أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – أقول لك:

أولاً: أسأل الله عز وجل أن يجزيك خيرًا على صبرك على هذا البلاء، وعلى مقاومتك العظيمة، وعلى حرمانك لنفسك من هذه الأشياء حتى تتمكنين من أداء حق الله تعالى عليك، فبارك الله فيك، وثبتك على الحق، وأسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفيك وأن يعافيك من هذه الحالة التي أنت فيها.

ثانيًا: كم أتمنى أن تراجعي أحد أخصائي أمراض الباطنة؛ لأن هذه المسألة بلا شك حالة غير طبيعية، فأنا أتمنى أن تقومي بمراجعة بعض الأطباء الأخصائيين في علاج الأمراض الباطنية، لعله أن يكون لك علاج بإذن الله تعالى فتستريحين من هذه الحالة الصعبة التي أنت عليها الآن.

ثالثًا: فيما يتعلق بسؤالك عن صلاة العشاء؟

فما دمت قد قمت لصلاة الفجر وتوضأت وظل الريح يخرج منك إلى أن كاد يخرج وأن تطلع الشمس وصليت في هذا الوقت، فصلاتك إن شاء الله تعالى صحيحة ولا حرج عليك، لأن الريح الآن ظلت ملازمة لك طيلة وقت الصبح، فوقت صلاة الفجر يبدأ كما تعلمين من الأذان حتى شروق الشمس، فإذا كانت هذه الفترة كلها ما زال الريح موجودًا فيها وأنت صليت مثلاً قريبًا من آخر الوقت، فإن شاء الله تعالى صلاتك صحيحة، ولكن أتمنى إذا توقف الريح أن تعيدي الصلاة مرة أخرى في الوقت الذي ليس فيه خروج الريح، هذا من باب الأحوط، لأنك أولاً تلتزمين الآن بقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).

ولكن ما دمت تعرفين أن هناك أوقات يتوقف فيها الريح فالأولى بك أن تؤخري الصلاة إلى هذه الأوقات، بشرط أن لا يخرج وقت الصلاة، أما إذا كانت الريح مستمرة معك وأنت لا تعرفين الأوقات التي تخرج فيها، وكانت تخرج بانتظام، بمعنى أنها لا تنقطع أو تتوقف في وقت معين، فأنت من أصحاب الأعذار المعروفة من سلس الريح أو سلس البول.

أما إذا علمنا بأن هناك وقتاً محدداً من الوقت من الممكن أن تتوقف فيه هذه الأعذار وخروج الريح يتوقف فلا مانع إن شاء الله تعالى أن تؤجلي الصلاة إلى هذا الوقت.

فهذه الصلاة التي صليتها في هذا الوقت ما دامت الريح ظلت مستمرة إلى قريب من آخر وقته فصلاتك صحيحة بإذن الله، ولكن أقول: حاولي أن تراجعي أخصائي حتى تتمكني من علاج نفسك والصلاة بطريقة طيبة بلا مشاكل بإذن الله تعالى، وأنا واثق أن هناك علاجاً لك بإذن الله تعالى.

وأقول لك أيضًا بارك الله فيك: عليك جزاك الله خيرًا بأن تجتهدي بإقامة الصلاة في الأوقات التي ليس فيها خروج ريح، أما الأوقات فيها خروج ريح فالأولى أن تتركي الصلاة فيها إلا إذا خفت أن يضيق الوقت أو يخرج الوقت فتصلي مع خروج الريح وليس عليك شيء بإذن الله تعالى أكثر من ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) وأنت بذلك تكونين من أصحاب الأعذار.

أسأل الله عز وجل أن يشفيك وأن يعافيك، وأكرر ضرورة مراجعة أخصائي لأمراض الباطنية لأن هذه المسألة لها علاج بإذن الله تعالى وليست مستحيلة، وأسأل الله عز وجل أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.