أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، وأن يزيدك خيرًا على ما أنت فيه من الخير.

ما سمعته أيها الحبيب من الشيوخ وأنه يجب على الإنسان أن لا يرى أنه مستحقاً للنعمة كلام صحيح، ومقصودهم بهذا أن كل نعمة يعيشها الإنسان تنزل به فهي فضل من الله عز وجل محض وتكرم منه سبحانه وتعالى لا يستحقها هذا الإنسان، فإنه ليس له على الله عز وجل حق واجب، بل الأمر كما قال الله جل شأنه: {وما بكم من نعمة فمن الله} فكل النعم من الله عز وجل هي تفضل وتكرم، فهو الذي أوجدنا بفضله، وأمدنا بأرزاقنا وما نحتاجه، وأعدنا بما نحن فيه من آلات من سمع وبصر وغير ذلك، فكل ما نحن فيه من الخيرات ومن نعم هي فضل من الله عز وجل محض، ونحن لا نستحق على الله عز وجل شيئًا من ذلك.

ولا يصح أبدًا أن يرى الإنسان نفسه أنه مستحق لتلك النعمة، فإن ذلك شأن المتكبرين الجاهلين الذين لا يعرفون ربهم ولا يعرفون أقدار أنفسهم كما قال قارون عن نفسه بعد أن رزقه الله عز وجل ما رزقه: {قال إنما أوتيته على علم عندي} بينما العارفون بربهم والعارفون بأنفسهم مهما أعطاهم الله عز وجل وبسط لهم من أنواع الخيرات يعرفون أن ذلك محض فضل الله تعالى، كما قال نبي الله سليمان حين أتاه الله عز وجل ما أتاه من الملك الذي لم يؤته أحدًا من العالمين، قال: {ذلك من فضل ربي} فأعاد الفضل إلى الله سبحانه وتعالى واعترف بأن هذا محض فضل وتكرم من الله {ليبلوني أأشكر أم أكفر}.

فهذا هو مقصود الشيوخ بهذه المقولة، وهي مقولة حق بلا شك، وأنت عندما تحصل على شيء من نعم الله تعالى ينبغي أن تدرك بأن هذا تفضل من الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لك الأسباب التي بلغت بها هذه النعمة، فإذا نجحت في اختباراتك وتفوقت فيها فينبغي أن تدرك أن هذا إحسان من الله تعالى وفضل، حيث أمدك بهذه القدرات العقلية التي مكنتك من استيعاب هذه الدروس وحفظ هذه المواد، ولولا فضل الله تعالى ما استطعت أن تجلب لنفسك شيئًا من ذلك الخير.

وبهذا الإحساس أيها الحبيب تكون مؤديًا لهذا المعنى العظيم، وإذا عشت في ظلال هذه المعاني فإنك بذلك تجر لنفسك مزيدًا من نعم الله، فإن نعم الله تعالى إذا شُكرت زادت، كما قال الله سبحانه وتعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والمزيد من النجاح والسداد.