أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : المخاوف الشديدة من الزواج ووساوسه.. وكيفية التخلص منها

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركانه

أشكر لكم جهودكم العظيمة وأدعو الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أنا طالبة في الكلية لدي خوف شديد وغير طبيعي من الأشياء التي تحدث
بين الرجل وزوجته لدرجة أني بمجرد أن أقرأ شيئا عن هذا الموضوع ( أن الرجل يرى زوجته، وهذا حلال، ويحق له طلب أشياء من زوجته التي لا تستر نفسها أمامه لأنه زوجها) تتسارع ضربات قلبي، وينتابني خوف وهلع، وأبكي بكاء شديدا خاصة أن صديقتي، وهي الوحيدة التي تفهمني في هذه الدنيا ستتزوج، وقررت أن تتزوج، رغم أننا أنا وهي اتفقنا على نجعل حياتنا لله فقط، ونعمل الطاعات ونتقرب لله، ونحسن للفقراء إلى أن نموت لكي يجمعنا الله في الجنة بإذن الله .

أنا أعلم أن كل ما يحدث حلال والزواج إكمال نصف الدين، ولكن أخاف كثيرا عندما أتذكر أنها ستتزوج، وخاصة أن زوجها ربما يكون أخي، وهو (جامد) كثيرا، ولا يصلي، ولديه سوابق من كبائر، ولكنهم يقولون تاب منها، ولكنه لا يصلي، وأنا أخبرها كل شيء عنه حتى لا أكون ظلمتها، وأخفيت عنها شيئا، وهو عصبي، فأخاف عليها، ولكنه بالرغم من ذلك فهو حنون يحب الأطفال كثيرا، وهو الوحيد في البيت الذي يهتم ويشتري ويعطف علي كثيرا، لأني أخته الصغيرة، ورغم ذلك دائما أتخيل أنه يسافر بها في شهر العسل، ويؤذيها لأنه عصبي، وهي حساسة كثيرا.

أحيانا لا أعلم ماذا أفعل أريد أن أستر عليه، ولكنها تغضب، وتقول أخبريني بكل شيء، كي لا أكون غبية، ولا أعرف شيئا عنه ( الأشياء التي تغضب أي زوجه مثلا أنه يلبس للآن خاتم خطيبته السابقة منذ 7 سنوات، والتي لديها أبناء الآن فهي تسألني، هل مازال يلبس الخاتم؟ فأجيبها نعم. وانا محتارة أقول كل شيء عنه؟ أم أستر فيستر الله علي)؟

كلما أقرأ شيء عن الزواج أبدأ بالبكاء، فأنا أصبحت أبكي كثيرا من الخوف،
وأقفل باب غرفتي مما جعل أمي تشك بي، تعتقد أني أفعل شيئا يغضب الله؛ لأني أقفل الباب، ولا تعلم أني أبكي من الخوف على صديقتي لأنها مقربة جدا لي.

ونحن نتواصى على الطاعات، ونتنافس ونحب بعضنا في الله ويضرب بنا المثل في الإخوة والصداقة .

لا أستطيع أن أركز في الدراسة أبدا لدرجة أني أحس، أنها مجرد أن تخطب سأصاب بالشلل، أو أموت، وأنا دائما أتضرع لله بأنه إن كان خيرا لي أن أموت أن يميتني لأني أكره الدنيا، وأعتبر نفسي ضيفه فيها ،وسأرحل، وأدعو الله أن يأخذني قبل زواجها لأني أخاف بأن يحدث شيء لي، وأوقف سعادتها.

أريد أن يأخذني الله عند والدي المتوفى، وأن تسعد هي بحياتها، فأنا لا أريد أن أخرب عليها حياتها.

حاولت أن أعالج نفسي بكثرة التمسك بالله، وقراءة القرآن، ولكن الخوف لم يفارقني.

بيتي ليس محافظا على الدين، وإنما عائلتي منفتحة، ومهما نصحت أمي وأهلي لا أحد يسمع لي، ويعتبروني متشددة، فأنا الوحيدة التي أختلف عنهم، فأنا أحب أن التزم بكل ما أستطيع من أوامر ربي كي أفوز بجناته، ولكن الزواج شيء مستحيل حدوثه معي، لأني لا أستطيع أن أتحمل أن يراني أحد، وأنا غير ساتره على نفسي.

بالرغم من أني أريد أن أخرج، وأكون بيتا فيه يذكر اسم الله دائما، وأن أربي أطفالي على طاعة الله، ولكن وساوس الزواج لا أتحملها أبدا حتى لصديقتي فكيف أنا.

أفيدوني، فقد دمرت حياتي، لا أفعل شيئا سوى البكاء، والانعزال بغرفتي، وكلما اقترب موعد خطبة صديقتي، وكأنه اقترب وقت إعدامي.

دائما أحس أن الرجل يظلم زوجته، ويطلب منها أشياء فوق طاقتها، وخاصة في الفراش، وهذا ما يميتني رعبا على صديقتي، وعلى نفسي.

علما أن صديقتي أتاها خطاب كثر وعلى خلق ودين، ولكنها عندما تصلي لا تحس بالراحة، ولكن عندما استخارت لأخي ارتاحت ( لحد الآن وهي خطبة غير رسمية )، وهي لم تره، ولم يرها قط ،فقط يعلم أنها صديقتي الروح بالروح.

أفيدوني أفادكم الله، فأنتم إخوتي في الله وليس لي سواكم بعد الله

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طاعة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على سؤالك، وصراحتك معنا.

ومن قال أن المتزوج لا يدخل جنة الله؟!

من الواضح أنك ذكية وحساسة، ولاشك أنك مخلصة لله ومن ثم لصديقتك، ولكن هناك بعض الأمور التي تحتاجين لإعادة النظر فيها.

يبدو أن علاقتك بصديقة علاقة قوية، إلا أنها ربما تجاوزت الحدود المعقولة والطبيعية، وكما انفصلت عن أمك عند ولادتك، فلا بد أن يأتي وقت وتنفصلين عن صاحبتك، فهي في حياتها، وأنت في حياتك، وليس هذا شيئا سلبيا، لأنها ستنشئ بيتا عابدا لله، وأنت إن شاء الله ستكونين بيتا مطيعا لله تعالى، وبحيث يكون هذا البيت تطبيقا عمليا لكل الأفكار الحلوة والمخلصة التي تربيت عليها وعبدت الله عليها، وفكرت فيها كثيرا، فما أنت مقبلة عليه، وما صاحبتك مقبلة عليه، كله تطبيق عملي لتعاليم الإسلام الحنيف، وليس شيئا آخر غير الدين، فالإسلام، وكما تعلمين دين حياة بكل ما فيها من ممارسات ومعايشات مع الناس.

ومن الواضح أنك، ومنذ الآن تجدين صعوبة في الابتعاد عنها، حيث تقضين الوقت بالبكاء... ولاشك أنك تحتاجين لبعض الوقت لتتكيـّفي مع الحياة وصديقتك بعيدة عنك، حيث تعيش مع زوجها، واشكري الله أنه أخوك وليس غريبا يبعد صديقتك عنك.

هناك أفكار كثيرة منتشرة وشائعة عن الشباب والشابات، عن الزواج وما يدور بين الزوجين، وكثير منهم يحمل الكثير من "الأوهام" والصور والأفكار غير الواقعية، وإنما هي من نسج وسائل الإعلام والأدبيات... وقد تصل هذه الأفكار لحدّ تجعل الإنسان يخشى الزواج، ولحد أن يصبح عنده حالة من رهاب الزواج، ورهاب العلاقة الجنسية بين الزوجين، سواء الرهبة من أن يراه الطرف الآخر عاريا، أو حتى التلامس والمعاشرة. واطمئني فسوف تتغيّر عندك هذه الأفكار، من خلال الزمن، ومن خلال خبرات الحياة، والاستماع لمن تثقين بهن، كصديقتك هذه.

إذا كانت صاحبتك متحمسة لهذا الزواج الذي هي مقبلة عليه، فالوفاء لها يقتضي أن تحبي لها ما هي تحبه وتتمناه، وتعينها على تحقيق هذا، وكما تعلمين، وذكرت هذا في سؤالك، أن الزواج من سنن الله في هذه الحياة، بل هو باب واسع للخير والأجر والثواب، وحتى في العلاقة الجنسية بين الزوجين، عندما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم "وفي بضع أحكم صدقة" أي عنما يجري ما يجري بين الزوجين.

يبدو أنك أخبرت صديقتك بما يكفي من معلومات عن أخيك، فأرجو أن لا تبالغي في إخبارها في الكثير من السلبيات بقصد تعطيل هذا الزواج، لأنك تعتقدين بأن هذا يبقي صديقتك معك. إن لم تتزوج أخيك، فستتزوج غيره، عاجلا أو آجلا، والأرجح أنه عاجلا.

وهناك على هذا الموقع الكثير من الإرشادات حول العلاج السلوكي للخوف من الزواج في الاستشارات التالية: 279873 - 110524 - 110337 - 241825

أدعو الله تعالى لصديقتك، ولزوجها في المستقبل كل التوفيق، وأدعوه لك بالتوفيق والعون على تجاوز هذه المرحلة، وعلى عونك على تأسيس الأسرة والبيت الذي يعبد الله تعالى كما يحب ويشاء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
قلق وخوف مستمر، وأعاني من الضيق من العمل .. ساعدوني 3347 الأربعاء 01-04-2020 05:43 صـ