أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما الحل للحساسية الزائدة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي: كيف يمكنني أن أتخلص من الحساسية الزائدة؟

مشكلتي هي أنني أتأثر كثيرًا من انتقادات وكلمات الآخرين، ليس كل انتقاد, لكن بعضها تكون قوية، ولا أستطيع تحملها، حتى لو كنت أعرف أنها خاطئة، لكن ما يزعجني أنها تكون موجهة لي أمام الآخرين.

مثلًا إذا تحاورت مع شخص يكون مثقفًا، ويجيد صياغة الحديث والقدرة على التعبير عن طريق المنتديات في موضوع جدي، فإذا أردت أن أقنعه بما أراه صحيحًا لا أستطيع ذلك, ولا أجيد التعبير عن ما أريد بشكل صحيح، ولا أتقن أسس الحوار الجيد، فيبدأ الشخص باستخدام أسلوب تهكمي، ويسخر, لكن بكتابة كلمات منمقة، لكنها مزعجة.

لا أستطيع انتهاج نفس أسلوبه، وأن أتهكم وأسخر، وفي نفس الوقت أنزعج من ذلك لأنه لم يفهمني، وأخذَ فكرة خاطئة عني، وأيضًا لأن ذلك يغير من نظرة الآخرين الذين أعرفهم لي.

بالإضافة إلى أنه إذا تعاملت أو تحدثت مع أشخاص, وشعرت أن حديثي معهم ضايقهم أو لم أستطع أن ألبي لهم مطلبهم فأبدأ أفكر بأنهم تضايقوا، ويبدأ الضمير يؤنبني، لا أريد لأحد أن يغضب أو يتضايق مني.

وشكرًا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرًا لك على السؤال.

من الأمور الصعبة على الإنسان أن لا يحسن التعبير عما يريد قوله، أو أن يفهم الناس عنه ما لم يرده، أو أنه قصد أمرًا آخر غير ما فهموا عنه.

مثل هذا الأمر، على صعوبته، كثيرًا ما يحدث في حياتنا، وقد لا نستطيع منعه على الدوام، إلا أن الغالب أن يخفّ هذا الأمر مع مرور الوقت، حيث تـُكسبنا الخبرة القدرة على التعبير الأفضل عن أفكارنا، ومع الوقت نستطيع نقل المعاني التي نريد للآخرين، وإن كان من الطبيعي أن يبقى هناك بعض الفروق بين ما نريد قوله، وما يفهمه الناس عنا.

إن انزعاجك من عدم قدرتك على الردّ على التهكم بتهكم مشابه ليشير إلى حسن أدبك وخلقك، ولا أسمي هذا بالضرورة عجزًا أو ضعفًا، وإنما خلقًا على عدم النزول لمستوى التعامل الذي يتعامل به بعض الناس.

أما رغبتك بأن لا يغضب أو يتضايق منك أحد، فربما هذا أمر بعيد المنال، فمهما قلت أو فعلت، فربما يستحيل أن يرضى عنك كل الناس، وكما يقال "إرضاء الناس غاية لا تـُنال".

يمكن للواحد منا أن يقصد فعل الخير، ويبذل وسعه في صحة العمل، متمنيًا رضا الناس عما قال أو فعل، فإن حصل هذا فنعم بها، وإلا فلن نستطيع فعل كل ما نتمنى، ولابد أن تبقى أمور علينا تحملها والتكيّف معها.

وتبقى الحساسية شيء نسبي، وبحسب الشخص والموقف، وقد يختلف هذا أيضًا عند ذات الشخص، بين موقف وآخر، ووقت وآخر، ولا بأس في هذا، وربما من الطبيعي أن نتأثر من انتقاد الناس لنا، وإن كانوا على خطأ، وقد لا يشير هذا لخلل عندنا، وإنما هكذا الحياة، حيث نتعلم التكيّف معها عندما لا نستطيع تغييرها.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخوف والقلق الشديد من مواجهة المشاكل والأشخاص؟ 1274 الخميس 16-07-2020 06:12 صـ
أتمنى أن أتخلص من التردد والخوف الذي يقيدني ويشعرني بالعجز. 840 الثلاثاء 14-07-2020 03:06 صـ
عندما أغضب لا أستطيع كتمان غضبي نهائيا.. كيف أعالج نفسي؟ 969 الثلاثاء 07-07-2020 05:58 صـ
أحس بالإحراج كثيرا ولا أستطيع مواجهة الناس، فهل من حل؟ 1265 الاثنين 06-07-2020 02:23 صـ
لا أستطيع التفكير إلا في رضا الناس.. كيف أتخلص من ذلك؟ 1920 الأربعاء 24-06-2020 03:47 صـ