أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد.س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيما يخص العلاج الدوائي للوساوس القهرية، فإن عقار أنفرانيل هو أول دواء أثبت فعاليته لعلاج الوساوس القهرية، خاصة الوساوس التي يكون من طبيعتها الأفعال الطقوسية المتكررة، مثلاً الإكثار من غسيل اليدين خوفًا من التلوث والأوساخ، هؤلاء يستجيبون أفضل لعقار أنفرانيل.

وهذا الدواء ذو فعالية ممتازة، لكن يعاب عليه أنه ربما يسبب بعض الأعراض الجسدية، ومن هذه الأعراض أن الإنسان قد يشعر كما ذكرت بشيء من الدوخة البسيطة في بداية العلاج، البعض قد يزيد عندهم معدل النوم، والبعض يشتكون من جفاف في الفم و الحلق، ويشتكون من بعض الطشاش في النظر والعينين، وربما الإمساك... هذه أعراض طبيعية جدًّا تحدث من تناول هذا الدواء، ولكنها تتلاشى بمجرد الاستمرار في الدواء، ودائمًا الأطباء يفضلون أن يبدأ الإنسان بجرعة صغيرة من الدواء وذلك لتجنب الآثار السلبية، ثم بعد ذلك تُبنى الجرعة بالتدريج.

فيما يخص موضوع العجز الجنسي، ذُكر الكثير حول هذا الموضوع، وهنالك الكثير من اللغط والاختلافات، والذي يحدث أن الأنفرانيل قد يؤدي إلى تأخر في الإنزال المنوي – أي في القذف المنوي – عند الرجل، لكنه لا يؤثر أبدًا على مستوى هرمون الذكورة ولا يؤثر على الإنجاب. هذه حقيقة علمية ثابتة.

والتأثير على القذف المنوي مرتبط بالجرعة، فمتى ما ارتفعت الجرعة يكون هذا الأثر أكثر وضوحًا، وأي جرعة أكثر من خمسين مليجرامًا في اليوم نشاهد فيها هذا الأثر الجانبي.

وهنالك حقيقة علمية مهمة وهي أن معظم الذين يعانون من الوساوس القهرية الحقيقية لا يستجيبون لجرعة أقل من مائة إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم من الأنفرانيل، هذه حقيقة مهمة.

بالنسبة للضعف الجنسي، ذُكر أن حوالي عشرة إلى عشرين بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء ربما يصابون ببعض الضعف الجنسي البسيط والمؤقت، لكن هناك دراسات كثيرة أشارت أن الجانب النفسي أيضًا يلعب دورًا قويًّا جدًّا في هذا العرض، فالإنسان حين يعرف أن هذا الدواء ربما يسبب هذا الأمر – والأمور الجنسية حساسة جدًّا – فهنا قد يلعب العامل النفسي دورًا كبيرًا، ويكون الإنسان في حالة من الترقب وملاحظة أدائه الجنسي، وهذا يؤدي إلى الفشل في بعض الأحيان.

الذي أود أن أبشرك به هو أنه توجد مجموعات من الأدوية ممتازة جدًّا، هنالك مجموعات تسمى بمثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية، هذه الأدوية ذات فعالية قوية جدًّا في علاج الوساوس القهرية، وتتميز بأن آثارها الجانبية قليلة، لكن فيما يخص الأثر الجنسي هي مشابهة للأنفرانيل، بمعنى أنها قد تؤدي إلى تأخير في القذف المنوي، وهناك عدد قليل من الناس قد يشتكي من بعض الضعف الجنسي المؤقت، لكن حتى نكون منصفين ودقيقين هنالك من يتحسن أداؤهم الجنسي بتناول هذه الأدوية، والسبب في ذلك أن معظم مرضى الوساوس القهرية يعانون من اكتئاب نفسي، وهذه الأدوية تساعد على زوال الاكتئاب، وحين يزول الاكتئاب يتحسن الأداء الجنسي.

تتميز مجموعة الأدوية الجديدة بأنها لا تؤدي إلى الشعور بالأعراض البيولوجية مثل الدوخة، الدوار، الإمساك، ثقل العينين، جفاف الفم، هذا لا نشاهده مع هذه الأدوية، ومن أشهر هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم بروزاك ويعرف علميًا باسم (فلوكستين) وأنا حقيقة أرشح لك أن تستعمل هذا الدواء.

ارجع إلى طبيبك، ناقشه في هذا الأمر، وأنا أعتقد أن الطبيب سوف يكون متفهمًا، وهنالك بدائل كما ذكرت لك، والبروزاك ربما يكون بديلاً ممتازًا جدًّا، وأعتقد أنه يوجد في سوريا تحت مسمى تجاري آخر غير بروزاك، وهنالك أدوية أخرى مثل فافرين، سبرالكس، زيروكسات، هذه كلها أدوية مفيدة لعلاج هذا النوع من القلق النفسي.

نصيحة لا بد أن أضيفها وهي: أن تركز أيضًا على العلاجات السلوكية بالنسبة للوسواس القهري، فالعلاج السلوكي إضافة للعلاج الدوائي دائمًا يعطي أفضل النتائج، والعلاج السلوكي يتمثل في أن تفهم أن الوساوس القهرية ليست ضعفًا في شخصيتك، ليست قلة في إيمانك، هي مجرد حالة نفسية قلقية، والوساوس دائمًا تعالج من خلال التجاهل والتحقير، ومقاومتها وعدم اتباعها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.