أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فعقار (ليريكا) والذي يعرف (pregabalin) هو من الأدوية المستحدثة نسبيًا، وهذا الدواء في الأصل من الأدوية التي تعالج مرض الصرع، ولكن اتضح أيضًا أن له فوائد كبيرة جدًّا لعلاج بعض الحالات التي تؤدي إلى آلام جسدية، مثل الألم الطرفي المتعلق بالأعصاب، والذي يسببه مرض السكر، وكذلك أنواع معينة من الصداع، كما أنه يعالج الحالة التي تعرف باسم (فايبروميلاجا fibromulagia) وهي حالة تصيب حوالي أربعة بالمائة من الناس، وتتميز بوجود آلام جسدية عامة، وشعور بالخمول والتكاسل، وربما عسر في المزاج، وأسبابها غير معروفة.

الدواء من الأدوية الجيدة، ومن أكثر آثاره الجانبية أنه ربما يؤدي إلى شعور بالخمول والنعاس في بقية الأمر، وفي حالات نادرة ربما يسبب حساسية، لكن بخلاف ذلك ليس له آثار جانبية واضحة.

بالنسبة لزيادة الوزن: هذا الدواء يمكن أن يزيد الوزن لكن ليس زيادة شديدة أو مطردة، هذه الزيادة تحدث في بداية العلاج، وبعد ذلك تتراجع.

السؤال حول هل الدواء إدماني أم لا؟ هذا سؤال جيد ومهم جدًّا، لأننا في هذه الأيام في حالة نقاش مستمر نحن ومجموعة من الزملاء حول هذا الأمر.

بصفة عامة: الدواء لم يعرف عنه أنه دواء إدماني حتى للدرجة التي يمكن أن يتحصل عليها الإنسان دون وصفة طبية، لكن لوحظ أن مشتريات هذا الدواء قد ارتفعت جدًّا في الصيدليات بالرغم من تكلفته المرتفعة نسبيًا، وتم رصد هذا الأمر، واتضح أن هذا الدواء يعطي بعض الناس شعورا بالارتياح النفسي النسبي، وهنا يحدث انجذاب للدواء، لا نقول أنه إدماني، لكن هذا أيضًا يعتبر عرضًا مزعجًا نسبيًا، وفي ظل الدواء تحت الرصد والمراقبة وسوف نستقصي من الذين يتعاطون هذا الدواء ونضع قياسات واستبيانات معينة للتأكد من حقيقة إدمانيته أم لا.

أنا أنصح دائمًا باستعمال الجرعة الصغرى في هذا الدواء وليست الجرعات الكبيرة.

هنالك أدوية بديلة لعلاج الصداع، ولكن لا يعتبر دواءً جيدًا لعلاج الصداع النفسي في الأصل، الصداع النفسي يعالج عن طريق تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة، إزالة أسباب التوتر، وتناول الأدوية البسيطة مثل الفلوناكسول أو الموتيفال أو الدوجماتيل، وإذا كان هنالك عسر في المزاج مصاحب يمكن للإنسان أن يتناول أحد مضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة.

الدواء المطابق لليريكا هو (نيورانتين) هذا مطابق لليريكا في فعاليته، وهو قريب جدًّا من حيث مكوناته الكيميائية لليريكا، وهو أقل سعرًا من الليريكا، ويزيد الوزن لكن بسبة أقل كثيرًا، فإذا أردت أن تجربه فلا مانع من ذلك، وإن أردت أن تتخير الخيارات الأخرى التي ذكرناها لك فهذا قد يكون أمرًا جيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.