أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أنا رجل متزوج، لكني أعاني من الخوف و الجبن! ما العلاج؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا رجل متزوج، ولدي طفل، والحمد لله مرتاح في حياتي الزوجية، لكن أنا شخص خواف وجبان، وقد تأكد لي ذلك في أكثر من موقف، كان آخرها قبل أسبوع، عندما حاول مراهق استفزازي، ومضايقتي بسيارته، وتجرأ بإيقافي بالوقوف أمامي، لكي يخرج من سيارته ويضربني!
مع أنه كان ضعيف البنية، وصغير السن بالنسبة لي، لكني جبنت وخفت، وبعدها أخذت باللوم على نفسي، وهذا ليس إلا موقفا واحدا من تلك المواقف التي مرت علي في حياتي.
هل هذا يعتبر من الرهاب الاجتماعي؟ مع العلم أني منذ صغر سني أخاف، وأجبن مثل تلك المواجهات مع الآخرين.
ما الحل؟ وهل يوجد علاج دوائي يقضي على حالة الخوف، والجبن عندي؟
حبذا أن يكون العلاج لا يؤدي إلى السمنة، حيث إنني جاهدت نفسي حتى عاد جسمي لوزنه الطبيعي، وكما أن العائلة ينتشر فيها السمنة.
أرجوكم أريد حلاً للحالة التي عدي، بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إني لا أريدك أبدًا أن تصف نفسك بالخوف والجبن، فأنت لست بخواف ولست بجبان، أنت رجل تتعامل مع الأمور والمواقف بشيء من الذوق والحكمة، ولكنّ الآخرين لا يقدرون ذلك، هذا المراهق الذي اعترضك لا شك أنه إنسان غير مستبصر، ولا يراعي الأمور التي تتعلق بالذوق الاجتماعي واحترام الآخرين.
هؤلاء كثر جدًّا في زمننا هذا، وهذا يجب أن تتجاوز عنه، قال تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، فأرجو أن لا تعتبر أن هذا الموقف كان دليلاً على وجود خوف وجبن عندك.
أنت ذكرت أن هذا الأمر ينتابك من الصغر، لكن مثل هذه المفاهيم السلبية لا أريدها أبدًا أن تسيطر عليك، اعتبر أن الذي تعاني منه هو نوع من الحياء نوع من الأدب، لا تعتبره خوفًا ولا تعتبره جبنًا أبدًا.
أنا حقيقة أعرف أن مثل هذه المواقف - أي مثل اعتراض هذا المراهق لك - يسبب المضايقة لكثير من الناس، وكل الناس قد حدثت لنا مثل هذه المواقف، فيا أخي الكريم: الصورة الذهنية لديك يجب أن تكون مختلفة تمامًا، والإنسان دائمًا يجب أن يتعلم التصرف الحسن الذي يتسم بالحكمة في مثل هذه المواقف، مهما أساء لك كن أنت حكيمًا وكن مقتدرًا على تخير الكلمات التي تضعه في الحرج وتجعله يغير من موقفه، وفي نفس الوقت تكون قد أحسنت إليه، وذلك من خلال هذا الدرس التربوي البسيط.
أخي الكريم: أرجو أن تغير من مفاهيمك حول هذا الموضوع.
نصيحتي لك أيضًا هي أن تتقدم دائمًا الصفوف، كن في الصف الأول في صلاة الجماعة، حين تخاطب الناس انظر إليهم في وجوههم، ابدأ أنت دائمًا بأخذ المبادرات.
أنا لا أعتبر أنه لديك رهاب اجتماعي حقيقي، لكن فكرة أنك خوّاف وأنك جبان في حد ذاتها هي ظاهرة سلبية جدًّا، تجعلك تبني قناعات أنه لديك رهاب اجتماعي، وأنك لا تستطيع أن تواجه المواقف.
أخي الكريم: كجزء من تواصلك الاجتماعي من المفيد أن تمارس الرياضة الجماعية، احضر حلقات التلاوة، انخرط في العمل الثقافي والاجتماعي متى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، تذكر الإيجابيات الجميلة في حياتك، فأنت متزوج وسعيد في حياتك الزوجية بفضل الله تعالى، طور من مهاراتك في عملك، أكثر من القراءات والاطلاعات، اقرأ عن الأبطال خاصة في تاريخنا الإسلامي، وحاول أن تتمثل بهم، هذا يساعدك كثيرًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي أنا لا أراه شرطًا أساسيًا في حالتك، لكن لا بأس أن تتناول دواء بسيطا مثل البروزاك مثلاً، هو لا يزيد الوزن ولا يؤدي إلى السمنة، ولكن يعرف أنه جيد أيضًا في علاج القلق والمخاوف ويحسن المزاج.
تناول البروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، تناول الدواء بعد الأكل، وهذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرًا، لكن كن أكثر حرصًا على تغيير مفاهيمك حول نفسك وطبق الإرشادات السابقة التي ذكرناها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |