أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تحدثت مع شاب بقصد الزواج وأخطأت معه وتركني وحزنت.. فما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب إليكم ودموعي تسيل ندما واستحقارا لنفسي، وأكتب إليكم بعد أن حرقني الندم، وقتل الألم والذل حياتي وشخصيتي.

أنا فتاة أبلغ من العمر (26) أعمل في مؤسسة توريد، وتصدير، كنت -والحمد لله- دائمة لذكر الله، وأقرأ القرآن، وأكثر من التسبيح والتهليل، تعرفت على شاب وأحببته.

في بداية الأمر خفت، ولكن مع الأيام تجرأت وبدأت أخطبه في التليفون بالساعات تقريبا، جميع وقتي أتحدث معه في الهاتف، أحسست بأني مالكة له، وتجرأت على أن صرت أتحدث معه عن الأشياء الجنسية في الهاتف، وكنا نتخيل مع بعضنا أمورا جنسية، وتجرأت على أن أكتب له على ورقة بعض الأفعال الجنسية التي أريد القيام فيها معه عندما نتزوج!

ابتعدت عن الذكر والقرآن، وأصبحت نادرا ما أقرأ القرآن، وحدث معنا أن اكتشفت أمه وأخواته علاقتنا، وذلك بسبب تلك الرسالة البذيئة التي أرسلتها، ولكن لم تتكلم إلا عندما أخبرها أنه يريدني زوجة، فقالت إني لا أصلح له، لأني فاسقة.

فقدت احترام أهله لي، وتهجّمت أمه وأخواته عليّ بأسوأ الكلمات، ولقد ندمت لأني رخصت من نفسي وذاتي، واعترفت لأمي بما حصل إلا أني لم أستطع أن أخبرها بمكالمتنا الفاضحة والرسائل الخليعة.

تفاجأت بأمي تخبرني بأنه أتى إلى البيت وأنا في العمل، لكي يتأسف مما بدر من أهله، ويريد أن يخبرها أنه عندما يجمع مهري أن يأتي لخطبتي، ولكن أمي رفضت ذلك، وقالت لا أعطيك ابنتي ما دامت أمك رافضة حتى لو كنت ابن ملك من الملوك.

مضت الأيام وتوقفنا عن المحادثة، وعدت إلى ربي من جديد، ولكن تفاجأت بمكالمة منه يخبرني بأنه يريد أن يعيد لي كل الرسائل التي أرسلتها حتى أرتاح وأسامحه على الوضع الذي تسبب فيه لي، وفعلا أرسلت إليه شخصا وأرسل كل الرسائل.

الرسائل جعلتني كالغبية، أعود في علاقة غرامية جديدة معه، فيها من الوعود الكثير الكثير، وأنا صدقته ولكن للأسف تركني بعدها بسنة، لكي أكتشف أنه خطب فتاة غيري، وانهرت كثيرا، والحمد لله، رجعت إلى ربي ولكن لا أستطيع نسيانه أو نسيان الذل الذي ألحقته بنفس، وأنا أعلم أني لم كنت احترمت نفسي، لكن هذا الشخص قدرني، وحارب لأجلي.

أنا أشعر بالذنب، وحالتي لا يعلم بها إلا الله، ساعدوني على حل مشكلتي ألا وهي نسيانه ونسيان ما حدث!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالندم على الماضي هو الموقف المطلوب في مثل هذه الأحوال، ولابد أن يكون ندمًا شديدًا، وأن لا تعودي له مطلقًا، وأن تسألي الله تعالى أن يغفر لك ما بدر منك، وهذا هو نهاية الأمر، والندم توبة كما قال النبي صلى الله عليه ويسلم، وليس هنالك ما يطلب أبدًا في هذه المواقف غير ذلك.

الندم يجب أن يكون ندمًا حقيقيًا، وأن تكوني صارمة مع نفسك، وأن تصححي مسارك، والإنسان قد تزل قدمه، وقد يقترف أخطاء وقد تحدث انحرافات، وهناك ذنوب تُرتكب، لكن رحمة الله واسعة لمن يتوب، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، وقال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، فرحمة الله واسعة أيتها الفاضلة الكريمة.

هذه تكفي لأن يتجدد لديك وجدانًا جديدًا متوازنًا صادقًا، وهنا يحدث لك إن شاء الله تعالى التواؤم التام.

لا أريد الشيطان أن يتلاعب بك أبدًا، وتعيدي مثل هذه العلاقات أو تتعايشي مع هذه الذكريات، ضعف النفس قد يجر الإنسان لأخطاء مماثلة أو يكون هنالك بحث عما نسميه بالعلاقة التعويضية، بعض الفتيات وبكل أسف في محاولة منهنَّ لإثبات الذات وقيمة الذات يبدأن في علاقة جديدة لتعويض ما مضى وما سبق، لا تكوني من هؤلاء أبدًا.

لا أريد أن أخوض معك في تفصيل ما حدث لأن الأخطاء واضحة من جانبك، لكن أيضًا ما دام الندم موجودا فإن شاء الله تعالى هذا سوف يعوّض ذاك، وتبدئين حياة جديدة وصفحة جديدة مع نفسك، وتجتهدين في عبادتك، وتسألين الله أن يحفظك وأن يرزقك الزوج الصالح.

هذه تجربة، ومهما كانت سيئة فاجعليها، لأنها تساعد في النضج النفسي، وفي تطوير المهارات لتقي نفسك مثل هذه الشرور.

أنصحك لأن تسخري جهدك النفسي والوجداني وحتى الجسدي فيما هو أفيد، انخرطي في أنشطة ثقافية وخيرية، انضمي إلى مراكز تحفيظ القرآن، تواصلي مع أهلك وأرحامك، كوني مع الصالحات من الفتيات والنساء، أكثري من القراءة والاطلاع، روحي عن نفسك بما هو مشروع، هنالك بدائل جميلة وكثيرة وجيدة ومفيدة.

طوّري نفسك على المستوى المهني، فكري في دراسات عليا، هنالك أشياء جميلة جدًّا يمكن أن تقومي بها وتعوضك عن كل ما مضى، ولا تأسي أبدًا على ما مضى، فلم يفتك شيئًا، كانت تجربة سيئة، ولكنها -الحمد لله تعالى- قد انقضت وقد توقفت عند ذلك، يجب أن لا تكرر.

كيفية التوبة من الذنوب (255977 - 54902 - 254887 - 16287 - 234641).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل كان لنا الاختيار في مسألة خلقنا؟ 894 الأحد 12-07-2020 07:37 صـ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1285 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أصبحت أكره أخي لما يسببه من مشاكل، فماذا أفعل؟ 1184 الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1107 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ
كيف أتخلص من أمراض القلوب، وأقوي ثقتي بنفسي؟ 1493 السبت 27-06-2020 09:20 مـ