أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تردد وحيرة في بداية شبابي واستمرارها بعد ذلك..ما الحل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

أعاني منذ صغري من التردد الحيرة والنقص والتوتر والاندفاع الشديد في طفولتي، كنت هادئا أثناء الدراسة، وشقيا أثناء الإجازات، إذا وضعت موضوعا معينا في دماغي يصبح كل حياتي، وأتكلم في هذا الموضوع أمام الناس من أجل يؤخذ عني فكرة أني صاحب هذا الموضوع، وأحاول أعمل مثل الناس الذين لهم باع في هذا الموضوع، وأعمل مثلهم.

في نفس الوقت عندي إحساس بالنقص، وأحيانا لا أستطيع التحكم في عواطفي ومشاعري لو وضعت موضوعا بعد فترة أندم بشده على أني ما فكرت في هذا الموضوع من زمان، عندما دخلت الإعدادية وضعت التعليم في دماغي، وأصبح كل حياتي، وأتكلم أمام الناس في التعليم، وأعاند في الطلبة الذين معي، وأحاول أكون مثلهم، وأتأثر جدًا لو أن أحدًا من زملائي أجاب عني، أو حصل على درجة أعلى مني.

بعد الإعدادية رأيت الناس تسافر للخارج، وتأتي بالأموال الكثيرة، وأحسست أن الناس تعجب بهم ،وضعت في دماغي أن أكون مثلهم، ودخلت الثانوية العامة، وفكرت في الناس الذين يسافرون ويأتون بالأموال، واخترت (العلمي) من أجل أن لا يقول زملائي: حسن ما يقدر على القسم العلمي، والسبب الثاني أني أفضل دخول طب لما له من مستقبل مقارنة بالكليات الثانية.

وكنت أذاكر زيادة عن اللزوم، وكنت أقول للناس أنا سأدخل طب بعد الثانوية، ولم أدخل الطب، وكنت أريد دخول حقوق أو الكليات العسكرية.

أخي الكبير أجبرني على دخول كلية آداب، وأنا لا أريد الدخول فيها، فدخلت الكلية، ودخلت آداب قسم فرنسي، وكنت أريد دخول انجليزي، فكنت متضايقا جدًا أني لم ادخل الكلية التي أريدها، فكان عندي إحساس قوى بالنقص.

وعندما وضعت موضوع البنات في دماغي، وتدريجيا أدمنته، وكنت معجبا بالبنات، وكنت أتكلم في موضوع البنات أمام الناس من أجل أخذ فكرة أني صاحب بنات، ولكن لم أستطع الكلام مع أي فتاة، وكنت أخاف وأخجل من أن أتكلم مع أي بنت، وكنت أخشى من عدم السيطرة على مشاعري وأفكاري، وبسبب عدم قدرتي على تكوين علاقة مع البنات؛ كنت أهاجم البنات، وأتكلم عليهم كلاما سيئا.

وكنت دائما مكتئبا، وبعد التخرج من الجامعة لم أعرف نفسي ماذا أريد في التجنيد للجيش، ترشحت ضابطا احتياطيا لثلاث سنوات، كنت مترددا بين الدخول في الجيش، والسفر للخارج اخترت السفر، وسافرت ولكني تعبان، ومتضايق، ولم أجد نفسي في أي عمل! ومتردد بين البقاء في الغربة، والعودة لمصر، والعمل مدرسا للغة الفرنسية، والآن أنا لا أشعر بالتوتر والاندفاع، ولا أتكلم في موضوع معين، وأصبحت أعي أكثر من الأول، ولكني لا أعرف نفسي.

أريد أن أعرف ما الذي عندي؟ ولماذا أنا هكذا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وأريد أن أردّ على سؤالك بسؤال!

أنت ماذا تريد؟

فما أعرفه عنك أن عمرك 24 ، وأن لديك مؤهلا عاليا في الأدب الفرنسي، وأنك الآن في الأردن مغترب عن بلدك مصر، وأعرف عنك ما وصفت في سؤالك من بعض تصرفاتك في المرحلة المدرسية الإعدادية والثانوية، وكثيرا مما وصفت هو شئ طبيعي عند معظم الشباب، وخاصة في مرحلة المراهقة وهم يتلمّسون طريقهم في هذه الحياة، حيث ينشغلون في الكثير من المواضيع كالبنات والسفر والدراسة والمستقبل...

كنت أتمنى لو أنك درست الفرع الجامعي الذي تريد، وليس الفرع الذي يريده أخوك الأكبر. وعلى كل حال، فقد أصبح هذا الأمر تاريخا، والمهم الآن أنك خريج جامعي في الأدب الفرنسي، ويبدو أن لديك رغبة في تدريس اللغة الفرنسية، فيا ترى ما الذي يمنعك من اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف.

بالرغم من كل التفاصيل التي ذكرتها عن طفولتك ومراهقتك، فالأمر كما أراه هو أن تقرر ماذا تريد، ومن ثم القيام بالخطوات العملية لتحقيق ما قررت عمله، فإذا كان تدريس الفرنسية، فليكن، وإذا كانت العودة لبلدك مصر، فليكن، فكلاهما هدفان نبيلان.

وما ورد في سؤال من أنك كنت تختار موضوعا ما وتقرأ عنه، وتفكر فيه، ومن ثم تتحدث عنه أمام أصدقائك، فهذا يشير إلى مهارة جيدة، وهي مهارة ستعينك كثيرا في مهنة التعليم والتدريس، وهناك جملة مفيدة لأحد المعلمين يقول فيها أن "التعليم أن تعلم ما تعلمته هذا الصباح، وكأنك تعلم هذا طول حياتك"!

وفقك الله، ويسّر لك تحديد المطلوب، واتخاذ القرار، والبعد التردد، ففساد الأمر أن تتردد!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أرغب في أن أكون ما أريد، فأي طريق أسلك؟ 1614 الخميس 02-04-2020 06:13 صـ
نظرتي للحياة سلبية وقد أثرت على دراستي ونفسيتي، فكيف أتجاوز الأمر؟ 2507 الخميس 17-01-2019 06:36 صـ