أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تنتابني حالة من التخيل مع الحركة، فكيف أقلع عن هذه العادة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

منذ أيام الطفولة وأنا أحب أن أسرح بتخيل أشياء أحبها، ولكني أحرك يدي بحركة اهتزازية أثناء ذلك وبسرعة، وبالطبع أفعل ذلك في الخلوة، وأنا ولله الحمد إنسانة متدينة، ناجحة في دراستي، أنا أحمل شهادة جامعية، وعملي كذلك، ولله الحمد، ولم أعان من شيء في طفولتي عدى السنوات الأخيرة الخمس أو الثمان، بدأت صحتي النفسية تتراجع، فأصبت بنوبات الذعر والهلع والوسواس القهري، ولكن جل هذا زال بتناول أدوية بسيطة من طبيب باطنية، وانشغالي عن هذه الأشياء بالدراسة أو العمل، ولم يبقَ إلا بقية باقية من وسواس قهري يشتد أحيانا إذا ما أرهقني ضغط نفسي ما، كما أنني بدأت أعاني الخمول ونقص الطاقة أحيانا، وما يهمني هو ما سبب حبي للتخيل بهذه الطريقة؟ وكيف أقلع عن هذه العادة؟

أنا باعتقادي أنها تخفف عني وبها نوع من الارتياح، ويخف معدل فعلي لهذا الشيء في الأيام التي أشغل فيها جل وقتي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأن يسرح الإنسان بخياله خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة واليافعة، هو أمر عادي جدا، ويعرف أن الإنسان في هذه المرحلة العمرية يختلط لديه الخيال بالواقع، وهذا التضارب بين الخيال والواقع قد ينتهي بالإنسان إلى حالة من القلق النفسي الذي يؤدي إلى المزيد من ما نسميه أحلام اليقظة، وهي نوع من الأفكار المتداخلة، والتي قد لا تكون واقعية في بعض الأحيان.

إذن التفسير للحالة التي تعاني منها واضحة هي أنها قد بدأت معك كنوع من خيال الطفولة الممتزج بالواقع، وبعد ذلك تطور الأمر وحدث القلق النفسي، وتولد شيء من الوساوس والهلع والمخاوف، وانتهى به الأمر الآن إلى الاسترسال في الخيال، وهذا دليل على وجود القلق وليس أكثر من ذلك، أرجو أن تتفهمي الموضوع بهذه الطريقة، والحالة بسيطة حتى وإن سببت لك نوعا من الإزعاج النفسي.

وهنالك أمر بترتيه وهو أمر ضروري، وهي أن حركة اليدين هذه الحركة الاهتزازية التي كانت تأتيك في الخلوة، هي أيضا نوع من القلق الوسواسي والمراهقة أيضا.

عموما هذا كله انتهي الآن، وأرجو أن تكوني أكثر ثقة بنفسك، فالخيال هو ناتج من القلق النفسي.

الذي أرجو منك أولا: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ويمكنك التعرف عليها بتصفح أحد مواقع الانترنت التي توضح ذلك.

ثانيا: خصصي وقتا، فقولي هذا الوقت أعطيه للتفكير الخيالي الشارد، لكن بعد ذلك لن أقحم نفسي بهذا التفكير أبدا، مجرد التفكير بمثل هذه الطريقة وجد أنه يفيد كثيرا من الناس.

ثالثا: حاولي أن تعبري عن ما بداخل نفسك، وتجنبي الاحتقانات النفسية والتفريغ النفسي، والذي لا يتأتى إلا من خلال التعبير عن الذات، هو من أفضل ما يقلل السرحان والاسترسال في الخيال والأحلام.

أخيرا: أعتقد أنك في حاجة للعلاج الدوائي خاصة أن القلق الذي لديك أدى إلى شعور بالخمول، وهذا الشعور بالخمول ربما يكون مؤشرا إلى الشعور بشيء من الكدر، ولذا أرى بأن تناول دواء مثل بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين سوف يحسن من طاقتك النفسية والجسدية، ويزيل الوساوس القهرية، ويقلل عليك القلق بصورة واضحة، مما يجعل تركيزك أفضل، والتفكير الخيالي انحسر.

جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم تناوليها بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.

ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية سوف يكون ذا فائدة بالنسبة لك.

كما أن إدارة الوقت بصورة جيدة، وعدم ترك مجال للفراغ وللخيال، هذا إن شاء الله سيساعدك على التركيز، والقضاء على الوساوس، ويحسن المزاج.

ولا شك أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تحسن من تركيز الناس، وتحاصر الخيال الشارد، وأحلام اليقظة.

ولمزيد من النصح والإرشاد يمكنك التواصل مع قسم الطب النفسي، مادمت موجودة في دولة قطر، فالقسم إن شاء الله من الأقسام المتطورة جدا.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1655 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1093 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1523 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1125 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2643 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ