أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجي لا يؤدي حقوقي ويطالبني بترك وظفيتي... فما توجيهكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تزوجت، لكن لظروف عملي لم أسكن مع زوجي، ولم يوفر لي المسكن، ولم يصرف علي، لكن هو يطالبني أن أستأذن منه بكل خروج، ودخول من المنزل، مع العلم أني أعيش بمنزل أبي، وهو لا يأتي لزيارتي إلا كل شهرين مرة واحدة، ويريدني إذا خرجت مع أبي أو إخواني أن أستأذن منه قبل خروجي، ولو أن الخروج يكون بسيطا مثل الخروج للمكتبة أو التسوق.
مع العلم أنه لم يقم بأي حق من حقوقي، حيث أنه لم يوفر لي منزلا، ولم يصرف علي، ولم يكمل لي باقي مهري، وأنا لم أسمح له بأن ينقص من مهري شيئا، ومع هذا يطالب بحقوقه في الاستئذان، مع العلم أن كل حقوقه الزوجية أوفرها له إلا أنه لم يقم بأي حق من حقوقي.
فما الحكم؟ جزاكم الله خيرًا، وماذا أفعل معه؟ مع العلم أنه يطالبني بترك وظيفتي، وأن أذهب له، مع أنه قبل الزواج كان يعلم أني موظفة، وكتبت في العقد أن أستمر على وظيفتي إلى أن يتم نقلي، ولكنه رفض بعد الزواج بـ 7 أشهر.
وهددني بأني معلقة، فما رأي فضيلتكم بهذا الشخص، أرجو منك الرد بسرعة لأني في حيرة من أمري، وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
نشكر لابنتا الفاضلة تواصلها مع موقعها، ونسأل الله أن يستخدمنا جميعًا في طاعته، وأن يجعلنا عند حسن الظن، وأن يستخدمنا في خدمة أبناء وشباب هذه الأمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
نحن نريد أن نقول لابنتنا الفاضلة: عليك بطاعة هذا الزوج، خاصة عندما يأمرك بأن تستأذنيه عند الخروج، وأرجو أن تفهم الأخوات أن الرجل عندما يطالب بمثل هذه الأمور فإنما يطالب بحق شرعه الله، وهو تعبير عن الغيرة والحب لزوجته، ومن حق الرجل أن يغار على زوجته، ومن حق المرأة أن تغار على زوجها كذلك، والغيرة أمر في غاية الأهمية، بل لا يتصور وجود حب بدون غيرة.
ونحن نريد أن نصحح هذا المفهوم؛ لأن بعض النساء إذا طالبها الزوج بعدم الخروج إلا بإذنه ربما وجدت من يقول ما رأى منها عيبًا لذا هو يتهمها لماذا هو معقّد؟ وهذا أمر ذو خطورة بمكان؛ لأن هذا من الشريعة التي جاء بها رسولنا عليه صلوات الله وسلامه، من ضرورة أن تستأذن المرأة زوجها عندما تريد أن تخرج، وهو أولى الناس بها، أولى من أبيها، وأولى من أمها، وأولى من أخيها، هو أولى بها، ولذلك لابد أن تستأذنه في الخروج.
ويمكن أن ألا تستأذن إذا كان في أماكن هو يرضى بها ويقبل بها، ولكن مع ذلك الكمال هو أن تستأذنه في كل مرة؛ لأن حاجة الزوج لا تعرف متى هي، فمن أسرار الاستئذان أن الرجل يشتاق إلى زوجته في وقت معين، وربما هي تكون غير موجودة، كذلك أيضًا الرجل ربما يغار من أسواق معينة، أو أماكن معينة، أو طرق معينة، فلذلك يمنع زوجته من الذهاب من تلك الدروب أو الذهاب لتلك الأماكن.
فإذن مسألة الاستئذان من الأمور الأساسية وهي من حقوق الزوج على زوجته.
أما بالنسبة لمسألة ترك الوظيفة، فنحن ندعوك إلى أن تتريثي خاصة إذا كان الأمر كما ذكرت من أنه كان يعلم وأنك اتفقت معه أن تستمري في الوظيفة، ثم وافق، فليس له أن ينقض ذلك، لأن المؤمنون على شروطهم، فعليه أن يوفي بذلك الشرط الذي وافق عليه في بداية العقد، ولكن أرجو أن تديروا هذا الخلاف بحكمة وحنكة، وعليه أن يؤدي ما عليه من واجبات، وعليك أن تقومي بما كلفك الله تبارك وتعالى كذلك من واجبات.
وأرجو أن تعلمي ويعلمن بناتي الفضليات أن تقصير الزوج لا يبيح للمرأة أن تقصر هي من جانبها، لأننا نقف بين يدي الله تبارك وتعالى، والله تبارك وتعالى سيحاسب الرجل على كل تقصير، ويحاسب المرأة كذلك على كل تقصير.
ولا شك أن تهديد الزوج لك ليس في مكانه، وعليه أن يتعامل مع الوضع بحكمة، وكنا نود أن نسمع منه، ونرى أسباب رفضه للعمل، وأسباب حرصه على أن لا تخرجي دون إذن حتى تكتمل الصورة، فإنا سمعنا وجهة نظرك وحبذا لو تواصل مع الموقع من أجل أن يعرض لنا ماذا عنده من إشكالات، وما هي وجهة نظر هذا الرجل، وحتى يحصل هذا وحتى يحصل التواصل منه معك، أو معنا حتى نعرف أبعاد هذه الأمور التي تحدث عندكم في البيت.
أرجو أن تلتزمي أنت بالضوابط الشرعية، ولا أظن أن هناك ضررا لو قلت له أني سأذهب مع والدي إلى كذا، وسأذهب مع أخي إلى كذا، يعني مسألة علمه ومعرفة الزوج بمكان خروجك ومع صحبة من، والأوقات التي تخرجي فيها، لا أظن أنها تُلحق بك ضررًا ولا أظن أن فيها صعوبة، وهي مفيدة لهذا الزوج أيضًا، وهي طاعة لله تبارك وتعالى.
وكما قلنا مسألة الوظيفة أرجو أن تستمري في الوظيفة وترتبي معه، وتحاولوا أن تناقشوا هذه المسألة، وتعرفي أسباب مطالبته لتركك للوظيفة، خاصة وهو لا يقوم بالواجبات كما ذكرت أنت، إذا قام الرجل بالواجبات كاملة فعند ذلك لابد أن تدرك المرأة أن طاعة الزوج أولى.
كذلك إذا كان هذا الرجل قادرًا على أن يدير البيت، وأن يقوم بالواجبات كاملة، كذلك إذا ترتب على ذهابك للعمل ضياع لحق من حقوقه، فإن تصادمت الحقوق فإن حق الزوج مقدم، أما إذا كنت ناجحة وتستطيعين أن توفقي بين حق الزوج وبين حق العمل (الوظيفة) فلا تقصرين في الوظيفة ولا تقصرين في حق الزوج وكان قد اتفق ورضي بهذا الشرط قبل الزواج، فليس له الآن أن يغير رأيه بهذه السهولة، ونحن لازلنا نصر على معرفة أسباب تغير هذا الرجل الذي وافق في العقد، وكتب ذلك في العقد، فاستمري على الوظيفة إلى أن يتم النقل.
ثم لماذا عاد فرفض ذلك بعد سبعة أشهر، هل هناك تطورات في الوضع؟ هل هناك أمور يرى الزوج أنها جديرة أن يقف عندها، أم ماذا هنالك؟ .. فهذه أسئلة نوجهها لك ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع لتبيني لنا وجهة نظر الرجل، وحبذا لو تواصل هو معنا وبين ما عنده، إلا إذا لم يحصل ذلك، فلا مانع من أن تكتبي لنا من أنه يرفض العمل للأسباب التالية، وأنه يطلبني بأن أستأذن للأسباب الآتية، يعني تذكري لنا الأسباب حتى تتضح لنا الصورة، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.
عمومًا نحن ندعوك إلى أن تحافظي على بيتك، ولا تجعلي هذه المشاكل الصغيرة والمواقف سببًا للمزيد من التوتر، وحاولي أن تتفهمي مع زوجك وتحلي المشاكل فيما بينكما، وإذا تعذر هذا فعليك أن تتواصلي مع موقعك، ونشكرك على هذا التواصل، وسنكون في خدمتكم وفي خدمة الأخوة والأخوات في كل زمان ومكان.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على أداء هذه الوظيفة على الوجه الذي يُرضيه، ودائمًا المستشار ينظر بنظرة حيادية ليس مثل أهل الرجل أو أهل الزوجة، فدائمًا تواصلوا مع الموقع، وإن شاء الله ستسمعون خيرًا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يؤلف القلوب ويصلح ذات البين.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زوجي يهددني بالطلاق كلما غضب، فماذا أفعل؟ | 1517 | السبت 27-06-2020 08:56 مـ |
أمي تريد الطلاق، وأنا أحتاج حلا يجمع بين والديّ. | 1608 | الثلاثاء 05-05-2020 03:49 صـ |
كيف أتعامل مع زوجي الذي يسيء معاملتي؟ | 1790 | الأربعاء 22-04-2020 01:00 صـ |
ضغوط الحياة تؤثر على علاقتي الزوجية! | 2638 | الاثنين 02-03-2020 02:29 صـ |
زوجي لا ينفق علي ويدخر للمستقبل، فماذا أفعل؟ | 1406 | الثلاثاء 08-10-2019 03:06 صـ |