أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تعرفت في الشات على شاب صاحب خلق وتحدثت معه، فما توجيهكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الرحمن بحفظه، ويسر لكم سبيل الخير ...
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما، خلال الفترة الماضية تعرضت لظروف عائلية، ومشاكل صعبة، وكنت أحتاج وبشدة لمن أتكلم معه، وأخرج همومي، ولكن كنت أريد أحدًا لا يعرفني معرفة شخصية.
وليت موقعكم الموقر يجيب في نفس اليوم، ولكني أعلم أنها لظروف خارجة عن إرادتكم.
اضطررت للتكلم ( بالكتابة وليس بالصوت ) مع شاب في أحد المواقع، لم أكتب له إلا عندما رأيت رقيا في مواضيعه، وأنه ملتزم بالدين، وبعدما كتبت له شعرت بالراحة وخاصة بعدما رأيت نصائحه التي جميعها من القرآن والسنة ...ولكني الآن في حيرة من أمري، فهل ما فعلته صحيح؟ وقد أصبت بمشكلة أخرى، وهي اللجوء إليه، فهل يجوز لي؟
أحيانا أندم على ما فعلت ندما شديدًا, ولكني لا أعلم هل هذا التصرف صحيح أم لا؟
أرجو إفادتي في الموضوع، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه،.. وبعد:
فإننا نشكر ابنتنا الفاضلة على هذا الورع، وهذا الحرص على أن لا تفعل شيئًا يُغضب الله تبارك وتعالى، ثم نشكرها على التواصل مع موقعها، وكلنا أمل في أن نتمنى أن نجيب على أبنائنا والبنات في أسرع وقت ممكن، حتى يجدوا ما يحتاجون إليه، وأرجو أن لا تترددي في الكتابة، ويمكنك أن تلحي أيضًا في أن تكون الإجابة سريعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق إخواننا القائمين على هذا الموقع المبارك رغم المجهودات والإنشغالات الكبيرة أن يلبوا مثل هذه الطلبات، وأن يستجيبوا لرغبات أبنائنا والبنات، فإنه شرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا والبنات خاصة من أمثال هؤلاء الكرام الذين يحرص الواحد منهم وتحرص الواحدة منهنَّ على أن لا تفعل شيئًا يُغضب الله تبارك وتعالى.
ونحمد الله تبارك وتعالى الذي وفقها للخير، وسلّمها من تلك المحاولة، فإن العواقب لا تؤمن، واحمدي الله تبارك وتعالى أنك وقعت في إنسان نحسب أنه على خير وفيه خير، لكن بعضهنَّ يجعل هذا الباب ينفتح فيتواصل بعد ذلك ويأخذ ويعطي.
والشيطان أيضًا له مدخل في هذا، فقد تكون البدايات ظاهرها الصحى، والشيطان لا يأمر الإنسان بالمنكر جملة، وإنما يأتيه بالتدرج، بل ربما دفعه إلى فعل شيء، بل ربما قال له (إنها مسكينة، إنها بحاجة، من سيكون لها إذا لم تفعل أنت) ثم بعد ذلك يقول (لا مانع من أن تزيد الكلام وتلاطفها بالكلام فإنها بحاجة لهذا) ثم يتمادى بعد ذلك (لماذا لا تهاتفها وتقابلها، لماذا لماذا)؟
فنحن نخاف من مثل هذه المداخل، والشيطان دائمًا يغير خططه، حتى وإن وجد إنسانًا يسير على الخير فإن الشيطان يدعوه إلى الخير لكن قد يأتيه من باب آخر، إن الشيطان يحاول أن يمنعنا من الصلاة، فإذا قال الإنسان لابد أن أصلي ربما أيقظه وشجعه لكن ينتظره في المسجد ويشوش عليه في صلاته، اذكر كذا اذكر كذا، أو ينتظره ليدخل عليه من باب الرياء.
فلذلك نحن نتمنى أن لا تحتاجي لمثل هذه الكتابة، وإذا احتجت فدونك هذا الموقع الذي يتعامل بهذه الطريقة المكشوفة، وأنت تتعاملين أيضًا مع فريق متكامل لا مجال للعب ولا مجال للمساومة فيه، إنما هم شباب بل كبار في السن بل شيوخ فضلاء كرام جندوا أنفسهم لخدمة أبنائنا والبنات، لكن المواقع الفردية، تتواصلين مع شاب لا تعرفيه ولا يعرفك، لا تعرفي حقيقته، قد يجر عليك ما لا تحمد عقباه.
فنتمنى مستقبلاً أن لا تكرري مثل هذه الأشياء، ونريد أن نقول: الإنسان بحاجة إلى صديق، ونحن نتمنى دائمًا أن تكون الفتاة يكون لها صديقة صالحة، تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت، فلا نفضل أن يكون التواصل بين فتاة وشاب، ولا نفضل أن يكون النصح بين فتاة وشاب، لأن هذا يفتح أبوابًا للشر، لكن إذا وجدت مجموعة من النساء شابا على ضلال يمكن أن ينصحنه لأن الفتنة مأمونة، إذا وجد شابًا مجموعة من الفتيات على خطأ يمكن أن ينصحهن، لأن الفتنة مأمونة، لكن التواصل عبر الموقع بطريقة سرية حتى بالكتابة فإنه أحيانًا قد يقول خطك جميل وعباراتك جميلة، ويطلب المزيد، ثم يكون هذا بابًا ينفتح، وقد يصعب علينا إغلاق هذا الباب بعد ذلك.
ولا يخفى عليك أن المؤمنة إذا جاءتها ظروف عائلية أو ضغوط أو مشاكل فإنها بداية ينبغي أن تلجأ إلى الله تبارك وتعالى، وتسأله التأييد والتوفيق، ثم عليها بعد ذلك أن تدعو بدعاء الهم والغم: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ثم عليها أن تكثر من الاستغفار، ثم عليها أن تشتغل بالمفيد، فإن هذه النفس إن لم نشغلها بالخير شغلتنا بالباطل، شغلتنا بالشر.
كذلك أيضًا ينبغي أن تحاول أن تشغل نفسها بعمل دراسي أو بإقبال على كتاب الله تبارك وتعالى، ولا مانع كما قلنا من أن تتواصلي مع الموقع، وتطلبي بأن تكون الإجابة سريعة لحاجتك الشديدة.
نحن لا نخفي سعادتنا بهذا الندم الذي حصل منك، والذي يدل على أنك تحملين روحًا شفافة، على أنك تحافظين على الحياء الذي وهبك الله تبارك وتعالى إياه، والإنسان مهما كانت الظروف التي فيها لا يعالج الخطأ بخطأ، ولا يخرج من الأزمة إلى ما هي أكبر منها، لأن بعض الفتيات قد تتواصل مع شاب ثم يتخذ ذلك سبيلاً إلى إذلالها، يتدرج معها فيسمع صوتها، قد يطالبها بإرسال الصورة، قد يطالبها بأن يخرج معها، قد يصل معها إلى درجات لا تحمد عقباها، ولا ينبئك مثل خبير.
لكن أنت ولله الحمد تُشكرين على هذا الحرص، وتشكرين على هذا الاجتهاد في التواصل مع الموقع، ونتمنى أن تحافظي على هذه النفس اللوامة التي تدعوك إلى الخير، وتدعوك إلى أن تكوني على الصواب وأن تكوني في أعلى الدرجات، فالإنسان لا يعالج مشكلته بالدخول في مشكلة قد تكون أصعب وقد تكون أكبر.
وعلى كل حال: فنحن نكرر شكرنا لك، ونشكر أمثال هؤلاء الشباب أيضًا الذين يؤتمنوا على الأعراض، ونتمنى أن تزيلي هذا الرقم أو لا تعيدي التواصل معه، لأن العواقب لا تؤمن، ولأن الشيطان حاضر، وكثير من الشباب يبدأ بأن يوقظ بعضهم للصلاة ويرسلوا لبعضهم الفلاشات الجميلة ثم تكون النهايات مختلفة، لأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، والمرأة لا ينبغي أن تتعامل مع شاب إلا في إطار المحرمية أو في إطار الحياة الزوجية، أما ما عدا ذلك فعليها أن تبحث عن الصالحات.
وتوجد ولله الحمد مواقع فيها صالحات بل فيها داعيات، فتعرفي على تلك المواقع، واجتهدي في التواصل مع أخواتك الصالحات، ولا مانع من أن تتواصلي مع الموقع الذي يعمل بصورة جماعية، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يصلحنا وأن يلهمنا وإياك الرشاد والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أخشى على أمي وأخواتي من الانحراف بكل أشكاله، هل خوفي منطقي؟ | 586 | الأربعاء 08-07-2020 05:35 صـ |
تحدثت في الشات مع أحد الشباب أوهمني بالزواج فكشفته فكيف أكفر عن ما فعلت؟ | 2661 | الأربعاء 27-05-2015 01:39 صـ |