب والتنافس وسعي كل واحد منهما أن يجعله في جنبه وأن يميل إليه، هذا الشاب جزاه الله خيرًا يقوم بموازنة تربوية عظيمة، ويجب أن يذكر دائمًا بذلك، هذا أمر ضروري جدًّا.

ثانيًا: لا أقول يجب أن يتظاهر لكل من الأبوين لإرضائهما، بل على العكس تمامًا يجب أن يكون مقتدرًا للتعامل مع كل منهما بمرونة، ويعرف (الدناميات) الخاصة بأمه وأبيه وهي أن كل واحدٍ منهما يحاول أن يجعله في جانبه، حين يفهم ذلك أعتقد أنه يستطيع أن يتعامل تمامًا مع الموقف.

والأمر الآخر والضروري جدًّا هو أنه يمر بمرحلة نضوج اجتماعي ونضوج تربوي، وفي ذات الوقت بالنسبة لوالديه ربما يتعلمان من الزمن، ولذا نقول الكثير من المشاكل تحل من خلال الزمن، فهو أمامه مساحة إن شاء الله تعالى لأن تنتهي هذه الصعوبات.

هذا الأخ يجب أن يذكر بأنه يقوم بعمل عظيم، وذلك بره لوالديه مهما كانت الاختلافات فيما بينهما.

الأمر الثاني هو: يجب أن يصرف انتباهه بعض الشيء من هذه المشاكل، وذلك من خلال أن يجتهد في عمله إذا كان يعمل، أن يفكر في الزواج، أن يجعل لنفسه صداقات تسانده وتدعمه، وهذا أيضًا أحد المخارج الجيدة جدًّا.

الأمر الثالث: لا شك أن ممارسة الرياضة، والحرص على صلاة الجماعة، وحضور حلقات التلاوة... إلخ، هذه كلها أسانيد ومدعمات قوية جدًّا لصحة الإنسان النفسية، وتقلل من انفعالات الغضب. الغضب أمر طبيعي في الناس، لكن كيف نتعامل معه، وكيف نديره، هذا هو المهم، وهذا الأخ يجب أن يتجنب الكتمان بقدر المستطاع، وذلك من خلال بناء علاقات اجتماعية.

تفكيره في الانتحار هذا أمر بالطبع محزن ومؤسف، وإن وصلت به الأمور لهذه الدرجة أقول أنه لابد أن يذهب، ويقابل طبيبا نفسيا مهما كانت الصعوبة، لأنه يحتاج لتوجيه، يحتاج لعلاج دوائي، وربما يحتاج حتى لجلسات كهربائية إذا كان فعلاً الاكتئاب قد أطبق عليه للدرجة التي تجعله ييأس من الحياة، ويسيطر عليه الكرب.

أرجو أن لا تنزعجي لهذا الأمر، لكن نحن نحاول دائمًا أن نكون منفتحين ونعطي كل الخيارات العلاجية حتى يتحصل الإنسان على أفضل فرصة علاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من عدة أعراض نفسية وجسدية، فكيف أعالجها؟ 798 الأحد 09-08-2020 05:16 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3522 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
هل القلق والتوتر الحاد يؤدي إلى الوفاة المبكرة؟ 1158 الخميس 16-07-2020 06:05 صـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1528 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
أشكو من أعراض جسدية رغم سلامة التحاليل، فهل ما أشكو منه مرض نفسي؟ 1932 الأربعاء 15-07-2020 06:16 صـ