أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي يستخدم التورية كثيرا حتى بت لا أصدقه ولا أثق به، فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة اله و بركاته
أنا متزوجة منذ أربع سنوات تقريبا بعد قصة حب جميلة حاولنا أنا وزوجي خلالها ألا نتعدى حدود الله.

زوجي رجل ملتزم والحمد لله وأنا أيضا إلا أني أحس أن إيماني شهد فتورا مؤخرا وأصبحت عباداتي مقتصرة على الفروض.

أنا الآن لدي ثلاثة أطفال ومشكلتي بدأت قبل ولادتي الأولى بشهر أي بعد سنة تقريبا من الزواج وهي تنقسم لعدة أجزاء.

أولا: أجد أن زوجي يخفي عني الكثير من الأمور وعندما اسأله عن أمر لا يجيبني أو يستعمل المعاريض، وقد اكتشفت ذلك عدة مرات مما جعلني أفقد الثقة في زوجي ولا أعرف غالبا إن كان يحدثني بصدق أم بالتورية وإني عازمة إن شاء الله أن أحدثه في ذلك ولكن بطريقة عامة.

فأعلمه أن المعاريض إذا اكتشف أمرها فهي مثل الكذب تدخل الشك وعدم الثقة للقلوب، ولا أعرف إن كانت هذه الخطوة صحيحة أم أنها قد تغضبه وتثيره.

ثانيا: في نفس هذه المدة تغير زوجي فلم يعد يعاشرني إلا بعد مدة طويلة شهر شهرين أو أكثر، ولا أعرف إن كان هذا الأمر عاديا لرجل في أول الثلاثينات ولا يعاني من أي مشكلة جسدية، وحتى عندما أبادر أنا بالطلب أو أهيئ له نفسي فإنه يصدني، ثم إن زوجي أصبح لا يطيق مجالستي ولا يمضي معي إلا القليل من الوقت ويشغل نفسه بالتلفاز أو يتجاهلني.

كلمته في هذا الأمر وأخبرته بأن هذا يؤذيني وبأنه وضع غير عادي ويبعث على القلق، فأحسست تغيرا وإقبالا علي (أحس أنه يجبر نفسه على ذلك)، لمدة صغيرة ثم عادت نفس المشكلة.

كان في البداية يتحجج بمشاكل العمل ثم حلت هذه المشاكل، وبقي الحال على ما هو عليه وأصبح يتحجج بالتعب من العمل مع العلم أننا نقوم بنفس العمل وهو ليس مرهقا لهذه الدرجة، كما أننا والحمد له من الميسورين وليست لدينا أية مشاكل مادية ومع ذلك فأنا أساعده في الإنفاق حتى لا أكثر الطلبات.

علاقتي مع أهله والحمد لله على خير ما يرام وهو يعلم أني أحب والديه وأنهما يحباني ويثنيان علي، وكذلك مع كل إخوته وأنا أتودد إليهم إكراما له.

أعترف أن عملي يلهيني أحيانا عن التزين أو الاعتناء ببيتي، وقد أخبرت زوجي أني مستعدة لتركه إن كان يتأذى من ذلك، فرفض أن أترك عملي في الوقت الحالي وقال أنه يتفهم ذلك.

ثالثا: أحس بأن الشك والغيرة سيقتلانني فقد أصبحت كثيرة الشك في أن زوجي متزوج بأخرى وهو يعرف أني لا أستطيع أن أعيش في وضع التعدد (إنه ليس إنكارا لشرع الله ولكني لا أحب أن أعيشه)، وما زاد في شكي أن زوجي تحدث مرات عن التعدد كسنة، وأحسست أنه يرغب فيه لكني أوضحت له رأيي فلم يكلمني في ذلك مرة أخرى.

وقد جعلني هذا الشك كثيرة الأسئلة والبحث وقد أجد أحيانا أن زوجي لا يخبرني الحقيقة.

وقد أخبرتني امرأة، هي لا تعرفه جيدا رأته مرتين أو أكثر، مع امرأة أخرى يتسوقان.

أريد أن اسأله ولكني أخشى أن يغضب إن لم يكن الأمر صحيحا، كما أني لم أعد أصدقه وأعرف أن إنكاره لن يفيدني كثيرا.

أنا أكاد أجن ولم أعد أستمتع بأي شيء، وقد أثر هذا على عملي وأعصابي فأرشدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ommed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح لك زوجك، وأن يُصلح ما بينك وبينه، وأن يوفقكما لتجاوز تلك العقبات والتخلص من هذه التحديات، وأن يعيد إليكما الأمن والأمان والاستقرار، والسعادة في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فإنه مما لا شك فيه أن هذه التغيرات التي ذكرتها في رسالتك تغيرات مزعجة وغير مريحة، وتؤدي فعلاً إلى أن يفقد الإنسان أعصابه، بل وقد يُصاب بعدد من الأمراض النفسية التي قد يتعذر علاجها في المستقبل، وأرى أن هذه التصرفات مجتمعة تصرفات غريبة، وهي فعلاً تنم على عدم وضوح في إظهار الأمر، وعلى عدم مصداقية في العلاقة الزوجية فيما بينك وبين زوجك، وأن هناك أمرًا يُخفيه عنك، سواء كان ذلك بالنسبة للنقطة الأولى أو فيما يتعلق بالنقطة الثانية وهي عدم إقباله عليك كما كان سابقًا، خاصة وأنه كما ذكرت ليس لديه أي عذر يحول بينه وبين ممارسة العلاقة الخاصة بنوع من الانتظام، ومسألة الشهر والشهرين فعلاً مسألة بعيدة جدًّا، خاصة وأنك تبدين له رغبتك وهو يتعاطف معك أحيانًا لمجرد التعاطف فقط، ولكنه لا يفعل الشيء رغبة فيك أو محبة فيك.

كذلك أيضًا فيما يتعلق بقضية التعدد وغير ذلك، وأنا أرى أن هذه المشاكل مجتمعة ليس لها من حل إلا المواجهة.

أنت الآن تخافين أن تتكلمي معه حتى لا تزعجينه وحتى لا يغضب عليك، هذا كلام جميل ورائع، ولكن هل تتصوري أنك سوف تستمر بك الحياة مع هذا الضغط النفسي وهذا الضغط العصبي وهذا الإزعاج وعدم الثقة والخوف والحرمان؟

أعتقد أن عدم المواجهة هو المرض الحقيقي، لأن المواجهة سوف تضع النقاط على الحروف، وسوف يترتب عليها واحد من اثنين: إما أن تستقيم الأمور وأن تُظهري له كل ما في نفسك وكل ما تأخذينه عليه من مآخذ، وتضعي النقاط فيها على الحروف إما أن نكون أو لا نكون، وهذا الأمر سوف يريحك تمامًا، بل أتصور أنك ستقولين: يا ليتني كنت فعلت ذلك من فترة طويلة، لأنك بذلك ستضعين حدًّا لهذه الحالة السيئة ولهذه العلاقة المنهارة الهشة.

والخيار الثاني وهو: أن الحياة الزوجية تتوقف، وأعتقد أن هذا الأمر لو أنكما ظلت العلاقة بينكما على ما هي عليه الآن فسوف تتوقف نهائيًا، وسيأتي يوم تتوقف الحياة ولابد، لأنها ليست حياة بالمعنى الحقيقي للحياة، وإنما هي صورة باهتة لحياة يظن الناس أن أهلها سعداء، في حين من أشقى الأشقياء.

فأنا أقول بارك الله فيك: لن تخسري كثيرًا حقيقة لو أنك تكلمت مع زوجك الآن وأبديت له مكنون نفسك، وأنا أقترح أن يكون هذا الأمر بينك وبينه في جلسة عاطفية شاعرية تجمعكما أنتما فقط بعيدًا حتى عن الأولاد وعن غيرهم، ثم بعد ذلك تقولين له: (هل لي أن أفضي إليك في نفسي من مآخذ) ثم تذكرين وتحاولين أن لا تستسلمي بسهولة، أتمنى أن تتحلي بقدر كبير من الصبر والحلم وسعة الصدر، ولكن في نفس الوقت لا تتركي حقًّا من حقوقك إلا ولابد أن تعلمي أين هو وكيف يتم تحقيقه.

أنت بذلك تساعدين في حل المشكلة بسرعة، لأن هذه المشكلة هي الآن تزداد مع الأيام سوء، وأنت غالبًا تكونين الضحية، لأنك بذلك سوف تفقدين كل يوم مساحة من الأرض التي تلعبين عليها، وسوف يأتي يوم تخرجين من حياته نهائيًا، بل وقد تجدين نفسك في قارعة الطريق وليس هناك أحد يقف معك أو يدافع عنك.

فأنا أرى بارك الله فيك - وهذا اقتراحي - أن تتطوعي إلى الله تعالى بصيام يوم كصوم الاثنين والخميس أو الأيام البيض، وأقترح أيضًا أن تتبعي هذا الصيام بقيام ليلة ولو لمدة نصف ساعة أو ساعة أو أكثر أو أقل، تتوجهين إلى الله تبارك وتعالى في هذا اليوم وتلك الليلة بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح الله ما بينك وبين زوجك، وأن يشرح صدره لاستيعاب كلامك، وأن يحمله على المحمل الحسن، وأن لا يسيء فهمك، هذا ينبغي أن يكون دعاءك حتى نتجاوز هذه المسألة بإذن الله تعالى بسهولة ويسر.

ثم بعد ذلك بارك الله فيك: أتمنى أيضًا أن تكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي قال له: أأجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذن تُكفى همّك ويُغفر لك ذنبك).

فأنا أتمنى أن تجتهدي من الآن في كثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية قضاء الحاجة، وكذلك في كثرة الاستغفار، فإنك بذلك تستعينين بالله العلي الأعلى جل جلاله، وفوق ذلك الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، لأنك تعلمين أن الصائمين لهم دعوة لا ترد، وأن القائمين لهم منزلة عند الله لا يبلغها إلا من قام بمثل صنيعهم. فأرى أنها فرصة متاحة تتوجهين فيها إلى الله تعالى بالدعاء والإلحاح على الله، ومن الممكن أن تصومي يومًا أو أكثر، المهم أن تجتهدي في هذه العبادة، لأن النبي أخبرنا عليه الصلاة والسلام أن للصائم دعوة لا ترد.

ثم بعد ذلك ابدئي في مواجهة زوجك بهدوء ولطف ورق، لأن الرق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، وحاولي أن تضبطي أعصابك، وأن لا تثوري، لأن الثورة هذه دليل ضعفك، ولكن لا تثوري أبدًا حتى وإن كانت النتائج غير مرضية.

فيما يتعلق بالنقطة الأولى والنقطة الثانية والثالثة: حاولي، قولي له (أنا ما أحببت أن يدخل بيني وبينك أحد، لأني اخترتك بقلبي واخترتك بعاطفتي وعقلي، وأنت فعلت ذلك، فلا أريد حقيقة لهذا الحلم الجميل أن يتم تدميره بأيدي من كان أساسًا في وجوده) وتكلمي معه ما بين العاطفة والرقة وما بين العقل والمنطق، وسوف تخرجين بالنتيجة التي سوف يترتب عليها استمرار العلاقة وتحسين أدائها بإذن الله تعالى.

اطرحي عن بالك فكرة الطلاق مطلقًا ولا تفكري فيها نهائيًا، لأن تفكيرك فيها سيجعلك تطرحينها وسط الكلام، وبذلك تكونين قد أعطيته سيفًا يذبحك به، ولكن قولي له (استبعد تمامًا فكرة الطلاق، وأنا أريد أن أصحح المسيرة من الداخل، فساعدني على ذلك).

أسأل الله تعالى أن يقدر لك خير حيث كان وأن يصلح ما بينك وبين زوجك.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ 3185 الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ 2672 السبت 11-07-2020 08:59 مـ
أعاني من الوحدة والاحتياج العاطفي لانشغال زوجي الدائم، أفيدوني. 6749 الاثنين 06-07-2020 02:24 صـ
أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني 1846 الخميس 02-07-2020 04:30 صـ
زوجي يخاصمني لفترات طويلة بلا سبب، فماذا أفعل؟ 2537 الأربعاء 01-07-2020 05:40 صـ