أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف السبيل إلى الثبات على طريق الاستقامة؟
أنا طالبة في كلية الطب، أحب ربي الذي رباني وأعطاني كل شيء، منذ سنة تعرفت على شاب، وعشت قصة حب معه، وبعدت عن ربي، وأهل الشاب رفضوا علاقتنا وانفصلنا قبل رمضان.
تبت لربي ووعدته أني لن أعيدها، حاولت أن أرجع لربي، ولكني رجعت بصعوبة، لأن قلبي قد صدأ من كثرة الذنوب، ولكن الحمد لله أحس أني الآن أقرب، قبل سنتين ذقت بصدق حلاوة قربي من ربي، وكان في رمضان، بعدها بدأت الدراسة ولم أستطع، فقد ضعت بالدنيا والدراسة، فالدراسة أخذت كل وقتي، إلى حد أني لا أدري متى بدأت ومتى كملت الصلاة، والآن أنا خائفة من أن أبتعد عن ربي وأرجع للضياع من جديد، أرجوكم ساعدوني كيف أثبت؟
أيضا لدي سؤال ثان: أنا لا أحب الكذب، إذا تقدم أحد ما للزواج مني، وسألني إذا عرفت أحدا ما قبله فماذا أقول له؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً و مرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الطبيبات المهارات المتميزات، إنه جواد كريم.
اعلمي بداية أن الله يحبك، والدليل على ذلك أنه لم يُغلق بابه في وجهك سبحانه وتعالى، وأنه قبلك رغم أنك ابتعدت عنه ورغم أنك ارتبط بإنسان على حساب علاقتك به جل جلاله سبحانه، إلا أنك ما إن تبت إليه ورجعت إليه سبحانه وتعالى حتى فتح لك أبواب الرحمة وأقبل عليك جل جلاله سبحانه وفرح بعودتك، والدليل على ذلك أنك استعدت قلبك إلى حد ما وإن لم يكن بنفس النسبة القديمة، إلا أن الباب قد فُتح وأصبحت الآن على مشارف علاقة طيبة متميزة مع الله تبارك وتعالى، وتسألين كيف تثبتين على ذلك؟
إنه مما لا شك فيه أنه لا توجد ثمرة من غير تضحية، ولا توجد نبتة من غير زرع وغرس وحرث ومتابعة، ولا يوجد نجاح أيضًا بدون أخذ بالأسباب، ولا يوجد ربح بدون رأس مال وتجارة وكد وتعب، فكذلك أيضًا لن تستطيعي الوصول إلى علاقة متميزة مع الله تعالى إلا إذا بذلت جهدًا يستحق هذه العلاقة ويكون أهلاً لتكون صاحبتها صاحبة علاقة متميزة مع المولى جل جلاله سبحانه، ولذلك إذا أردت الثبات على هذه العلاقة والزيادة منها عليك أولاً بالتزام قراءة القرآن بصفة منتظمة، لأن القرآن الكريم فيه كل ما أنت فيه حاجة إليه، اجعلي لك وردًا يوميًا من القرآن الكريم تقرئينه يوميًا، وقبل أي عمل آخر، حتى وإن كان قدرًا بسيطًا، المهم أن لا تتوقفي عن القرآن يوميًا، لأن القرآن كما ذكر ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – بالنسبة للإيمان كالماء بالنسبة للزرع، كما أن الزرع لا ينبت ولا ينمو بغير ماء فكذلك أيضًا الإيمان لا يقوى ولا يزداد ولا يثبت في قلب العبد بغير القرآن، فعليك بورد قرآني يومي.
كذلك أيضًا من الأمور التي تعينك على الثبات: الالتزام بالشرع في كل صغيرة وكبيرة من حياتك، لأن كل سنة تُحيينها هي لبنة في صرح تثبيتك على طاعة الله تعالى فوق الأجر الذي أعده الله تبارك وتعالى لك، ناهيك عن الفروض التي فرضها الله تبارك وتعالى، فكلما قمت بأداء عمل من أعمال الدين كان ذلك عامل من عوامل الثبات على الدين وترسيخ الإيمان في قلبك.
كذلك أيضًا الحرص على قراءة قصص الأنبياء وما تعرضوا له من بلاء وكيف أن الله وقف معهم ولم يتخل عنهم، فعليك كذلك أيضًا بقراءة شيء من هذا القصص ولو في أوقات الفراغ ولو مرة في الأسبوع أو أقل أو أكثر.
كما أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن لا يحرمك الثبات على الدين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر ما يدعو به: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فعليك بارك الله فيك بهذا الدعاء واجعليه على لسانك قدر استطاعتك، فإن هذا مفيد جدًّا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يجعله أكثر دعائه بعد سؤال الله تعالى الجنة والاستعاذة به من النار.
كما أوصيك أيضًا بالمحافظة على الأذكار، خاصة أذكار الصباح وأذكار المساء، والحرص عليها حرصك على الحياة، لأنك بذلك تحفظين نفسك من كيد شياطين الإنس والجن، وكذلك أيضًا أن تخلطي ذكر الله تعالى في حياتك اليومية، بمعنى أنك من خروجك من البيت إلى الجامعة اجعلي هذا الوقت في ذكر الله تعالى، ما بين مثلاً من انتقالك من غرفة إلى غرفة، من خروج مثلاً المحاضر وعودة الآخر، اجعلي هذه الفراغات لذكر الله سبحانه وتعالى، لأن أكثر الذكر تؤدي إلى ترسيخ الإيمان في القلب وتؤدي إلى مزيد الإيمان.
اعلمي أيضًا أن اليقين من أن هذا الدين حق، وأن الله تبارك وتعالى لن يتخلى عنك، وأن الله لن يضيعك، هذا أيضًا يؤدي إلى تثبيتك على الدين والإيمان.
أتمنى أن تبحثي عن الصحبة الصالحة؛ لأن الصاحب ساحب، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله) وحاولي بارك الله فيك أن تجتهدي بشيء من أعمال الدعوة، لأن ذلك يثبتك على الحق؛ لأنك ستكونين في موطن القدوة.
أما فيما يتعلق بقضية الكذب، أقول: اترك الأمر لله سبحانه وتعالى، فإن سألك أحد ممن يتقدم لك لخطبتك فقولي: شاب أراد أن يرتبط بي فكانت بيني وبينه علاقة في حدود مثلاً الشرع، ثم شاء الله تعالى أن ننفصل ولم يحدث أكثر من ذلك، وبذلك تكونين قد أجبت بغير كذب بإذن الله تعالى، ولعل الله تبارك وتعالى أن يمنّ عليك فلا يسألك أحد، أما إن سألك فهذا هو الحل، وأيضًا لك أن تستعملي أسلوب التورية، بمعنى أنه إذا سألك أحد هل كانت هناك علاقة بينك وبين أحد من الشباب؟ فقولي لا، بمعنى لا الآن، وفي داخلك أنت تقولين لا بمعنى الوقت الحالي.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول الثبات على التوبة (249423-246818-228333-293842- 2120436).
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك بالزوج الصالح الذي يقر عينك وتشرح به نفسك، وأن يقدر لك الخير ويرضيك به.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3471 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟ | 1796 | الثلاثاء 21-07-2020 03:19 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1977 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
ما الفائدة من الزواج في ظل هذا الفساد؟ | 1621 | الثلاثاء 14-07-2020 05:37 صـ |
أنا شاب ودواعي الانحراف كثيرة، ما نصيحتكم؟ | 1258 | الخميس 09-07-2020 05:30 صـ |