أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أبكي بسرعة عندما أناقش موضوعا داخل البيت فلماذا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مشكلتي: أني أبكي بسرعة عند مناقشة أي موضوع, لا أستطيع المناقشة, وأنا عندما أبكي أحاول أن لا أبكي, ولكن لا أستطيع, مهما كان الموضوع كبيرا أو صغيرا, أما عند مناقشة مواضيع مع الأسرة خارج البيت فلا أبكي مهما حصل, وأتحمل جميع الأمور دون أن أبكي, ولكن العكس تماما في البيت, هذه المشكلة معي منذ الصغر, فأرجو الحل.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك عدة وسائل للتخاطب بين الناس، فالأعم والأشمل هو أن يتخاطب الناس عن طريق الكلام اللفظي، ولكن هنالك وسائل أخرى للتعبير, منها: ما يسمى بلغة الجسد، أو اللغة الاجتماعية، وهنالك اللغة العاطفية، هذه كلها وسائل للتواصل بين الناس، ولكل من هذه الطرق الظروف, والبيئة, والعوامل التي تساعد على أن تكون هي اللغة المفضلة لإنسان ما.

البكاء لغة للتخاطب إذا كان يحدث في أوقات, وظروف, ونتيجة لأحداث لا تستحق أن يكون هنالك بكاء.

من الواضح أن البكاء الذي تعانين منه هو بكاء ظرفي, معتبر بظرف معين, ومكان معين, وجهة معينة, وهي الأسرة، وهذه ليست لغة التخاطب خارج البيت.

ربما تكون هنالك عدة تفسيرات لذلك، ولكن الذي أراه أنك ومنذ الصغر كان البكاء هو الوسيلة الذي من خلاله يتم الاستجابة لمطالبك مثلاً، أو البكاء كان دائمًا هو وسيلة تعبيرك دون أن ينهاك أحد, أو يوجّه لك الإرشاد اللازم في أن البكاء هو وسيلة ضعيفة من وسائل التعبير، بالرغم من أنه حالة انفعالية شديدة، لكن يجب أن نعتبره من الوسائل الضعيفة, بل الوسائل المهزوزة في التعبير.

أود أن أتكلم أيضًا بصفة عامة عن العلاقة بين البكاء وشخصية الإنسان: فدلائل كثيرة تشير أن الشخصية الوجدانية العاطفية قد تميل للبكاء أكثر، والشخصية الكتومة أيضًا تعبر عن مشاعرها من خلال البكاء في بعض الأحيان، والشخص الذي يبحث عن استدرار العطف بصورة لا شعورية ربما يكون البكاء هو وسيلته في التعبير.

نصيحتي لك: أنك الآن مدركة تمامًا أن التعبير بهذه الوسيلة ليس أمرًا جيدًا، يُضعف من مكانتك وسط أسرتك، وفي ذات الوقت ربما يجلب لك بعض الاتهامات بأنك تحاولين الضغط على الآخرين من خلال استدرار عواطفهم.

بالنظر والتمعن, واتخاذ المحاذير التامة لعدم إعطاء الناس فرصة لأن يرموا عليك الاتهامات التي ذكرتها, وهي: استدرار العطف, أو ضعف الشخصية، فهذا -إن شاء الله- سيصحح مفاهيمك حول البكاء, وسوف تلجئين إلى الوسائل التعبيرية الأخرى.

الأمر يحتاج إلى التدرج، يحتاج إلى التفهم، وهنالك أيضًا أمر مهم جدًّا وهو: أن تلجئي إلى التعبير اللفظي، في كل الأمور التي تودين أن تطرحي وجهة نظر فيها, يجب أن تتحدثي عنها، يجب أن تكوني محاورة، والأمور التي لا ترضيك عبّري عنها لفظًا, ولا تتركيها تتجمع وتتراكم, وتؤدي إلى احتقانات نفسية كثيرة.
حاولي بصفة عامة أن يكون لك وجود حقيقي في داخل الأسرة، افرضي إرادتك, وذلك من خلال المشاركة في قرارات الأسرة، من خلال التأثير على أفراد الأسرة الآخرين، وذلك من خلال إبداء الذوق ومساعدتهم في شؤونهم دون فرض رأي، هذا يجعلك تنظرين إلى نفسك بإيجابية أكثر، وهذا نوع من تنمية الذات وتقويتها وتأكيدها، وهذا بالطبع سوف يقلل -إن شاء الله تعالى- من التعبير عن المشاعر من خلال البكاء.

كلمة أخيرة: البكاء ليس كله سيئا، فالبكاء فيه شيء من الرحمة، لكن يجب أن يكون منضبطًا بالضوابط الشرعية، وهذا أيضًا حين يتذكره الإنسان سوف يفيده كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني ضعفاً في الثقة وأشعر بأني أقل من الآخرين! 4933 السبت 03-10-2015 11:39 صـ
ليس لدي شخصية أبدا.. وأخاف من الناس حتى الأطفال 7659 الأربعاء 29-10-2014 02:07 صـ
هل من علاج يمنع نزول العرق عند مقابلة الآخرين؟ 6977 الثلاثاء 24-12-2013 01:19 صـ