أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روضه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يؤسفني سماع ما حدث لك -يا عزيزتي-، ويجب ألا تجعلي من الماضي وتجاربه المؤلمة حائلا بينك وبين المستقبل, ولتعلمي بأن أعظم الناس وأكثرهم شأنا صنعتهم تجارب الحياة بحلوها ومرها, فلست وحدك نتاج الأسرة المفككة, إنه وباء يعصف بالمجتمعات الغربية قبل العربية, وبدل أن نلعن الظلام يجب علينا أن نضيء شمعة, فكوني أنت وجيلك أكثر وعياً, وأكثر تفهماً لمعنى الأسرة, وكيفية المحافظة عليها, فمن يدري فقد يكتب الله عز وجل لك أن تكوني يوماً ما في موضع المسؤولة فتستفيدي من هذه الخبرات التي كانت مؤلمة لك في إنقاذ الأخريات.

الانتحار هو جريمة كبيرة بحق النفس, حرمها الشرع، وهي ليست الحل، فإياك بالتفكير بها ثانية، والحمد لله أنك الآن بخير، وتأكدي دوماً بأن هنالك وجها مشرقا لهذه الحياة قد لا نراه في خضم المعاناة.

استمري بالالتزام، وتسلحي بالإيمان واليقين، فهو شفاء للروح وللجسد، وتأكدي بأن الله عز وجل سيعينك, وسيكون إلى جانبك طالما أنك سلكت طريقا يقربك منه.

بالنسبة للكتلة التي تلاحظينها في الشفر الكبير، فأغلب الظن بأنها كتلة دهنية, أو كيسة متقرحة تنتج أحياناً عن دخول خلايا من الجلد للداخل فتتكاثر وتشكل كتلة، أو قد تكون كيسة نتجت عن التهاب, أو خراجة, وتليفت الأنسجة من حولها, فإن كانت تكبر بالحجم, أو تسبب لك أعراضاً مزعجة فيجب إزالتها، وهذا هو الأفضل لفحصها, ومعرفة تركيبها.

بالنسبة للإفرازات، فإن كانت بيضاء لزجة لا تسبب الحكة ولا الحرقة، فهي تعتبر طبيعية, وليست التهابية، ولكنك لم تشعري بها سابقاً بهذا الشكل بسبب أن المبيض قد أصبح الآن أكثر نضجاً, وهرموناتة متوازنة أكثر, فبعد البلوغ قد يبقى المبيض غير ناضج تماماً في عمله، وتكون الدورة غير منتظمة لبضع سنوات.

على كل حال: أرى إن كان بإمكانك التوجه للطبيبة وعمل الكشف فهذا أفضل, لكن إن كانت ظروفك لا تسمح لك بهذا, فيمكنك تجربة تناول حبوب تسمى (clindamycin) حبوب عيار 300 ملغ حبتين في اليوم حبة صباحاً وحبة مساءً مدة أسبوع, مع استخدام كريم يسمى كريم كيناكومب (kenacomb) دهن ثلاث مرات على منطقة الفرج، مع التركيز على الكتلة التي تشعرين بها, وبعد ذلك نأمل أن تحل المشكلة -بإذن الله-.

ندعو الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.