أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اكتئاب مفاجئ بعد تنظيم جيد للعلاج، لماذا؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

دكتور: لقد سبق وأن تواصلت معك بعدة استشارات، أنا باختصار لدي أعراض مرض الاضطراب الوجداني، وآخذ له علاج سيروكويل 200 ملغرام يومياً، آخذها مرة واحدة فقط قبل النوم، - والحمد لله - منذ سنة كاملة آخذه تقريباً وأنا مرتاح له جداً، ولا أستطيع أيضاً أن أنام إلا عليه.

أنا أدرس الطب البشري في جامعة دمشق، وذهبت إجازة إلى أهلي في السعودية - والحمد لله - كنت بخير، لكن عندما رجعت إلى سوريا لكي أقدم الامتحان وبظروف السفر في الباص، حيث ظللت يوماً ونصف اليوم في الباص، من الرياض إلى دمشق، وقلة النوم، أصبحت آخذ السيروكويل 200 ملغرام حوالي مرتين في اليوم الواحد، بصورة غير منظمة، لكي أنظم النوم من جديد، يعني في اليوم آخذ 400 ملغرام.

فجأة من بعد يوم واحد من وصولي من السفر أتاني اكتئاب من متوسط إلى حاد الشدة، وذلك بتوقيت من الساعة 3 الفجر إلى 8 صباحاً، وصار لي على هذه الحالة يومان، بحيث من الساعة 3 الفجر إلى 8 صباحاً، يعني 5 ساعات في هذه الفترة، تتناوب نوبات الاكتئاب، بحيث تصير حادة بعدها فجأة تختفي نوبة الاكتئاب، وفجأة يصير اكتئاباً متوسطاً وبعدها أصير طبيعياً ... وهكذا، فأنا متقلب جداً في المزاج في هذه الفترة بالذات.

أيضاً صار عندي ضعف شهية في الأكل بشكل عام، ونحن الآن بشهر رمضان، ولا أشتهي أي شيء، سواء في الفترة التي فيها اكتئاب أم غيرها، وبعكس السابق، حيث كنت شرهاً بالأكل، وخصوصاً السيروكويل الذي تسبب في زيادة بالوزن وزيادة في الشهية.

صار لي يومان على هذه الحالة، وخصوصاً في اليوم الثاني لم أستطع التحمل، فبكيت حوالي نصف ساعة في هذه الفترة من 3 الفجر إلى 8 الصبح، حتى إني ذهبت لصديقي وقام بتهدئتي! ثم بسرعة ذهبت إلى الكمبيوتر لأكتب لكم حالتي لكي لا تتطور، وتعطوني العلاج السريع، والله أنا خائف أن أنتكس، وإذا انتكست والله لأرسبن هذه السنة، لأني الآن في فترة امتحانات.

أريد أعرف لماذا حصل معي ذلك؟ رغم أنه صار لي سنة كاملة آخذ سيروكويل من دون أدنى مشكلة، ولا حتى أي نوبة اكتئاب جائتني.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحين تذكر أنك تعاني أعراض مرض الاضطراب الوجداني، الذي أفهمه أن هذا التشخيص قد قام به طبيب مختص، فإذا كان الأمر على هذا الحال، أي أن التشخيص تشخيص مؤكد وبواسطة الطبيب النفسي المختص، فأقول لك إن الاضطراب الوجداني - بما أنه ثنائي القطبية – في بعض هذه الحالات ربما تأتي هذه النوبات الاكتئابية أو حتى الهوسية وتكون عارضة جدًّا، وبفضل من الله تعالى لا تستمر لفترة طويلة، ويعرف أن صاحب الحالة يكون متوائمًا معها، ويعرف أن الاكتئاب قد أتاه ولكن في ذات الوقت يُدرك تمامًا أن فترته محدودة وسوف ينتهي وينجلي، ويعيش حياته بصورة طبيعية، وهذا يساعده فعلاً على أن تنحسر الموجة الاكتئابية في أقرب وقت ممكن.

إذن على هذا السياق: هذه النوبة الاكتئابية البسيطة التي أتتك هي من طبيعة هذه الحالة، ولا أريد أبدًا أن تبني في فكرك وتأخذ في بالك أن هذه تعني انتكاسة، هذه ليست انتكاسة، هذه مجرد هفوة وجدانية تحدث في مثل هذه الحالات، وربما يكون إجهاد السفر وتغيير المكان والزمان قد لعب دورًا في أن تأتيك هذه الحالة، وذلك من خلال عدم انتظام بسيط في كيمياء الدماغ، والشيء المطمئن في حالتك أنها تبدأ فجأة ثم تنتهي فجأة، هذا في حد ذاته يدل أن الحالة غير مطبقة، وأنها لن تستمر كثيرًا.

أتفق معك تمامًا السوركويل بجرعة 400 مليجرام سيكون هو العلاج الجيد بالنسبة لك، لكن أريدك أن تتناول مائة مليجرام مع السحور وثلاثمائة مليجرام – تناولها كجرعة واحدة – في المساء قبل النوم، هذا سيكون أفضل كثيرًا لك، لأن الجرعة المسائية من السوركويل سوف تؤدي إلى ارتفاع مستوى الدواء في الدم في الفترة التي ذكرتها، وهي من الثالثة إلى الثامنة صباحًا، وهذا يؤدي - إن شاء الله - إلى اختفاء هذه الظاهرة الاكتئابية المؤقتة، وفي نفس الوقت يتحسن النوم لديك.

لا أريدك أبدًا أن تستعجل في تناول دواء مضاد للاكتئاب، لأن الأدوية المضادة للاكتئاب غير مستحسنة في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حيث إنها قد تؤدي إلى تكرار الانتكاسات المرضية، والسوركويل نفسه يعتبر بجانب أنه مثبت للمزاج ومانع للهوس، يؤدي أيضًا إلى زوال الفترات والنوبات الاكتئابية البسيطة.

أمر آخر مهم جدًّا: لا أريدك أن تفكر التفكير النمطي في أن هذه الحالة سوف تأتيك بصفة يومية وحتمية بين الساعة الثالثة والثامنة، لا ... لا تتوقع هذه الحالة، هذا مهم جدًّا، لأن توقع الأشياء كثيرًا ما يؤثر علينا سلبيًا وذلك من خلال التأثير الإيحائي.

عش حياتك بصورة طبيعية، وأكثر من مزاولة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وفي هذه الأيام الطيبة ركز على العبادة، ومن المهم أيضًا أن لا تجهد نفسك، وخذ قسطاً كافيًا من النوم، لأن النوم مهم جدًّا، واضطراب النوم هو أحد البوابات الرئيسية التي يدخل من خلالها الاكتئاب، وأطمئنك مرة أخرى أن الحالة عارضة ومؤقتة، وأن السوركويل هو الأفضل بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1045 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2331 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2097 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1748 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ
أرغب بدواء مضاد للذهان، أرجو المساعدة. 2130 الأحد 12-07-2020 01:04 صـ