أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصابت بضيق نفس حاد وتسارع في نبضات القلب وتنميل في الأطراف

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بعد الصلاة والسلام على سيدنا أفضل الخلق محمد وعلى اله وصحبة أجمعين أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المميز وأطلب من الله تعالى أن يضعه في ميزان حسناتكم يوم الحساب.
مشكلتي هي أني قبل شهر أصابني ضيق نفس حاد وتسارع في نبضات القلب وتنميل في الأطراف؛ مما جعلني أذهب مسرعا إلى المستوصف القريب ولكن الطبيب الذي كان هناك -سامحه الله- قام بإخافتي بشكل كبير بقولة: إن الرئتين لدي مغلقة ولا يوجد أكسجين, ولم يستطع أن يحدد الحالة وحوّلني إلى المستشفى, وعند وصولي كانت قد انتهت النوبة ولم يجدوا شيئا, وفي اليوم التالي أصبت بنفس الشيء وذهبت إلى المستشفى مسرعا وخائفا, وعندما قاموا بعمل تخطيط للقلب مرتين وفحص للدم و فحص للغدة الدرقية وصورة طبقية؛ وكل الفحوصات كانت سليمة والحمد لله إلى أن اتصلت بطبيب صديق وقال لي إن هذه هي نوبة هلع ويجب عليك أن تراجع طبيبا نفسيا.
عند مراجعتي للطبيب النفسي قام بوصف دواء فافرين 50 مرة واحدة على أن أراجعه بعد 3 أسابيع, ولكن بعدها بيومين أصابتني نوبة أخرى فاتصلت به فقال ارفع الجرعة إلى 100 (أي حبتين) والحمد لله من بعد ما تم رفع الجرعة (من حوالي 3 أسابيع) لم أصب بنوبة, ولكن يا سعادة المستشار أحس بثقل في رأسي ودوخة مستمرة وتعب عام وخمول ومزاج متقلب (أي أكون متفائلا وأريد العودة للعمل وأحيانا أكره العمل والعودة له) وخوف خفيف عندما أكون لوحدي خارج المنزل, ولا أستطيع أخذ نفس كامل إلا مرة من كل 10 مرات, وعندما آخذه أشعر بارتياح, وهذه الأعراض أدت بي إلى أخذ إجازة من العمل لمدة شهر, مع العلم أني آخذ الدواء صباحا ومساء.
أرجوك يا سعادة المستشار أن تدلني ماذا أفعل وهل سوف أرجع كما كنت من قبل -أي طبيعيا-؟ وكم أحتاج من الوقت؟ وماذا علي أن أفعل؟ وهل مع الدواء سوف أشفى؟ وكيف يمكن أن أتخلص من هذه الآلام؟ مع أني رقيت نفسي وذهبت عند رقاة وهذا أفادني والحمد لله.
أتأسف على الإطالة في سؤالي ولكن أرجو من الله أن تكونوا أحد أسباب شفائي من بعد الله وأن يرزقكم الله العلم الصالح لكي تفيدوا الناس به وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمبن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك أخي الفاضل على تواصلك مع إسلام ويب، وأسال الله لك الشفاء والعافية.

هذا الذي أصابك هو نوبة هلع، كما ذكر لك الأخ الطبيب الصديق، والهلع أو الهرع أو الفزع هو نوبة قلق نفسي حاد تأتي دون مقدمات، ويعزوها الذي تصيبه النوبة في لحظتها أنه ربما قد أصيب بنوبة في القلب، لأن الذي يحدث في الهلع هو شعور مخيف، والبعض يشعر بقرب الموت وهنالك تسارع في ضربات القلب، وهذا ينتج من إفراز مادة بالأدرينالين ، والتي تعرف بأنها مرتبطة جدا بالقلق الحاد، وتأتي من بعد تلك الأعراض الأخرى، كالشعور بالخفة في الرأس وعدم التوازن، وأن الإنسان سوف يفقد السيطرة على الموقف، ويبدأ بعد ذلك رحلته مع ما يسمى بالقلق التوقعي أي بعد أن تجهض وتنتهي هذه النوبة يكون في لحظة ترقب وانتظار للنوبة التي سوف تأتي مرة أخرى، حتى وإن لم تحدث بعد ذلك هذا هو الذي حدث لك.

وأؤكد لك أن الحالة ليست خطيرة، الحالة بسيطة جدا ولا علاقة لها أبدا بمرض في الرئتين أو مرض في القلب أو شيء من هذا القلب، بل هو قلق حاد مفاجئ، وتمثل الأعراض الجسدية الجانب الأساسي وذلك بالإضافة إلى الشعور بالخوف.

إذن الصورة الآن اتضحت والإنسان حين يعرف مشكلته، هذا يمثل 50إلى 60 في المائة من الحل، أو العلاج، وأظنك قد أدركت الآن ما بك.

وخطة العلاج تتمثل في العلاج الدوائي وبعض الإرشادات الجيدة وتتمثل في تمارين الاسترخاء، وأنت بنفسك لديك تجربة جيدة مع التنفس العميق، بالرغم من الصعوبات التي ترافقك عند القيام به، لكنه سهل، ومفيد، فحين تذهب إلى الطبيب مرة أخرى، يمكن أن يدربك على ذلك، أو يمكنك التعرف عليها من خلال كتيب، أو شريط أو سيدي أو تتصفح مواقع النت التي توضح كيفية هذه التمارين.

ثالثا: يجب أن تصرف انتباهك عن هذا الموضوع ولا توسوس حوله أبدا، شرحنا لك طبيعة الحالة وأنها ليست خطيرة، وهذا يعطيك قدرة على التواؤم وتفهم الموضوع، وأقول إن هذه الحالات يتم علاجها بنجاح بنسبة 80 إلى 90 بالمائة، وهي نسبة عالية.

رابعا: لا تترك للفراغ مجالا ، واستفد من وقتك بشكل فعال، وهذا يتطلب منك أن تكون حركيا ومبدعا، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إدارة الوقت بصورة ممتازة، خصص وقتا للدراسة، ووقتا للراحة، وقتا للرياضة، ووقتا لصلة الأرحام، وللعبادة، وللترفيه عن نفسك، وهكذا، وسوف تجد أنك من خلال تطبيق هذا النموذج قد أدرت حياتك بصورة مفيدة، وفي نفس الوقت قد أصرفت عنك القلق والتوتر.

مارس الرياضة فهي مفيدة وتجدد طاقات الإنسان وهي ذات فاعلية في التخلص من نوبات الهلع.

الأعراض التي تعاني منها الآن من دوخة وشعور بالفتور هذه مردها إلى القلق التوقعي فأنت لا زلت تعيش تحت شعور التهديد بأن هذه النوبات سوف تحدث، وإن كانت لن تحدث بعد ذلك إن شاء الله، وحتى إن حدثت فستكون خفيفة جدا وتزول، والأمر الثاني ربما يكون تأثير الفافرين، فهو دواء جيد وممتاز، لكن يعرف عنه أنه ربما يؤدي إلى شيء من الاسترخاء الذائب في بعض الأحيان.

واصل على العلاج كما هو، ويمكنك أن تتناول دواء دوجامتيل، واسمه العلمي سلبرايد بجرعة واحدة 50 مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، وهذا إن شاء الله سوف يساعدك في تجديد الطاقات وزوال الآلام الجسدية.

يجب أن تتبع الخطة العلاجية الدوائية بكل دقة، ومن الواضح أنك تحت إشراف جيد، وإن أزعجك الفافرين، وظلت الأعراض (أعراض الخمول والفتور) معك فممكن أن ينقلك الطبيب إلى دواء آخر، ولا شك أن السبرالكس هو الأفضل، لأن يعطى في شكل جرعة واحدة في اليوم، لكن في الوقت الحاضر استمر كما أنت عليه، فقط أضف الدوجامتيل وهذه إضافة بسيطة، وسيظل العلاج الرئيسي في هذه المرحلة هو الفافرين ويعرف تماما أن هذه الأدوية لها فاعلية تجمعية, بمعنى أن الإنسان متى ما انتظم في علاجه سوف يكون هناك الأثر التجمعي للدواء، وهذا بالطبع ينتج عنه فائدة علاجية كبيرة، وتتلاشى الأعراض الجانبية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسال الله لك الشفاء والعافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1150 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1704 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2670 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ
أعاني من قلق وضيق تنفس خفيف، ما نصيحتكم؟ 2552 الأربعاء 22-07-2020 05:53 صـ