أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youness حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه بلا شك قضية اجتماعية مؤثرة وأنا أتفق معك تمامًا أن الإنسان إذا عاش وسط الظالمين والعصابات الإجرامية ولم يكن على شاكلتهم، لا شك أن هذا يسبب ضيقاً شديد وعدم ارتياح ويكون الإنسان في وضع غير مطمئن. هذه هي طبيعة الأشياء، وكما ذكرت لك القضية قضية اجتماعية ونفسية في المقام الأول.

لا توجد حلول نستطيع أن نقول أنها مثالية في مثل هذه الأوضاع، لكن الأمر يجب أن يكون خاضعًا للنقاش ما بينك وبين أسرتك –هذا من ناحية– ويجب أن تمتلك المقدرة والشجاعة وتتخذ التحوطات العامة الذي تقيك وتحميك من شر هؤلاء.

على نطاق الأسرة: أعتقد أن الحوار والنقاش يجب أن يدور حول مدى إمكانية الانتقال من هذا الحي، فأرض الله واسعة، فإذا كان بالإمكان أن تنتقلوا من هذا المكان لأن هذا المكان يؤثر تربويًا على إخوتك وعلى جميع أفراد الأسرة، خاصة الأطفال منهم، فهنا أعتقد أن النقاش الجدي فيما بينكم كأسرة للبحث عن بدائل يمكن أن يكون هو الحل المثالي وهو الحل الأفضل، فأرض الله واسعة ولا شك في ذلك. هذا من ناحية.

إذا كان ليس بالإمكان الانتقال من الحي فهنا تسعى لأن تتواءم مع هذا الوضع ليس بقبوله ولا بمسايرته، لكن باتخاذ التحوطات اللازمة التي تحميكم، وفي ذات الوقت تتجنبوا الاحتكاك مع هؤلاء الأشخاص، وأنا على ثقة أن والدك لديه الحكمة والدراية والمقدرة لمحاورة هؤلاء أو على الأقل أن لا يدخل معهم في عراك وشجار...هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يمكن أن تكونوا أنتم نواة طيبة لإصلاح هؤلاء بقدر المستطاع، أن يكون هناك مسجد في الحي أو مصلى يلتقي فيه الأخيار من أمثالكم، وتشكلوا فرقة حماية لكلم ولمن حولكم، وفي ذات الوقت تدعو بعض هؤلاء - إن لم يكن جميعهم - إلى تغيير وتعديل سلوكهم، فالإنسان له رسالة في هذه الحياة ويمكن أن يتم الاستفادة من هذه الأوضاع حتى وإن كانت أوضاعاً غير مواتية وسلبية.

هذه نصيحتي لك، ولا بد أيضًا أن تمتلك الشجاعة، وأن تكون لك القدرة لا أقول على المواجهة، ولكن أن تتفهم نوعية هذا المحيط وتتفهم الوسائل والطرق والخطط التي يمكن أن تتجنب من خلالها الاحتكاك مع هؤلاء.

وأريد أن أضيف: إن هذه العصابات يعرف عنها أنها ليست بالقوة أو الشجاعة التي يعتقدها الكثير من الناس، هم يعتمدون على الابتزاز وعلى الاحتيال وعلى التهديد، وهذه يمكن تجنبها بقدر المستطاع.

أسأل الله أن يحميكم، ولا تقنط أبدًا من رحمة الله، وانظر إلى الأمور بإيجابية، وبوضع الخطط البديلة إن شاء الله تعالى تتعدل الأمور وتُصبح أفضل.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.