أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوزر سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

حالتك حالة قلق ومخاوف مرضية، والرابط الأساسي الذي كان سببا في ظهور هذه الأعراض كان عقب الأحزان التي أعقبت وفاة والدك رحمه الله، وتجربة دخولك للعناية المركزة لا شك أنها سببت لك نوعا من الضغط والضعف النفسي حيث بدأ تكوين منظومة كاملة جدا من المرض، وهذا يتضح من خلال الأعراض التي تشتكين منها.

تنقل الأعراض من عضو إلى آخر، الذهاب للفحص، والتأكيد من قبل الأطباء بأن كل شيء سليم، هذه صورة أكلينيكية مثالية جدا لما نسميه بالحالات النفوجسدية، أعراضك كلها جسدية في معظمها، ولكن منشأها منشأ نفسي، وليس أكثر من ذلك، وأؤكد على ذلك، وقد تكون شخصيتك من النوع القلق والحساس وضلت هذه الأعراض مختبئة لفترة، وبعد أن توفي الوالد رحمه الله، لا شك أن هذا حدث كبير، خاصة أن وفاته كانت دون مرض كما ذكرت، فالرابط موجود وقد يكون استعدادك للقلق هو الذي جعلك تحسين بهذه الأعراض.

أرجو أن تطمئني تماما أن أعراضك نفسية أكثر من أنها عضوية، وقلق المخاوف يظهر في عدة أنواع وأشكال، وهذا الذي تعانين منه هو أحد الصور الإكلينكة المعروفة، وشيء إضافي مهم، وهو أنك في عمر الاكتئاب النفسي وسط النساء، ولا أقول أنك مكتئبة اكتئابا حقيقا، ولكن أقول هذه الحلقة العمري التي تمرين بها الآن تعتبر حلقة ضعيفة، فيما يخص الصحة النفسية للمرأة، ولذا ظهرت هذه الأعراض متجسمة.

والعلاج أولا: هو أن تتوقفي تماما عن التردد على الأطباء وهذا قد لا يكون سهلا، إلا إذا كان هنالك صرامة من جانبك، فتستطيعين القيام بذلك.

ثانيا: أنصحك بمقابلة طبيب الأسرة أو الطبيب الذي تثقين به مرة كل 3أشهر، وذلك للقيام بالفحوصات الطبيعية الروتينية، وهذا الطريقة وجد أنها مطمئنة تماما للناس.

ثالثا: سيكون من الجميل جدا أن تمارسي أي نوع من أنواع الرياضة تناسب المرأة المسلمة مثل رياضة المشي، وهي ذات فائدة كبيرة جدا على صحتك النفسية والجسدية خاصة أنك دخلت المراحل العمرية التي تبدأ فيها هشاشة العظام عند النساء.

رابعا: من الضروري جدا أن تصرفي انتباهك للأنشطة اليومية كالواجبات اليومية، والتواصل الاجتماعي، وحين لا تدعين مجالا للفراغ هذا يساعد في تقلص الأعراض.

تنظيم النوم مهم، وكذلك جوانب التغذية.

بالنسبة للعلاج الدوائي الزيروكسات الذي وصفه لك طبيب القلب هو دواء جيد، وحقيقة أن الدواء دواء نفسي ووصف لك من طبيب غير نفسي، فهذا يطمئن أن حالتك ليست عضوية ولا علاقة لها بالقلب.

الدواء كما ذكرت أنت أنه سبب لك النعاس هذا يحدث لبعض الناس، ويفضل دائما أن تكون الجرعة نصف حبة أي 10 مليجرام لمدة 10 أيام، بعد ذلك يمكن أن يستمر الإنسان على 20 مليجرام وهي حبة واحدة في اليوم.

عموما إن شئت أن تتناولي الزيروكسات على هذا النمط فهذا جيد، أي أن تبدئي بنصف حبة، تناوليها مساء بعد الأكل لمدة 10 أيام بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة استمري عليها لمدة 4 أشهر، وهذه أقل مدة علاجية مفيدة في مثل هذه الحالات.

علما أن الزيروكسات دواء سليم جدا، وجرعة الحبة تعتبر جرعة صغيرة؛ لآن الدواء يمكن أن ترفع جرعته حتى أربع حبات في اليوم، لكن لا أرى أنك تحتاجين إلى هذه الجرعة.

بعض انقضاء الأربعة الأشهر تناولي الدواء بجرعة نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن الدواء، وإذا كنت لا تحبين تناول الزيروكسات لأسباب نفسية، نسبة للتجربة السابقة، فيمكنك استبداله بعقار سبرالكس والجرعة هي أن تبدئي ب5 مليجرام أي نصف حبة من الجرعة التي تحتوي على حبة كاملة أي 10 مليجرام، استمري عليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة أي 10 مليجرام تناوليها يوميا لمدة 4أشهر، ثم اجعليها 5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت(282318 - 266672 - 288768 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.