أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : بعد وفاة والدة صديقتي أصبحت أخاف أن أفقد والدتي
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي: أنا لدي صديقة توفيت أمها السنة الماضية، ومنذ تلك اللحظة شعرت بالخوف على أمي، وفي مرة وأنا نائمة قبل صلاة الصبح سمعت وكأن صوتا يتحدث في أذني أن أمي سيحصل لها مثلها، وكان جدي قد توفي، ومنذ تلك اللحظة وأنا أعيش في خوف، ولا أنكر أني أحاول جاهدة التخلص منه، وفعلا بالدعاء تخلصت منه، حتى أني أدعو لأمي بطول العمر والصحة والعافية في الدين والجسد، وأنا على يقين أن الله استجاب دعائي، ولكن في الفترة الأخيرة عادت لي تلك المخاوف وتدخل لي في المستقبل، حيث تحاول أن تظهر لي كيف ستكون حالتي بعد وفاة أمي لا قدر الله! حتى أصبحت لا أحب النظر إلى أمي لكي لا يأتيني هذا التفكير، وأصبحت أقول في نفسي هل الله فعلا استجاب دعائي؟ ولماذا يأتيني هذا التفكير؟
أرجوك سيدي الكريم ماذا أفعل؟ بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك أختي على سؤالك، الذي ذكرنا بأحبابنا، أحياء وأموات، لاشك أنك تعتقدين بالأجل، وبأن لكل إنسان أجل، وأن هذا الأجل لا يؤخر ولا يقدم، وكما قال تعالى في العديد من الآيات، ولكنها مشاعر المحبة التي تربطنا بأحبابنا وخاصة من الآباء والأمهات، وإخوة وأخوات، وأبناء وبنات، نحبهم، ويؤلمنا مجرد التفكير بفقدانهم في وقت من الأوقات، أو أنهم سيفقدوننا أيضا.
وكثير من هذه المشاعر والعواطف والمخاوف أمر طبيعي، يعيش معنا، ونعيش معه، على أن يبقى ضمن الحدود الطبيعية، وبحيث يكون قوة إيجابية، وليس قوة سلبية، والمقصود من القوة الإيجابية أن نحاول استخدام هذه العواطف لعمل إيجابي، فمثلا في مثل حالتك، ليس بأن لا تنظري إلى أمك كي لا تأتيك هذه المشاعر، وإنما على العكس أن تشبعي نفسك من النظر إليها، وتمتعي عينيك برؤية وجهها الصبوح، وجه الأم.
ولعل هذا النظر إليها سيخفف عنك بعض المشاعر السلبية، على العكس مما ظننت، فمنع نفسك من النظر، يزيد من ألمك، ويضاعف من الأفكار السلبية التي تحدثت عنها.
الجانب الثاني من سؤالك، والذي ورد في أول سؤالك عن وفاة والدة صديقتك، فربما هذه الصديقة قريبة منك، فتماهت عواطفك مع عواطفها، فشعرت بما شعرت، وهذا أمر سيتحسّن مع الوقت، وأنصحك هنا، وهذا مما سيساعدك أنت ويساعد صديقتك للتكيف مع أسى فقدان أمها، أنصحك وصديقتك أن تتحدثا معا عن والدتها، وما يذكر صديقتك عنها، وما هي مشاعرها... إن هذا الحديث المباشر والصريح يخفف، ولا يزيد كما يعتقد كثير من الناس، يخفف المشاعر السلبية عن الموت.
ويمكنك أيضا أن تطلبي من صديقتك أن تري صورة والدتها، وتشجعيها على النظر لصورة والدتها، فهذا مما يخفف مشاعر الفقدان.
ومن الأمثلة على صعوبة الموت وفقدان الأحباب، موقف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب عقب وفاة الرسول الكريم، وكيف أنه لم يصدق بوفاته، وقال أنه ذهب وسيعود، حتى تدخل الصحابي الجليل الآخر أبو بكر، وقال قولته الشهيرة (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت).
ولا ننسى أنه وحتى عندما يأتي وقت أجل قريب أو عزيز علينا، فالله لن يتركنا ويتخلى عنا، وإنما سيستمر برعايته لنا، فإن الله حيّ لا يموت.
متعك الله وأمك بالصحة والعافية، وجعل أيامك معها أيام هناء وسرور.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |