أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : والدتي تعاني من هلوسة واضطراب وجداني... فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمي نور حياتي، بلغت من العمر 63سنة، حياتها طبيعية، تحن علينا كثيرا, لكن تأتي عليها حالة تستمر معها شهرا أو أكثر بقليل ثم تشفى وترد إلى طبيعتها، هذه الحالة تأتي بدون موعد, أحيانا تأتي كل ثلاث سنوات أو اثنتين، وسابقا وحسب قول رضيعتي الكبيرة تأتي بعد خروج الأوراق أو تساقطها من الشجر، وقد تطول المدة حتى تأتي هذه الحالة.

علما أنها تستمر لشهر أو أكثر بقليل، ( وهي الآن في هذه الحالة وفي وسطها تقريبا), أما وصف الحالة عموما فتكون ( أولا في بداية الحالة تكون عصبية المزاج كثيرا، لا تسيطر على عصبيتها، مستعدة للتصادم بالكلام فقط مع أي أحد حتى مع من يناصحها – كثيرة الكلام والنصائح، وإذا تناقش اثنان تتدخل وتبدي رأيها، وتصر عليه! ثم تقول (بكيفكم ) وهي منزعجة -.

كثيرة الحركة في البيت، ترتب حاجياتها مثل ملابسها، أو فرشتها أكثر من مرة، حتى ولو كانت مرتبة تعيد ترتيبها، وتنظف نفسها على غير طبيعتها، وتتأخر خصوصا في الحمام والمرافق من كثرة التغسيل!

بعد أن أحقنها ( إبر النيروبين مرة كل يومين) والآن أستخدم حبوب النيروبين لرفضها الإبر مع الفولتارين لقلة نومها, فتخف العصبية قليلا لكنها تفكر كثيرا بالماضي، وتتكلم عن نفسها وعن إخوتها في ماضيها، وكيف كانت، ثم بعد ذلك بأيام يقل كلامها، لكن يزداد تفكيرها داخل نفسها بالماضي كثيرا، وتقول لا أستطيع أن أقف عن التفكير لا أسيطر عليه، وهذا التفكير يكون في ما فقدت كأبيها وأمها وأخواتها.

خصوصا تأثرها في أخيها الشاب الذي فقدته في الحرب العراقية الإيرانية قبل حوالي 26 سنة، وابنه الذي توفي قبله إثر سقوطه من السلم.

تستمر الحالة، وهنا تكون حزينة، قليلة الكلام والحركة، مقارنة ببداية الحالة، لكنها تبقى تفكر كثيرا بالماضي، وهذا الذي يؤذيها ويؤذينا، وهي لا تخرج من غرفتها إلا لقضاء حاجتها، وعند سؤالنا لها تقول لا أريد أن أرى بشراً.

تشتكي قليلا من ضيق في تنفسها، وسابقا أي قبل حوالي 15سنة تقريبا وصف لها دكتور نفساني حبوب ليديوم، لم نعطها إياه منذ سنوات، وعندما أتت عليها هذه الحالة، لكن منذ سنتين تقريبا أعطيناها اللوديوم، ونعتقد أنها غافلتنا وأخذت من الحبوب فوق الحاجة فأصابها الطنين في الأذن، والتخيلات، وتتحدث عن أشياء غير موجودة، وأصوات رجال يركبون على الخيول ويحملون السيوف، وغير ذلك من التخيلات والخوف... الخ وهي مستيقظة, فلم نعطها اللوديوم في حالتها الجديدة هذه الأيام.

علما أن حالتها حسب قول أقاربها تأتي منذ أن كانت في الدراسة الثانوية أو أكثر، هذا ما نعلمه عن حالتها، علما أن لها قريبة (عمرها20سنة) مصابة بأعراض أشد منها تقريبا.

أرجو منكم بعد الشكر والتقدير ما يلي:
- ما هو مرضها بالضبط؟
- ما هو علاجها بالضبط وبالمقادير؟ (علاج لا يسبب أعراضا شديدة قدر الإمكان.
- وهل النيروبين (الحبوب) مع الفولتارين جيدة أم أوقفها؟ وما جرعتها إذا كانت مفيدة بعد شفاء الحالة؟

مع التقدير والاحترام، وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أحسنت وصف حالة والدتك، وحقيقة من حيث التشخيص هنالك مؤشرات قوية تدل أن والدتك مصابة بحالة نفسية تعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والذي يأتيها هو نوبات هلوسة بسيطة، ذات طابع موسمي، وهذا النوع من الاضطراب الوجداني يعتبر من الدرجة الثالثة، أي من النوع البسيط أو الخفيف.

هذا هو أقرب تشخيص حسب المعلومات المتوفرة والتي زودتنا بها، لكن ضوابط الجودة الطبية النفسية السليمة يتطلب أن يتم فحص المريض بواسطة الطبيب، لأن الطبيب يستطيع أن يلاحظ أمورا لا يعرفها إلا صاحب الخبرة، وحتى طريقة جلوس المريض وطريقة كلامه وانفعالاته ودرجة تواصله الاجتماعي، مكونات أفكاره، أشياء كثيرة جدًّا ومهمة حقيقة للتأكد من التشخيص، لكن كما ذكرت لك حسب المعلومات المتاحة فحالتها حالة معروفة، وهي من درجة بسيطة، وعقار نيورازين بالرغم من أنه من الأدوية القديمة لكنه يفيد في تحسين النوم وتقليل الحركة، ويساعد أيضًا في التحكم في الانفعالات السلبية.

هنالك أدوية أفضل من النيورازين، منها العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (أولانزبين) هذا من الأدوية الجيدة جدًّا، ويتم تناوله بجرعة خمسة إلى عشرة مليجرام ليلاً، ويعطى الدواء في بداية ظهور المؤشرات الأولى للحالة المرضية، وبعد أن يتم الشفاء يجب أن يتم الاستمرار على الدواء لمدة شهرين.

هنالك أدوية أخرى تسمى بمثبتات المزاج، ومنها عقار يعرف تجاريًا باسم (تجراتول) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (دباكين كرونو) تعتبر أيضًا مطلوبة في مثل هذه الحالات.

أما الفالتارين فليس له علاقة بالحالة النفسية، هو دواء يستعمل لعلاج الآلام الجسدية.

أنا حقيقة أفضل أن تعرض والدتك على طبيب، وأنا أقدر تمامًا الظروف التي يعيش فيها أهل العراق، لكن إذا كان هنالك إمكانية بأن تقابل طبيبا نفسيا، ويمكنك أن تطلعه على محتوى الإجابة المرسلة لك، ووجهة نظرنا حول التشخيص ومقترحاتنا فيما يخص العلاج الدوائي، وقطعًا الطبيب سوف يكون في وضع أفضل مني كثيرًا في أن يحدد الأمور بدقة أكثر.

إذا لم يتيسر الأمر – أي كانت مقابلة الطبيب صعبة – فهنا يمكن أن تتحصل على عقار الأولانزبين ويمكنها أن تتناوله، وهو دواء جيد وفاعل وسليم، وفي معظم الدول لا يحتاج إلى وصفة طبية.

بالتأكيد الجوانب العلاجية والتأهيلية بالنسبة للوالدة من تغيير نمط الحياة، أن نشعرها بالتقدير والبر والاحترام، هذا أعتقد أنه مهم، وأن نتجنب الأمور التي تثير انفعالاتها، هذا أيضًا سوف يساعدها، وإذا قامت أيضًا بإجراء فحوصات طبية روتينية أعتقد أن ذلك أمر جيد، التأكد من نسبة الدم، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، هذه كلها متطلبات طبية بسيطة، وتمثل قاعدة صلبة لأي تحرك طبي إيجابي، خاصة فيما يخص التشخيص وكذلك العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك أخي الكريم على كلماتك الطيبة هذه، واهتمامك بوالدتك، ونسأل الله لها العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1031 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2290 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2087 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1727 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ
أرغب بدواء مضاد للذهان، أرجو المساعدة. 2117 الأحد 12-07-2020 01:04 صـ