أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من مشكلة إدمان الحاسوب والأفلام، ما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 16 عاما، وأنا أتوقع بأني مصاب بمرض الإدمان على الحاسوب والإنترنت والأفلام، نحو 6-8 ساعات يوميا أقضيها أمام الشاشة، تعلمت على الحاسوب قبل دخولي المدرسة، وأنا الآن في المرحلة الثانوية ولا زلتُ أتعلق به أكثر وأكثر.

اضطررت مرة لتركه بسبب عطل فيه، فرأيت أن يومي لا شيء بدونه، وهنا العلة، فأنا في فراغ كبير جدا بسببه، وليس لي غيره، فأنا علمتُ نفسي على اللعب والقراءة والتعلم والتواصل والنقاش وكل شيء عليه، وقد لاحظت ذلك والدتي وناقشتني ولكني لم أقتنع، فما الحل؟ وهل هناك دواء أتناوله لذلك؟ وما هي الطرق؟

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال، وعلى الشجاعة في الاعتراف، ربما تكون عندك مشكلة مع إدمان الإنترنت، لأنه مع الأسف معظم الذين ربما لديهم هذه المشكلة لا يبوحون بها، بل ربما أخفوا وتستروا عليها.

لقد ازدادت في السنوات الأخيرة مشكلة استعمال الإنترنت، والبلاك بيري والألعاب الإلكترونية وغيرها، مما يصل لحد ما نسميه "الإدمان". ويدخل هذا فيما هو معروف من "السلوك الإدماني" حيث يمكن أن يدمن الإنسان سواء على المواد الكيماوية كالدخان والمسكرات والمخدرات، أو على الإدمان على بعض السلوكيات والاستعمالات كالأجهزة الالكترونية، كما هو الحال معك في هذا السؤال.

قد أصبحت لدينا مقاييس ومعايير للتعرف عن إمكانية وجود مثل هذا الإدمان، ومنها مثلا:
هل تشعر بالانشغال الكامل بالإنترنت؟
هل شعرت بالحاجة لزيادة الوقت على الجوال للوصول إلى الرضا؟
هل قمت سابقا بأي محاولة للتخفيف من استعمال الإنترنت؟
هل تشعر بالتوتر والانزعاج عندما تحاول تخفيف الاستعمال؟
هل تبقى على الجهاز لوقت أكثر مما كنت تريد؟
هل قصّرت في علاقة أو عمل أو تعلـّم بسبب انشغالك بالإنترنت؟
هل كذبت على أسرتك لتخفي أو تقلل من درجة استعمالك للجهاز؟
هل تستعمل الجهاز ”للهروب“ من مشكلات أو التخفيف من التوترات؟

ويقال إنه إن كان عندك 5 أو أكثر من هذه الأسئلة، فالأرجح أنك تحتاج للمساعدة.

ومن أعراض هذا الإدمان، أن المدمن يبدأ يتخلى أو يقصرّ في واجباته الأخرى في حياته، وفي علاقاته الأسرية والاجتماعية.

والمشكلة الرئيسية في العلاج ليس في مجرد التوقف عن الاستعمال، وإنما ماذا يفعل الإنسان عندما لا يكون على جهاز الإنترنت، وإلا فإنه سيشعر بالفراغ والملل الشديد، وكما حصل معك ربما عندما لم تستطع استعمال الجهاز بسبب عطل فيه، ومن هنا تأتي أهمية إعداد قائمة بالأنشطة والفعاليات التي يمكنك القيام بها عندما لا تكون الساعات الطويلة على الإنترنت، وقد وصفت أنت الأمر بأنه "ليس لدي غيره".

من جملة هذه الأنشطة التي يمكنك القيام بها، الأنشطة والألعاب الرياضية، والقراءة والمطالعة، قضاء وقت نوعي مع الأسرة، اللقاء مع الأصدقاء، ممارسة هوايات مفيدة، القيام بعمل خيري تطوعيّ، العبادات وتلاوة القرآن أو حفظه.

وقد قيل إنك عندما تخفف الاستعمال لساعة أو ساعتين واستغلالك لهذا الوقت في عمل آخر كالقراءة في كتاب، فستجد نفسك أنك قد قرأت الكثير والكثير من الصفحات والكتب!

وعلاجنا في إدمان الإنترنت لا يهدف للتوقف والامتناع الكامل عن استعماله كما نفعل في حال المخدرات، فالإنترنت قد دخل في كثير من جوانب حياتنا، ولكننا نسعى للتخفيف وضبط ساعات الاستعمال، وبحيث تسيطر أنت على الجهاز، وليس هو الذي يسيطر عليك.

وفقك الله، ويسر لك الاستعمال السليم للإنترنت.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أخشى على أمي وأخواتي من الانحراف بكل أشكاله، هل خوفي منطقي؟ 586 الأربعاء 08-07-2020 05:35 صـ
تحدثت في الشات مع أحد الشباب أوهمني بالزواج فكشفته فكيف أكفر عن ما فعلت؟ 2661 الأربعاء 27-05-2015 01:39 صـ