أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل أكمل الماجستير في الغربة أم أبدأ الدكتوراه من بلدي؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أما بعد:

أحييكم إخوتي في الإسلام, وبارك الله فيكم على مجهوداتكم, وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا شابة, أبلغ من العمر 27 عاما, متزوجة, وعندي طفل, عمره سنتان -والحمد لله-تخرجت من الجامعة قبل أربع سنوات بتفوق -والحمد لله- ومن تم تحصلت على إيفاد للخارج؛ لإكمال دراستي, والآن أنا أدرس في السنة الثانية من الماجستير.

مشكلتي هي: أني كثيرة التردد, وأعتقد -وهذا حسب تقييمي الشخصي لنفسي- أن شخصيتي ضعيفة.

والسبب في ضعف شخصيتي أن والدي -وبالرغم من أنه أب جيد- عنيف جداً, وكان يضربني كثيرا لمجرد أنه عصبي, وعاش طفولة بعض الشيء قاسية, كان -سامحه الله- يضرب ضربا مبرحا؛ لمجرد أني لا أقتنع ببعض الأشياء المتعلقة بحياتي, ويريد فرض رأيه, أذكر آخر مرة ضربني كنت في آخر سنة من الجامعة, وبمجرد أن تخرجت, وبدأ بعض الرجال الراغبين في الزواج مني في التقدم لي, وكنت أستخير الله سبحانه وتعالى, وفي ذلك الوقت كان يقول: خذي قرارك بسرعة, ولا تترددي, وكان يضغط علي نفسيا؛ لدرجة أني لا أستطيع التفكير, حتى تقدم لي زوجي, وهو من طرف صديق والدي, كنت مترددة كثيرا؛ لأنه من مدينة أخرى, ولا نعرف عنه أي شيء, وأنا كان أهم شيء عندي أن يكون مصليا, وعلى أخلاق, ولا يدخن, طلبت من إخوتي أن يسألوا عن هذه الأشياء, ولكن كان من الصعب أن يعرفوا, فاستخرت, وكنت مازلت حائرة, فقال لي والدي: أنت ترفضين كل شخص يأتيك, وأنا أعطيت كلمة للرجل, وهددني بنظرات تقول: إن لم توافقي سأضربك, فوافقت ولم أكن مقتنعة؛ لأني كنت خائفة من الضرب, وبعد أن تزوجت اكتشفت أنه لا يصلي, ويدخن, وعصبي جداً, ويسب الدين عندما يغضب, والعياذ بالله, وأنا بمجرد أن تزوجت رضيت بالأمر الواقع, وقلت هذا نصيبي, وبدأت أقنعه بالصلاة, والإقلاع عن التدخين, الحمد لله الآن هو انتظم على الصلاة, ولكنه مازال يدخن, أنا أعيش مع زوجي في كندا؛ لأني أدرس, وحياتي معه الآن شبه مستقرة لا تخلو من المشاكل.

كنت دائماً أحلم بأن أتزوج بشخص يعينني على القيام بتعاليم ديني, ولكن زوجي لم يكن ذلك الشخص, دائما في نفسي أقول: إن أبي هو السب فيما أنا فيه, الآن أنا لا أستطيع أن أنسى كل القسوة من أبي, بالرغم من مرور السنين؛ لما لها من آثار سلبية على حياتي, في الوقت الراهن أنا أسعى جاهدة لأن أحافظ على حياة زوجية مستقرة, والنجاح في دراستي.

بالنسبة لدراستي: أنا أعاني من صعوبة في اتخاذ القرار في الوقت الحالي, فكما ذكرت أني في السنة الثانية من الماجستير, وحصلت على موافقة من المشرفة على مشروعي, ومن دولتي علي أن أبدأ في برنامج دكتوراه دون أن أكمل الماجستير, وهذا -والحمد لله- لأني حصلت على الدرجات المطلوبة, ولكن مشكلتي أني ما زلت مترددة بين أن أكمل برنامج الماجستير أولا, تم أبدأ في برنامج الدكتوراه, هذا وللعلم أنا غير مرتاحة للمشرفة نفسيا؛ لأنها لا تعطيني الاهتمام المطلوب, وهي تستغل أني مدعومة ماليا من قبل الدولة, وتريد بقائي لأطول فترة ممكنة, بينما هي تدفع الطلبة غير المدعومين ماليا, وتريد تخرجهم في أسرع وقت ممكن, علما أني صليت صلاة الاستخارة مرات عديدة, ولكن لم أستطع اتخاذ قرار حاسم, فالشيء الوحيد الذي أحس به هو عدم ارتياح لأن أكمل معها, خاصة وأني غير مرتاحة كليا للتخصص, والبحث الذي أقوم به معها, وأفكر أن عندي فرصة لتغيير تخصصي لو أني اكتفيت بالماجستير معها.

سامحوني لإطالتي, أرجوكم ساعدوني؛ لأني أعرف أن الاستشارة أمر ضروري, مع الاستخارة.

بارك الله فيكم, وجزاكم الله عني كل خير, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي السائلة -حفظك الله ورعاك-: أشكرك على التواصل معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على الخروج من أزمتك.

لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح, وتصعدي سلم المجد، وتثبتي وجودك في هذه الحياة، والمشكلة التي تتكلمين عنها هي ناتجة عن عدم الثقة بالنفس, ونظرتك التشاؤمية للحياة، وأريدك أن تتمسكي بحبل الله تعالى فهو الركن المتين، فأنت شابة في مقتبل العمر, عندك طموح وأهداف, فلا تيأسي, ولا تعجزي، حاولي أن ترمي المشاكل وراء ظهرك, وتسيري نحو الأمام، ولو قرأت سير الناجحات لوجدتهن تعبن في حياتهن, وواجهن المخاطر والمشاكل حتى وصلن إلى درجة النجاح والعلو.

فأنا أغبطك على النجاح الذي توصلت إليه, بالرغم من العوائق والمشاكل التي مررت بها، ويكمن هذا النجاح في إكمال دراستك الجامعية، والنجاح الثاني في التغيير من حياة زوجك بعد أن كان بعيدا عن الدين أصبح إنسانا مصليا يتمتع بخلق عالٍ، ولا يقوم بهذا الإنجاز إلا صاحبة شخصية قوية متزنة, تريد أن تضع بصمات في حياتها.

وأنصحك -أختي الفاضلة- أن تلتزمي الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا, ومن كل هم فرجا, ورزقه من حيث لا يحتسب".

واحذري لصوص الطاقة الذين يريدون أن يسلبوا منك حب العمل, وحب النجاح, وحب الترقي, وحب الصعود إلى المجد، ومن بين هؤلاء اللصوص، تشتت الذهن، وهذه هي المشكلة الأساسية التي تعانين منها، عدم ترتيب أولوياتك, وترتيب حياتك، وإعطاء الأهمية للأمور حسب قيمتها.

ولا تشغلي نفسك بما ليس مفيدا لك، وتذكري دائماً قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" من أصبح منكم معافىً في جسده, آمنا في سربه, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".

حاولي أن تعززي الثقة بالله تعالى, ثم بنفسك، فأنت لديك من القدرات والمهارات ما تستطيعين أن تقدمي الكثير لنفسك, ولأسرتك, ولوطنك, ولأمتك, ولكن بشرط أن تبتعدي عن اليأس والقنوط، وكذلك التمني، فالتمني والخيال والحلم لا يمكن أن يأتي بشيء بدون العمل.

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

واسمعي -أختي الفاضلة- إلى قول ابن القيم رحمة الله عليه:" النفس فيها قوتان : قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره".

وأنا أريدك -أيتها الفاضلة- أن تكوني قوية العزيمة, والإرادة بالحركة وليس بالجمود, وعليك باتباع الخطوات التالية حتى تستطيعي -بإذن الله تعالى- أن تخرجي من أزمتك:

- عليك بالتوجه بالدعاء الخالص بأن يوفقك الله تعالى, ويعينك على تخطي الصعاب.

- عليك بإيقاظ ضميرك؛ فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح.

- عليك بصحبة الخيرات الناجحات ذوات العزيمة والإرادة القوية.

- لا تبني حياتك على التسويف، ولكن تعلمي أن تنجزي العمل في وقته.

- حاولي أن تواجهي ضعف الإرادة بقوة العزيمة والشجاعة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صديقتي ملتزمة ولا تسطيع التأقلم مع أجواء الجامعة المختلطة، فما الحل؟ 2100 الأحد 27-12-2015 01:01 صـ
مدرسي يستغلني ماديا، فهل أخبر المديرة بذلك؟ 1869 الأربعاء 02-12-2015 02:32 صـ
بعد تشاجري مع الأستاذ رسبت وتغير مزاجي وأريد تغيير الكلية، فما رأيكم؟ 1956 الأربعاء 19-08-2015 01:59 صـ
هل يحق لي مقاضاة من اتهمتني بكراهية القرآن؟ 1524 الأربعاء 31-12-2014 05:16 صـ
أسأت لمعلمتي وأود أن أعتذر منها لكنني خائفة من سخرية زميلاتي، ماذا أفعل؟ 7997 الاثنين 08-12-2014 11:29 مـ