أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س-م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن مجمل حالتك يشير إلى أنك تعانين من قلق نفسي عام، وهذا القلق أخذ المنحى الوسواسي، لذا أصبح لديك ما يسمى بـ «نتف الشعر العُصابي»، وهي علة ربطها الكثير من علماء النفس والسلوك مع الوساوس القهرية، وطريقة العلاج كالتالي:

أولاً: لابد أن تقللي من الجلوس على الكمبيوتر والإنترنت وكذلك التلفاز، فإدمان الإنترنت أصبح الآن قضية ومشكلة حقيقية، بالرغم مما نجد منه من منافع، لكن الأضرار كثيرة، لذا يجب أن تكون هنالك رويّة وحكمة وتوازن في التعامل مع الإنترنت.

ثانيًا: وجّهي طاقتك النفسية والجسدية نحو ما هو أنفع وأفضل بالنسبة لك، مثل: الاجتهاد في الدراسة، والتواصل الاجتماعي، وزيارة الأرحام، وإدارة الوقت بصورة طيبة، أخذ قسط كاف من الراحة، وترويح عن النفس فيما هو مباح... هذه كلها آليات سلوكية تفيد.

وهنالك علاج سلوكي خاص مفيد لك، لكن كثيرًا من الناس بكل أسف لا يعطيه الاهتمام الكامل، وهو العلاج الاسترخائي، هنالك تمارين استرخائية عديدة أبسطها تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد وقبض وإطلاق العضلات، فأرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت للحصول على المعلومات اللازمة لتطبيق تمارين الاسترخاء.

كنت أتمنى أن يسمح أهلك بذهابك إلى أخصائية نفسية – وليس طبيبًا نفسيًا - على الأقل يمكن أن تقوم بتدريبك على هذه التمارين – تمارين الاسترخاء وغيرها - وفي نفس الوقت توجه لك بعض الإرشادات الخاصة بنتف الشعر.

وبمناسبة نتف الشعر: أولاً يجب أن تحتمي على نفسك، قولي (لن أنتف شعري أبدًا) هذا هو التغير المعرفي المهم.

ثانيًا: ضعي يدك على رأسك وقومي بمسك خصلة بسيطة من الشعر، وتخيلي أنك سوف تقومين بنتفها - لكنك لن تقومي بذلك - فجأة اسحبي يدك وقومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب كسطح الطاولة مثلاً.

الهدف من هذا التمرين - المضحك كما يراه البعض – هو أن نربط ما بين الفعل الوسواسي وإيقاع استشعار مخالف، وفي هذه الحالة هو الألم، تكرار هذا التمرين عشر مرات متتالية ربما يساعدك كثيرًا من خلال آليات تسمى بفك الارتباط الشَّرْطي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أرى أنه مهم، وفاعل، وأفضل دواء تمت دراسته في هذا المجال هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو « فلوفكسمين » وهو دواء سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ولا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

الجرعة في حالتك هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا ليلاً، يفضل تناوله بعد الأكل، لأنه في بعض الأحيان قد يسبب عسر بسيط في الهضم، استمري على هذه الجرعة الصغيرة لمدة شهر، بعد ذلك حوّليها إلى مائة مليجرام ليلاً، وهذه الجرعة ما بين الصغيرة والمتوسطة، ولا أعتقد أنك في حاجة لجرعة أكبر من ذلك.

استمري على مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

إن شاء الله بتطبيقكِ لما ذكرناه لك من إرشاد وتناول الدواء يتم إن شاء الله احتواء أعراض الوسواس العُصابي الذي تعانين منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.