أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خوف رهيب من الموت شُخِّص على أنه وسواس قهري فما رأيكم؟
لدي خوف رهيب من الموت، وذهبت للطبيب, وشخَّص حالتي بأنها وسواس قهري واكتئاب، وأعطاني دواء انفرانيل 25مغ 3 حبات في اليوم، وسوليان 50 مغ حبة في الليل.
فما رأيكم في حالتي؟
وهل الدواءين مناسبين لحالتي؟
علما أني بفضل الله أشعر بتحسن -والحمد لله-.
وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيظهر أن الحالة التي لديك هي مخاوف وسواسية، وهي نوع من القلق النفسي.
أنت ذكرت أن الأعراض التي لديك هي خوف رهيب من الموت، وهذا الخوف منتشر، وأحيانًا يأخذ الصيغة الوسواسية، ويكون ذلك مرتبطًا بقلق نفسي.
والوساوس دائمًا تعالج من خلال التجاهل, وعدم قبولها, ورفضها, وعدم الاكتراث لها، وهذا لا يعني أن نتجاهل الخوف من الموت، فالموت حق, ولا شك في ذلك، لكن درجة خوفنا يجب أن لا تكون درجة مرضية، والمطلوب فقط هو أن يعمل الإنسان لآخرته إن كان حقًّا يخاف من الموت، وأن يعلم أن الخوف من الموت لا يزيد في العمر, ولا ينقصه لحظة واحدة، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك, وأن يوفقك، وأن يتوفاك وهو راضٍ عنك، وأن يختم لك أيامك بالباقيات الصالحات.
هذه هي المبادئ العامة لعلاج هذا النوع من الخوف، ويلاحظ في السنين الأخيرة أن نوبات الهرع المفاجئ قد كثرت لدى الناس، والهرع هو في الأصل نوع من القلق النفسي الحاد الذي يؤدي إلى خوف شديد من الموت، فإذن هنالك احتمال كبير في أن تكون حالتك
قد بدأت على هذا النمط، أي حالة فزع وهرع تحولت بعد ذلك إلى مخاوف وسواسية.
أما بالنسبة للاكتئاب فليس لديَّ حقيقة ما يُشير إلى أنك تعانين من اكتئاب، لكن الأخ الطبيب الذي قام بفحصك لا شك أنه في وضع أفضل مني، وبما أنه قد قيّم حالتك وحللها تحليلاً مباشرًا فربما يكون اتضح له أنك تعانين من درجة بسيطة من الاكتئاب، وهذا ليس مستبعدًا؛ لأن الوساوس وما تسببه للإنسان من انزعاج, خاصة حين يكون الأمر حول الأشياء الحساسة كأمور الدين, أو الموت فهنا يحدث تعكر مزاجي ثانوي، وهو الذي قد يعرفه البعض بأنه درجة من الاكتئاب.
الأدوية التي أعطاها لك الطبيب هي أدوية جيدة، وعقار أنفرانيل من الأدوية المعروفة جدًّا والفعالة، ويفضل أن تبدأ الجرعة بحبة واحدة في اليوم (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً، وبعد أسبوعين ترفع إلى خمسين مليجرامًا، يمكن أن تكون حبة صباحًا وحبة مساءً، وبعد أسبوع ترفع إلى ثلاث حبات في اليوم، يتم تناولها إما بمعدل حبة واحدة في الصباح وحبتين ليلاً، أو حبة واحدة كل ثماني ساعات، هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأنفرانيل، لكن حتى إن كانت البداية ثلاث حبات في اليوم مباشرة فلا بأس في ذلك، وإذا حدث لك أي نوع من الآثار الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم, أو حدوث إمساك بسيط فلا تستغربي لهذا، فهذا أثر جانبي حميد, ومعروف أن هذا الدواء قد يسببه، خاصة إذا بدأنا بجرعة كبيرة نسبيًا، والأعراض الجانبية تختفي تمامًا.
عقار (سوليان), والذي يعرف باسم (إميسلبرايد), هو دواء جيد جدًّا, وفاعل جدًّا, وممتاز، والجرعة التي وصفها لك الطبيب هي جرعة صغيرة تساند الأنفرانيل، وهو دواء أيضًا سليم جدًّا، فقط أحيانًا ربما يؤدي إلى رفع هرمون نسائي يعرف باسم (برولاكتين), وفي حالة ارتفاع هذا الهرمون ربما يحدث اضطراب بسيط في الدورة الشهرية.
أرجو أن لا تنزعجي لهذه المعلومة، لن يحدث لك أي شيء؛ لأن هذه الجرعة هي جرعة صغيرة، وبالطبع الطبيب يكون قد حدد لك مدة معينة لتناول السوليان، وأنت محتاجة أن تستمري على الأنفرانيل بالطبع لفترة أطول.
أرجو أن تتجاهلي هذه المخاوف وهذه الوساوس تمامًا، وأنصحك أيضًا بأن تطبقي تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، ويمكن للطبيب النفسي أن يقوم بتدريبك عليها، أو يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت للتدرب على هذه التمارين فهي مفيدة جدًّا.
أنصحك أيضًا بإدارة وقتك بصورة إيجابية وجيدة، واستفيدي من وقتك على أحسن الوجوه؛ فإدارة الوقت بصورة ممتازة تصرف الانتباه عن المخاوف, والقلق, وتحسن من مزاج الإنسان.
شاركي أسرتك، وكوني عضوًا فعالًا في البيت، وبر الوالدين فيه خير كثير جدًّا للإنسان, خاصة في مجال الصحة النفسية.
ولمزيد من الفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا:(259342 - 265858 - 230225).
أسأل الله تعالى أن يجعلك من البارين بوالديك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |