أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر كأن هناك شيء ثقيل على صدري لا أتنفس معه بارتياح!!

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أشعر أني أتنفس من خرم إبرة، فهناك شيء ثقيل على صدري، لدرجة أني أسعل منه، أنا مهمومة جدا ولا أجيد التعبير عن نفسي إلا لو وجدت أناساً مقربين، لكني لا أثق بإعطاء أسراري لأحد، فأنا كتومة جدا، هل هذا هو السبب؟

أحب أن أشكو لربي، فهل هذا يؤدي الغرض، أم أن الإنسان لا بد أن يبوح ويجد من يشعر به ويشاركه همومه حتى يرتاح؟

ما الحل لأني جدا متعبة؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد أعجبني تعبيرك جدًّا الذي بدأت به وهو أنك تشعرين أنك تتنفسين من ثقب إبرة، وأن هنالك شيء ثقيل على صدرك، هذا حقيقة سهل لنا التشخيص بنسبة تسعين بالمائة، حيث إن ما ذكرته هو عرض أساسي ومثالي نشاهده لدى الذين يعانون من القلق النفسي.

فإذاً من الواضح أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق النفسي يظهر لديك في شكل أعراض جسدية، ويعرف أن الانقباضات والاحتقانات النفسية تؤدي إلى احتقانات عضلية وانقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تؤثر هي عضلات الصدر والرأس والبطن وأسفل الظهر، لذا تحسين بهذا الثقل على صدرك.

تعبير جميل، ووافي حقيقة، ومعبر عن مشاعرك الحقيقية، وأنا من جانبي أطمئنك أن الحالة بسيطة وبسيطة جدًّا، ويمكن علاجها.

أما بالنسبة لموضوع أنك شخصية كتومة، هذا قطعًا قد يكون له أثر سلبي بعض الشيء، وذلك لأن الإنسان هو طاقة ووجدان ومشاعر وفكر وسلوك، وكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، لذا هنالك علاج نفسي معروف يسمى بالتنفيس أو التفريغ النفسي، ونعني بذلك أن نعبر عن أنفسنا في حدود المعقول مع الالتزام التام بالضوابط الاجتماعية والذوق العام، بمعنى آخر: إذا اختلفت مع أي إنسان يجب أن أعبر عن هذا الخلاف ولكن في حدود ما يسمح به الذوق والأدب.

بعض الناس تجد لديهم حساسية في شخصياتهم، لديهم لطف أكثر مما هو مطلوب، هؤلاء يتحملون ضربات الآخرين، يتحملون الأذى، تجدهم لا يعبرون عن مشاعرهم، لا فعلاً ولا فكرًا ولا قولاً، هذا الكتمان ليس جيدًا، فأرجو أن تعبري عن نفسك في حدود ما هو معقول، لأن التفريغ النفسي من الأسس العلاجية.

ثانيًا – وهذا مهم جدّا - : يجب أن تتدربي على تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين بسيطة وجيدة ومفيدة جدًّا، تصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، وأرجو أن تلتزمي بالتعليمات الموجودة وتطبقي هذه التمارين.

ثالثًا: الفكر الإيجابي يفيد الإنسان، والإنسان حين يقلق يسيطر عليه التشاؤم والفكر السلبي، لكن حين يُدرك الإنسان أن هذا فكر سلبي مشوه يجب أن يتخلص منه، ويبدأ في تذكر إيجابياته –وهي إن شاء الله كثيرة في الحياة – هذا يسهل عليه كثيرًا في أن يغير مشاعره بصورة إيجابية، وفي نفس الوقت يستطيع الإنسان أن ينمي ذاته، وأن يؤكد ذاته وأن يطورها، فالجئي إلى هذا أيتها الفاضلة الكريمة.

يعرف أن إدارة الوقت بصورة صحيحة من أنجح الوسائل التي تجعل الإنسان يكتشف مقدراته الحقيقية، والحق عز وجل استودع فينا كل أسباب القوة وكل أسباب النجاح، لكنه قال سبحانه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فيجب أن نسعى لأن نتغير، وإن شاء الله تعالى أنت لك الفرصة في هذا.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تمارسي الرياضة، الرياضة ذات مفعول إيجابي جدًّا في إزالة القلق والاحتقانات النفسية، وتجدد الطاقات، وتقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، فكوني حريصة عليها أيتها الفاضلة الكريمة، وأي رياضة تناسب المرأة المسلمة أعتقد أنها سوف تكون جيدة بالنسبة لك.

بالنسبة لما ذكرته من أن يشكو الإنسان لربه، أصلاً لا ملجأ من الله إلا إليه، هذه حقيقة، ويجب أن نعرف أننا في كنف الله وفي حفظه وتحت رحمته في كل لحظة، قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} هذا مهم، لكن من الضروري أيضًا أن نأخذ بالأسباب الحياتية، وهي أن نقوم بواجبنا، أن نتواصل، أن نطور أنفسنا اجتماعيًا، أن نكون مفيدين لغيرنا ولأنفسنا، أن نتحمل شيئاً من الأذى ومن المظالم، أن نؤازر الآخرين، أن نسامح عن أخطائهم، أن نحاول أن نساهم في تطوير أنفسنا وغيرنا، أن نبر والدينا، هذا كله هو نوع من الأداء النفسي الحسن الذي يجعل الإنسان يشعر بشيء من الارتياح والرضا والاسترخاء الداخلي، ومن ثم يجد نفسه أنه أصلاً ليس في حاجة لأن يشكو كثيرًا.

ولا بد أن نتذكر أن هموم الناس الآن قد كثرت، وحتى التي تشتكي إليه ربما يكون مهمومًا أكثر منك، فإلى الله المشتكى، وعليه التوكل، وإن شاء الله تعالى أمورك سوف تتبدل بصورة جيدة جدًّا.

أخيرًا: أريد أن أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر، فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ربما تجديه في تايوان تحت مسمى آخر، فاسألي عنه تحت اسمه العلمي، وتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، تناوليها يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم، وفاعل، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2452 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4146 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2362 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ