أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نوبات القلق والأفكار الوسواسية دمرت حياتي ...فأفيدوني

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح مشكلتي التي دمرت حياتي هذه، لعلي أجد الحل الذي يريحني.

أنا فتاةٌ أبلغ من العمر عشرون عاماً، غير متزوجة، أدرس في الجامعة، وأنا الأكبر بين إخواني، لدي أخ واحد وأخت واحدة، وأعيش مع والديّ.

بدأت معاناتي عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، حيث أصبحت تأتي لي أفكار وسواسية بأني سوف أموت أو بأن بي مرضاً ما خطيراً، وهذه الأفكار تتحول إلى حالة من الهلع و الخوف، وتسبب لي أعراضاً جسدية كالدوخة، والجفاف، وضيق التنفس، وفقدان الشعور بالجسم وبما حولي، وألم في الجسم ، ومشقة التنفس، وسرعة دقات القلب، وألم في المعدة، ورجفة في العضلات، والشعور وكأنه سيغمى علي، وكذلك تسبب لي أعراضاً هسترية كعدم الثبات في مكاني، والشعور بآلام من خلال قرص الجلد أو تثقيل الشنطة من أجل زيادة الحمل، والرغبة في الخروج والهرب من المكان.

هذه الأفكار دمرت حياتي وجعلتني إنسانة انطوائية لا تستمع بالحياة، وقد أدت إلى انخفاض معدلي الدراسي، حيث أنه عندما تأتي نوبة الهلع هذه لا أستطيع حتى حمل القلم والكتابة بشكل سليم وتجعلني أتكلم بسرعة.

خلال الفترة من 14 سنة وحتى أصبح عمري 17 سنة كنت بدون علاج نفسي، وقد تدهورت على مر السنين إلى أن وصلت إلى مرحلة كنت فيها غير قادرة من الرعب على الوقوف والقيام بالأعمال الاعتيادية، كالاستحمام أو الذهاب إلى الحمام، أو الصلاة، وحتى أني اضطررت لتغيير نظام دراستي إلى منازل، وبعد هذا التدهور بدأت العلاج النفسي.

أخذت في بداية العلاج زانكس 5 مليجرام، وسيبرالكس 10 مليجرام، ومع مرور الأيام بدأت قليلا بالتحسن، وبدأت بالقدرة على الحركة، وبعدها أعدت دراستي إلى النظام العادي، ومع مرور السنوات تم قطع السيبرالكس وخفض جرعة الزانكس الى 0.25 وهي الجرعة التي آخذها إلى يومنا هذا.

أحياناً تمر علي أيام أكون فيها جيدة، وأحياناً أنتكس، هذه الأيام أشعر بأني أمر بانتكاسة كبيرة، وأشعر وكأني سأرجع إلى هذه المرحلة التي كنت فيها غير قادرة حتى على الحراك من الفراش، وفي هذه الأيام تأتيني النوبات بصورةٍ شديدة، وأشعر وكأنني سأموت من شدتها، وأصبحت أعاني من ارتجاع في المريء، وأعطاني الدكتور فيفرن مقدار 50 جرام لمساعدتي على الوساوس، ولكني لم أرتح له؛ لأنه يؤثر على معدتي بشكلٍ كبير، ورجع لي التبول والألم في العضلات والأفكار السوداء التي كلما قررت أن أحاربها تشتد علي.

لقد دمرت هذه النوبات حياتي، وخفضت من مستواي الدراسي، وجعلتني أعيش في جحيم، وأحيانا أبكي على حالي وعلى ما وصلت إليه .

ماذا أفعل لأرتاح؟ ماذا أفعل لكي أستطيع الخروج مما أنا فيه، خاصة أنه عندما تأتيني النوبة لا أستطيع تطبيق حركات الاسترخاء من شده الرعب؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ معاناة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولاً: الذي أريد أن أوضحه أن حالتك هي حالة قلقية..هذا في المقام الأول، والجزئيات التي كوّنت هذا القلق هي جزئية الوساوس وكذلك المخاوف، ولديك ما نسميه بالقلق التوقعي، وهو أن ينتهج الإنسان فكراً قلقياً تشاؤمياً حول ما سوف يحدث له في المستقبل، وهذا بالطبع يؤدي إلى نوبات اكتئابية بسيطة، والاكتئاب يحد من حركة الإنسان الجسدية، وكذلك يُضعف رغبته النفسية لعمل ما هو إيجابي.

هذا هو الوضع الذي تمرين به، ويعرف تمامًا أن الوساوس القهرية تأتي في شكل موجات تبدأ هذه الموجات عند عمر اثنا عشر إلى أربعة عشر سنة، وقد تزيد هذه النوبات في عمر العشرين، لكن بعد ذلك إن شاء الله تعالى تتحسن الأمور وتكون على خير.

العلاج الدوائي هو جزء أصيل لعلاجك، وأنا حقيقة أنصحك بالتوقف عن الزاناكس؛ فالزاناكس نعم يؤدي إلى إزالة القلق لكنه تعودي وإدماني، ويؤدي إلى التكاسل وبطء التفكير، والهمدان الجسدي، فهو دواء لا أعتقد أنه يناسبك في مثل هذا العمر.

من الأشياء المهمة جدًّا أن تكوني متفائلة، وأن تكوني إيجابية، وأن تصري على قهر الوساوس والمخاوف. هذه إرادة داخلية تقوم على طاقة وقوة وهبنا الله تعالى إياها، وهي مختبئة فلماذا لا نُخرجها؟! قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} بمعنى أن فينا طاقة وإرادة بها نستطيع تغيير أنفسنا إلى ما هو أحسن، والله تعالى يعيننا على ذلك بتغيير واقعنا ونمطنا السلوكي، فحين يأخذ الإنسان هذه المبادرات الإيجابية ويسعى في تغيير نفسه يكتب الله تعالى له التوفيق والتغيير.

أرجو أن تنتهجي هذا المنهج، وأمر الدراسة مهم ومهم جدًّا، ويجب أن يكون هذا أحد طموحاتك الأساسية، ويجب أن تنفذيها دون أي نوع من التراخي.

لا بد أن تكون لك خارطة زمنية ثابتة في دماغك لإدارة وقتك تبدأ بصلاة الفجر وتنتهي إلى ما بعد صلاة العشاء، والوقت يُدار من خلال الشروع والدخول وتنفيذ نشاطات مختلفة، فالإنسان الذي يدير وقته بصورة صحيحة يحس بالرضا والسعادة، فكوني أنت على هذا النهج.

التمارين الرياضية مهمة جدًّا في حالتك ومفيدة جدًّا، أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة سوف تجدد طاقاتك كثيرًا.

لا شك أن بر الوالدين هو من الأسس العظيمة لاكتساب السعادة الداخلية والنفسية.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، وإن كان السبرالكس لم يناسبك أو قد أدى مفعوله ثم انخفض بعد ذلك، فيمكن أن ترفعي جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجرامًا، هذا لا بأس به أبدًا، والدراسات تُشير الآن أن هذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة لدى كثير من الناس، ويكون الاستمرار على جرعة العشرين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، وبعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة عشر مليجرام لمدة شهرين، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

إذا أردت أن تستبدلي السبرالكس فالدواء الأفضل هو زوالفت والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم لسترال، ويسمى علميًا باسم سيرترالين، والجرعة في حالتك تكون بأن يتم التوقف عن السبرالكس مباشرة – جرعة العشرة مليجرام – وتبدئي في اليوم الثاني بتناول السيرترالين بجرعة خمسين مليجرامًا، وتستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع إلى حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – يمكن أن تتناوليها كجرعة واحدة أو بمعدل حبة صباحًا وحبة ليلاً، وتستمري على هذه الجرعة العلاجية لمدة خمسة أشهر، ثم تخفضيها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

أنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى أنك باتباعك لهذه الإرشادات والإصرار على التحسن سوف يزول ما بك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4154 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ