أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياح المسك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة التمسك والثبات على الدين وحبل الله المتين، نسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعًا على المحجة البيضاء.

ما تعاني منه هو مجرد مخاوف نسميها بالمخاوف البسيطة، ولديك أيضًا درجة بسيطة مما نسميه بالمخاوف الاجتماعية. هذه المخاوف هي نوع من القلق النفسي، والقلق يأتي لكل إنسان، يأتي للبر والفاجر والغني والفقير والأبيض والأسود والذكر والأنثى، وهو ليس دليلاً أبدًا على ضعف شخصيتك أو قلة في إيمانك، هي حالات نفسية بسيطة نعتبرها ظواهر ولا نعتبرها أمراضًا.

الشيء الذي أنصح به في مثل حالتك هو أن تتناول عقاراً يُعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وله مسميات تجارية أخرى، فاسأل عنه تحت اسمه العلمي، وأرجو أن تتناوله فهو أفضل بكثير من الميرتازبين، لأن الميرتازبين دواء معالج فقط للاكتئاب وتحسين المزاج وتحسين النوم، أما السيرترالين فهو من الأدوية الممتازة جدًّا في علاج المخاوف خاصة النوع الذي تشتكي منه.

ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبتين يوميًا، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً، أو تتناولها بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، الجرعة بحبة واحدة تعتبر هي الجرعة التمهيدية، أما جرعة الحبتين فهي الجرعة العلاجية والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم، وهذه هي الجرعة الوقائية، ثم تنتقل وتتناول الدواء حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر.

الجرعة الوقائية لابد أن تكون مدتها ستة أشهر ويجب أن لا تقل عن ذلك. كما ذكرت لك لتمهيد من التوقف التدريجي عن الدواء تناوله بمعدل حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، أرجو أن تطمئن أن هذا الدواء دواء فعال وسليم وغير إدماني وغير تعودي، وهو يعمل من خلال البناء الكيميائي، وهذا يحتم أن تتناوله بصورة منتظمة حتى تجني فائدته بإذن الله تعالى، وهو سليم جدًّا كما ذكرت لك.

بقية الأسس العلاجية الأخرى، هي: أن تحقر فكرة الخوف، أن تتجاهلها تمامًا، أن تلجأ إلى المواجهات بقدر المستطاع، أن تُشارك المشاركات الاجتماعية مثلاً ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، فيها تفاعل إرادي وغير إرادي، يقلل كثيرًا من المخاوف أيًّا كان نوعها.

يجب أن تحقر فكرة الخوف من الليل والخوف من الظلام ومن الطائرة والسيارة، هذه كلها نعم من نعم الله، ويتعاطى معها ملايين البشر، فلماذا لا تكون أنت أيضًا واحدًا منهم، ودائمًا كن حريصًا على دعاء الركوب، حين تركب الطائرة أو السيارة، فآثاره العلاجية الإيجابية معروفة جدًّا.

يجب أن تغير من نمط حياتك، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي، وفي ذات الوقت سوف تجد أن مهاراتك الاجتماعية قد بدأت في التطور.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ) .

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.