أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أقوم في الليل فزعا وأحس بدوار وألم في بطني ... فما التشخيص؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا شاب في 27 من العمر, متدين -ولله الحمد-، قبل 7 سنوات بعدما كنت أراجع درسا مستعصيا علي فهمه في الجامعة تعصبت منه، وأحسست أن رأسي ثقيل, وكان الأمر عاديا, ثم أحضر أخي راق لرقيته فدخلت أنا معه، وعمل لي الرقية كذلك، وكنت قد عملت الرقية من قبل، والشخص الأول الذي عملت عنده الرقية كان يوحي لي أن بي شيئا يحدث في جسمي كذا وكذا, وأنا بدوري كانت يدي ترتفع؛ لأنني توهمت أن بي سحرا، وشفيت -ولله الحمد-, وفي هذه المرة الأخيرة من الرقية تحركت يدي كذلك، ولكن الراقي هذه المرة أصبح يقول فليتكلم ما به على فمه, أنا في المحاولات الأولى للرقية لم أتكلم, لكن بتكرار المحاولات أصبحت أعصابي تتشنج, وفمي يتكلم، وكأن هناك شخصا بداخلي يتكلم، وأنا أعي ما كان يصدر من فمي.

ولم تتحسن حالتي هذه إطلاقا بتكرار الرقية، ولم أخرج من هذا المشكلة الذي تسبب لي وسوسة في كلامي, وأمورا نفسية أخرى إلى أن زرت طبيبا نفسيا وأعطاني المهدئات, وشفيت -ولله الحمد-, لكن شخصيتي تغيرت, وأصبحت عصبيا, وسريع الانفعال، ولم تمر علي 6 أشهر إلا وأعود إلى للمهدئات، وأنا على هذا الحال منذ 7 سنوات.

أما في الفترة الأخيرة: فقد كان السبب في عودتي للمهدئات أنني أقوم في الليل فزعا, لا أفهم ما يحصل لي، وأحس بدوار في رأسي, وفي المرة الأخيرة كان بطني يؤلمني، وغير مدرك هل أنا فعلا مستيقظ أم لازلت أحلم.

هذا الأمر أتعبني, وأصبحت حالتي في النهار الموالي متدهورة حتى أتناول المهدئات لأيام عديدة.

أرجو منكم –سيدي- مساعدتي في التخلص من هذه الحالة التي تصيبني، وتشخيص مرضي وإخباري ماذا يحدث لي، ولماذا أصبحت أنا هكذا؟ وعدم إحالتي إلى حالة مشابهة -إن أمكنكم-, وشكرا لكم –سيدي-.

أرجوكم كونوا في عوني، فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه، واقبلوا سؤالي من فضلكم, ولكم مني فائق عبارات التقدير والاحترام.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الزهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونأسف للتأخير.

أؤكد لك أنني قد قرأت رسالتك بكل دقة، هذا مهم جدًّا، والذي وصلتُ إليه أن الحالة التي انتابتك هي حالة من حالات القلق النفسي المفاجئ، وبعد ذلك وحين شرعت في أمر الرقية دخلت في تفسيرات متعددة، جعلت فكرك يتجه نحو الأمور الغيبية الخاصة بالعين والسحر والجن، وهنا بدأت نوبة القلق تأخذ طابعًا آخر أدخلك في شيء من الحيرة, ولا أقول توهما، لكن التفسيرات التي أعطيتْ لك, وهي تفسيرات إيحائية لا أعتقد أنها صحيحة أبدًا، هنالك الكثير من الخلط, واللغط, والمعلومات المشوهة جدًّا في هذا الأمر.

الدين واضح, والعبد دائمًا في حفظ الله وفي معيته، ومن يحافظ على صلاته وتلاوة قرآنه وأذكاره, والدعاء، ويؤمن بأن الله تعالى هو النافع الضار، الأمر ينتهي عند ذلك تمامًا، ويجب أن نتجنب أي نوع من التفكير المشوه, أو الشعوذة.

حالتك استجابت لتناول المهدئات, وهذا نشاهده في كثير من حالات القلق, كنت أتمنى أن نعرف اسم هذه المهدئات، لكنك لم تذكر اسمها، والذي خلصتُ إليه أنها قد تكون أحد مركبات (البنزودازبين), وهي أدوية شائعة الاستعمال، وهي فعلاً مهدئة، تعالج الأعراض, لكنها لا تقتلع الحالة من جذورها، ولذا أود أن أنصحك بالآتي:

أولاً: لابد أن تعطي نفسك الثقة, والاعتقاد القوي أنك في صحة جيدة - هذا مهم جدًّا – والقلق في حد ذاته طاقة نفسية مرغوبة جدًّا, إذا سخرها الإنسان استفاد منها بصورة إيجابية، وبناء على ذلك أريدك أن تنظم وقتك، وتديره بصورة صحيحة؛ لأن إدارة الوقت يؤدي إلى الإنتاجية، يؤدي إلى الفعالية، يؤدي إلى تحسين الدافعية، وكذلك يؤدي إلى الرضا، والرضا في داخل النفس يساعد الإنسان لإدارة حياته، وهذا قمة النجاح الذي يجب أن ينشده الإنسان.

ثانيًا: نحن دائمًا ننصح بممارسة الرياضة، الرياضة ذات أثر كبير جدًّا على حياة الناس، فهي تزيل الشوائب النفسية السلبية -خاصة القلق, والاحتقانات, والتوترات الداخلية-تقوي النفوس كما تقوي الأجساد، فأنا أريدك أن تكون حريصًا على ذلك.

ثالثًا: إدارتك لوقتك يجب أن تحتوي أيضًا على بناء شبكة اجتماعية فعالة، وهذا يساعدك -إن شاء الله تعالى- على تغيير نمط حياتك.

كثير من الناس استفادوا كثيرًا من الانخراط في الأعمال الخيرية، ممارسة الرياضة الجماعية، حضور حلقات التلاوة، زيارة الأرحام... هذه كلها متطلبات علاجية أساسية، وفي نفس الوقت -إن شاء الله تعالى- فيها خيري الدنيا والآخرة.

رابعًا: أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات, والمخاوف والوساوس, والمحسنة للمزاج، وأنت تحتاج للدواء بجرعة صغيرة، لكن لابد أن تلتزم بتناول الجرعة, وكذلك المدة العلاجية, الدواء يعرف تجاريًا باسم (زويروكسات), ويسمى في الجزائر باسم (ديروكسات), ويعرف علميًا باسم (باروكستين), الجرعة أن تبدأ بنصف حبة، تناولها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء, هو دواء فعال, وسليم, وغير إدماني, وغير تعودي.

نصيحتي الأخيرة لك هي: أن تبدأ بداية جديدة مع نفسك, وتكون أكثر ثقة, وتكون أكثر تفاؤلاً، ويجب أن تسعى دائمًا لتطوير ذاتك؛ فالإنسان يؤكد ذاته من خلال تطويرها، والإنسان حين يسعى أن يكون نافعًا لنفسه ولغيره فهذا -إن شاء الله- أيضًا يحسّن دافعيته من أجل التخلص من الجوانب السلبية في شخصيته وحياته بصفة عامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام، ونأسف مرة أخرى على عدم التمكن من الرد عن رسائلك مبكرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4154 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ