أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتصرف مع عناد الأبناء وأقوِّم سلوكهم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أما بعد:
لدي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، وهو كثير العناد، أصبح لا يسمع كلامي, ولا يستجيب لأي طلب أطلبه منه، وكثيرًا ما يغضب ويصرخ عليّ، ويقول لي كلامًا عندما يغضب, .. كأن يقول: (سوف أرمي بك في الزبالة لكي تأتي شاحنة وتأخذك) وأحيانا يقول: (إن شاء الله أنك تموتي), وكلام كثير .. ويرفع صوته عليّ رغم أنني عندما أتكلم معه يَعِدُني بأنها آخر مرة، وأيضًا يكذب، وقد حصلت بعض المشاكل بسبب كذبه، وكثيرًا ما يتشاجر مع عمه البالغ اثني عشر عاما، وعندما يغضب -ولدي صالح- من عمه يقوم بسبِّ عمه, وضربه بالنعال، ثم يقوم عمُّه برمي النعال عليه مثلما يفعل ولدي، وعندما أكلم أمَّه لتنصحه بألَّا يفعل ذلك, وأن الأفضل أن ينصح طفلي, ترد عليّ وتقول: دعيه يفعل لكي يتأدب, ويحترم عمَّه، لكي لا يكررها، وكذلك يقوم عمُّه بضربه على وجهه مرات عدة، كأن يصفعه, وعندما أتكلم معه أو مع والدته لا أحد منهما يتكلم، وحتى إن فعلت والدته وتحدثت معه على انفرد دون أن أسمع لا يستجيب.
أصبح كل من في البيت يتضايق منه, ومن أخيه -عمره سنتان- لقد تعبت أريد تربيته وتعليمه, ولكنه يعاندني, أو يقول: (إن شاء الله, وآخر مرة, واللهِ لا أعيدها) ثم يعود، كثيرًا ما أغضب, ولا يعِير غضبي أهمية.
لقد تعبت وأنا أتحدث مع والده, فيغضب, ولا يناقشني لأنه يعمل بالليل والنهار.
إلى من أتحدث؟! حتى عمي أكثر عصبية, ولا يتفاهم مع أحد، فبمجرد أن أفتح معه الموضوع سيقول والده: (لا تذهب مع صالح, وليس لك دخل به، اتركه) وأيضا لن يفعل ، وقد حدث موقفٌ معي وهو: أن عمتي لم تكن في المنزل, وتشاجر صالح وعمه ثم قام صالح برمي النعال على عمه، وجاء صالح واحتمى بي, ثم جاء عمُّه وقام برفسه كما ترفس كرة القدم, وقام بسحبه من شعره, فكلمته بأن يترك شعر ولدي وألَّا يفعل هذا مرة أخرى ولكن عمَّه أصر وظل يسحب ابني صالح فقمت إليه ودفعته لكي يبتعد عنه فرد بدفعي كما فعلت به، ولم يحترمني، وعندما جاءت أمه شكى وقال بأنني ضربته، وجاءت غاضبة مني, وقالت: لا دخل لي فيه، وإن فعلت ذلك سأرى شيئًا لا يعجبني، رغم أنني شرحت لها ما حدث، ولكنها أصرت على كلامها ودافعت عنه، وقالت: إن تصرفه مع ابني كان صحيحًا لكي يتربى, ويتعلم كيف يحترم عمه.
أحس بأنها أصبحت تتضايق من ابني صالح, وهي تحب أخاه أكثر منه، وتتعمد أن تعطي بعض الحلويات والقبلات لأخيه أكثر منه.
أنا لا أعرف كيف أتصرف في مثل هذه المواقف، وزوجي لن يتناقش معي؛ فهو يكره أن يسمع بأن مشكلة صارت في البيت, وهو يغضب, ثم لا يتكلم معي إن حدث وحدثته.
أرجو من فضيلتكم أن تنصحوني وترشدوني كيف أتصرف مع ابني وعمه وعمتي جدة طفلي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن وجود هذه التناقضات تلحق الضرر بالأبناء والبنات، كما أن سلبية الأب تلقي بظلالها على الأحداث، والأب هو الشخص المناسب لحل الإشكال؛ لأن هذا ابنه، وذاك أخوه, وتلك والدته، فحاولي التفاهم معها شريطة أن تختاري الوقت المناسب، ولا تستخدمي عبارات جارحة تجاه أهله، وبيِّني له ما يحصل، وأنت في منتهى الهدوء.
ولا يخفى عليك أن التربية في مثل هذا الوضع فيها صعوبة، ولكنك سوف تكسبين ولدك عندما تقتربين منه، وتهمتين به، وتتعاملين معه بهدوء؛ لأن الانفعالات الزائدة تعقِّد المشكلة, وتقطع التواصل الإيجابي بينك وبين طفلك.
وأرجو أن يدرك الجميع أن المشاجرات بين الأطفال أمرها طبيعي، وأن التدخل فيها يعقِّدها، ونقترح عليك أن تحسني معاملة عمِّه، ولا تشتكيه لأحد، ولا تضربيه، وكلِّميه في هدوء، وقدمي له الهدايا، ولا تدخلي أي طرف عند حصول خلاف، وتعاملي مع الوضع على أنه أمر عادي، وأشعريه أن طفلك يحبه، وأنه يريد أن يلعب معه، وأنه لا يفهم لأنه صغير، واشكري عم الطفل على إحسانه, وإن كان قليلا, حتى يأتيك منه المزيد.
أما بالنسبة للألفاظ الصادرة من طفلك، فسوف يكون من المصلحة إهمالها, وعدم الانفعال عندها، ومطالبته بترديد الأذكار عندما يتفوه بها حتى تعطي بديلًا طيبًا، لأن اغتمامك واهتمامك يجعله يكرر الشتم والسب، بل سيجعل ذلك وسيلة ليلفت نظرك, ويستجلب اهتمامك.
ولا يخفى عليك أن الطفل لا يعرف معنى الكذب، ولا يسمى ما يحصل منه في هذا السن كذبًا، وإنما هو مجرد تخيلات.
ولا شك أن اعتذاره عن الأخطاء عمل إيجابي، والعودة أمر طبيعي لأنه طفل، ولذلك كانت من حكمة الشريعة تكرار التوجيهات للأطفال (صلِّ يا ولد) لمدة ثلاث سنوات لحديث (مروهم بالصلاة ...), مع ضرورة أن تكون التوجيهات هادئة, والنبرات معتدلة، والوجه منشرح, وكذلك لو صحب التوجيه تواصل جدِّي، لمسة أو قبلة، ثم إعلان مشاعر الحب.
ونقترح عليك أن تقولي لزوجك، المستشار يطلب منك القيام بدور إيجابي رفعًا للحرج, مع ضرورة أن يكون كل ذلك بهدوء؛ فكلاهما طفل.
وهذه وصيتي لك: بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكما الذرية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتصرف مع ابني وأقوم سلوكه؟ | 1034 | الثلاثاء 21-07-2020 06:11 صـ |
طفل يعاني من عدة مشاكل، أرجو مساعدته. | 724 | الثلاثاء 14-07-2020 04:28 صـ |
ابنتي عنيدة مخربة ولا تلبي الأوامر، فما الحل؟ | 1385 | الأربعاء 10-06-2020 09:12 مـ |