أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من الممكن أن تكون بقايا الطعام هي التي تسبب لي الاختناق؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أشعر بالخوف الشديد طوال الوقت منذ أن كنت صغيرة، وذلك حصل بعد أن شاهدت فيلم رعب، وبقيت سنتين بعدها لا أنام وبعدها انتهى الأمر.

وعندما أصبحت في المرحلة الجامعية، تعرضنا لحادث وفاة ابن عمتي، حيث تم اختطافه، وتهديد والدي بي، فخفت، وبقيت شهرين لم أر باب البيت، وأهملت حالي لكوني أخاف أن يخطفوني، وأصبحت لا أستقبل الخطاب إلا من خارج بلدي، وذلك من شدة رعبي من بلدي، فأنا من العراق.

وبعدها تزوجت وسافرت، وبعد فترة قليلة انتابتني نوبات خوف أخرى، والأطباء لا يفهمون، وزوجي لا يحتويني، لأن زواجنا تقليدي وليس مبنيا على الحب، وبدأت تحصل لي مشاكل من نوع ثاني:

فبدأت أولا: أعاني من الفوبيا من جراء حادثة، حيث ضاعت مني ابنتي لمدة 5 دقائق، وفقدت أعصابي، وأصبحت أخاف من فقدانها وبعدها عني.

والأمر الثاني: أنه تنتابني فوبيا الموت ليلا ونهارا، وأفكر دائما بالموت بحيث لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية.

والأمر الثالث: أنه أصابتني قبل فترة نوبة حساسية من الدواء، ولم أستطع البلع، ولا أعرف السبب؟ هل هو بسبب الخوف الذي لدي أم أنها بسبب الدواء؟

وأنا الآن حامل بعد جهد جهيد – والحمد لله - على فضله وكرمه، وأعاني من الفوبيا.

أرجوكم أن تنصحوني ..

فقد قالت لي الدكتورة: بأنني أعاني من تحسس بأعصاب الرقبة، وفعلا الخوف يجعلني لا أستطيع البلع، والبارحة خفت من الدواء المسكن الذي أعطته الطبيبة لي، لأعالج التقلصات التي عندي، ولكني خفت وهلعت، وبعد أن هدأت بدأت أعاني من أني لا أستطيع الآكل، وكلما أكلت تؤذيني رقبتي من الجهة الأمامية (مكان تفاحة آدم)، هذا المكان الذي يتحرك عند بلع الريق، وأشعر وكأنما أحد ما ضاغط عليه، وكلما آكل شيئا أشعر وكأني أريد أن أستفرغه، كوني أشعر بأنه علق ببلعومي، وجربت بعد ساعة، وساعتين، و3ساعات، وفعلا هدأت، ومع ذلك لم أستطع الأكل.

وللعلم أن اللوز لدي ذات مسامات كبيرة جدا، ويبقى بها الطعام، فما رأيكم؟؟ هل من الممكن أن تكون هذه بقايا الطعام الذي يسبب لي الاختناق، أو الأعصاب، أو الفوبيا؟ وما الحل؟

وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام رايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالة المخاوف التي تنتابك سببها أن شخصيتك لديها استعداد للقلق والخوف، وفي ذات الوقت الخبرات والتجارب السابقة لعبت دورًا كبيرًا في هذا الخوف، والأمر بدأ بما نسميه بعدم القدرة على التوافق أو التواؤم، وهي حالة نفسية عصابية أيضًا، إذا أتت بعدها أحداث حياتية سلبية قد تؤدي إلى قلق وخوف مستمر.

الحالة لا نعتبرها حالة خطيرة، ونتفق معك على أنها مزعجة، لكن - إن شاء الله تعالى - سوف تعالج.

التقلصات العضلية التي ذكرها لك الطبيب قد تشمل المريء، وهذا يعني أنك تحسين بالغصة في الحلق، وقد ينتج عن ذلك صعوبة في البلع، وهذه نعتبرها حالة نفسية.

بالنسبة للمسامات الكبيرة الموجودة باللوز، فهذه يفضل أن تقابلي فيها طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وإذا نصحك بإزالة اللوزتين فهذا قرار صحيح.

أرجع مرة أخرى وأقول: أن القلق والمخاوف التي تعانين منها ستزول إذا اتبعت الآتي:

أولاً:أريد أن أنصحك بأن لا تنظري للماضي أبدًا نظرة سلبية، فما حدث لك يحدث لكثير من الناس، وقوة تحمل الناس لهذه المواقف تختلف من إنسان إلى آخر، وبصفة عامة نعتبرها خبرة نفسية حتى وإن كانت سلبية، يمكن أن يوجهها صاحبها لتصبح إيجابية، وذلك باعتبارها نوع من العبرة نوع من التجربة التي يمكن أن تقوّى من خلاله النفوس لا أن تضعف.

ثانيا: من المهم جدًّا أيضًا أن تكوني إيجابية حيال زوجك، فما أسميته بالزواج التقليدي كثيرًا ما يكون أفضل من بقية أنواع الزيجات.

ثالثا: عيشي الحياة بإيجابية، عيشيها بتدبر وتفكر وتأمل، وزعي وقتك بصورة صحيحة، كوني حريصة على أداء صلواتك في وقتها، وعليك بالدعاء والذكر وتلاوة القرآن.

إن كنت لا تزالين تعيشين في بلغاريا، فتواصلي مع المركز الإسلامي الموجود في منطقتك أو بالقرب منها، لأن الإنسان يحتاج لدعم اجتماعي يفيده، ولا شك أن هذه المراكز تقدم الكثير من الدعم.

الخطوات العلاجية الأخرى هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء ( 2136015 ) فهذه التمارين جيدة جدًّا، وتفيد كثيرًا في الاضطرابات النفسوجسدية، مثل: صعوبة البلع التي تعانين منها، فأرجو التدرب والمداومة عليها.

العلاج الدوائي المطلوب في حالتك..

فهنالك أدوية فعالة جدًّا ومزيلة للخوف، لكن أنت الآن حامل، والحكمة الطبية تقتضي أن تتجنب الحامل تناول الأدوية إلا إذا كانت هنالك ضرورة وحاجة طبية ماسة، كما أنه يجب مراعاة مرحلة الحمل.

إذا كنت قد أكملت أربعة أشهر من الحمل فلا مانع من تناول الأدوية المضادة للمخاوف، ومنها دواء جيد جدًّا يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، واسمه العلمي هو (باروكستين)، وهو متوفر غالبًا في جميع الدول، وفي معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية.

والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة، وقوة الحبة هي عشرون مليجرامًا، إذًا تبدئي بعشرة مليجرام، تستمري عليها يوميًا، وتناوليها بعد الأكل لمدة عشرين يومًا، ثم اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة أسبوعين قبل الوضع، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

الدواء مفيد جدًّا وغير إدماني، لكن أيضًا لا ننصح باستعماله في أثناء الرضاعة، لأنه يُفرز في حليب الأم بنسبة بسيطة، لكن كنوع من التحوط لا ننصح بتناوله مع الرضاعة، لأن كبد الطفل في الأشهر الأولى الثلاث ليست بالقوة والنضوج الذي يمكن لعمليات الاستقلاب الكيميائي، والتي تسمى بالتمثيل الأيضي بأن تتم بسلام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ