أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س ص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

حسب ما ورد في رسالتك فأنا أرى أن حالتك مزيج بسيط من الخجل والحياء والرهاب الاجتماعي، والحالة بصفة عامة كما أوضحت لك تعتبر من الحالات البسيطة.

قبل أن نشرع في العلاج الدوائي أريد أن أوجه لك بعض النصائح التي أسأل الله تعالى أن تكون مفيدة.

أولاً: من الضروري جدًّا أن لا تحللي الخوف والخجل تحليلاً سلبيًا كما يفعل البعض، وأقصد بذلك أن هذه الحالة لا تدل أبدًا على أنك ضعيفة الشخصية أو جبانة أو شيء من هذا القبيل.

والأمر الآخر والضروري جدًّا خاصة فيما يتعلق باحمرار الوجه والرجفة التي وصفتها أن الذي يحدث هو أن هذه الأعراض ربما تكون موجودة ولكن ليست بالقوة والشدة والتركيز الذي تلاحظينه، هذه التغيرات تغيرات فسيولوجية بسيطة قد تحدث، لكن الإشكال أن الذي يعاني من الخوف الاجتماعي أو حتى الخجل يأتيه شعور دائمًا بأنه تحت الملاحظة المشددة من الآخرين، وأن هذه الأعراض قوية وشديدة وملحوظة، وهذا ليس صحيحًا.

ثالثًا: التجاهل من أكبر وسائل العلاج الجيدة جدًّا، أي عدم الاهتمام بهذه الأعراض، وفي نفس الوقت لا بد أن تكون هنالك ممارسات متصلة ومتواصلة بالمقاومة وذلك من خلال أن تعرضي نفسك لمصادر خوفك، وهي المخاوف الاجتماعية في هذه الحالة، وهنالك سبل طيبة تزيل هذا الخوف والرهاب، منها مثلاً: المشاركة في دورات تحفيظ القرآن، وحضور الدروس، المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية والأنشطة الثقافية، هذا النوع من التمازج الاجتماعي أثبت فعاليته الشديدة جدًّا فأنصحك به.

رابعًا: تمارين الاسترخاء تعتبر مفيدة وجيدة، فأرجو أيضًا أن تركزي عليها، وهي تمارين بسيطة جدًّا، ولتطبيقها:

اجلسي في غرفة هادئة على كرسي مريح، أو اضطجعي على السرير، أغمضي عينيك، ارفعي رأسك قليلاً، افتحي فمك قليلاً أيضًا، خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الأنف. كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكن أن يكون عند اللزوم.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أفضل أن تكون الرزمة العلاجية صحيحة، فأنصاف الحلول غير مفيدة فيما يخص الدواء، لذا قبل أن نتحدث عن الإندرال أنصح لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للرهاب والخوف والقلق، وهذه الأدوية كثيرة، ومنها دواء زيروكسات الذي يعتبر من أفضلها، لذا أنصحك بتناوله، وهو لا يتطلب وصفة طبية، فابدئي الجرعة بنصف حبة (عشرة مليجرام) تناوليها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة يوميًا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر أيضًا.

هذا دواء سليم وممتاز، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة جدًّا.

أما بالنسبة للإندرال فأنصحك به أيضًا ولمدة أربعة أسابيع، ويجب أن تكوني منتظمة على الدواء، تناولي عشرة مليجرام في الصباح وعشرة مليجرام في المساء.

الإندرال كجرعة واحدة في اليوم ليس مفيدًا كثيرًا؛ لأنه لا يظل لفترة طويلة في الدم، فتناولي هذه الجرعة عشرة مليجرام صباحًا وعشرة مليجرام مساءً لمدة أربعة أسابيع، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتناولي الدواء عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوع، ثم يمكنك أن تتناولي الدواء عند اللزوم بالطريقة التي ذكرتها.

لا توجد خطورة في استعمال الإندرال بجرعة عشرين مليجرامًا عند اللزوم.

هذا هو الذي أنصح به، ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخجل سلوكيا:
419521 - 19762 - 226256 - 285306.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.