أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله.

في البدء أحب أن أقول لك يا عزيزتي بأن مجرد حدوث الحمل هو أمر نعتبره من ناحية طبية مطمئن إن شاء الله, حتى لو انتهى هذا الحمل بالإجهاض, وذلك لأنه يدل على أن الزوجين طبيعيان ومخصبان .
إن حدوث إجهاض واحد هو أمر كثير الحدوث عند النساء, خاصة في الحمل الأول, وهو لا يقلل من فرص حدوث ونجاح حمل جديد إن شاء الله, أي أن فرصتك في حدوث حمل جديد واستمراره تبقى تماماً كالسيدة التي لم يحدث لها إجهاض .

من ناحية طبية نفضل أن تنتظر السيدة مدة ثلاثة أشهر بعد حدوث الإجهاض قبل محاولة الحمل من جديد, وذلك لعدة أسباب أهمها: إعطاء الفرصة لأي تغيرات هرمونية تكون قد حدثت في الجسم بفعل الحمل السابق لتتراجع, ولإعطاء الفرصة لبطانة الرحم حتى تتجدد بشكل جيد, وكذلك من أجل أن تكون الإباضة قد انتظمت أكثر.

بذلك يتم تحديد عمر الحمل القادم بدقة أكثر .
وأعرف بأن الانتظار قد يكون غير مرغوب بالنسبة لبعض النساء, فهن يتلهفن لحمل جديد يعوضهن عن الإجهاض السابق, فهذه هي طبيعة الأنثى حيث لا يعوض مشاعر خسارة الحمل إلا حدوث حمل جديد إن شاء الله.

إن كنت قادرة على الانتظار لمدة ثلاثة أشهر فهذا هو الأفضل, وذلك كنوع من الاحتياط والأخذ بالأسباب, وليس من الضروري أن تستخدمي وسيلة دوائية لمنع الحمل خلال تلك المدة, بل يكفي اتباع طريقة العزل مثلا أو طريقة الابتعاد عن أيام الخصوبة.

إن كنت غير قادرة على الانتظار وترفضين الفكرة, فيمكنك ترك الأمور على طبيعتها, فإن حدث الحمل بسرعة, فلا بأس إن شاء الله, ويجب متابعته مبكراً بالتصوير التلفزيوني .

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.