أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالعلاقة بين التشنجات الناتجة من ارتفاع درجة الحرارة، والتشنجات الأصلية يدور حوله الكثير من اللغط والاختلاف العلمي، لكن الشيء المؤكد أن الأطفال الذين تأتيهم التشنجات التي يكون سببها ارتفاع درجة الحرارة، خلال السنة الأولى من العمر ليس هذا مؤشراً على أنهم يعانون من مرض الصرع، أو سوف يعانون منه في المستقبل.
لكن التشنجات الحرارية التي تحدث بعد العام هنا نستطيع أن نقول إن (10%) من هؤلاء الأطفال سوف ينتهي بهم الأمر لأن تحدث لديهم نوبات صرعية في المستقبل، هذا هو الموقف العلمي المتفق عليه، وإن وجدت بعض الاختلافات.
بكل أسف الرابط المرفق الذي بالرسالة لم يفتح معي لسبب ما، لكن الذي أراه هو أن هذه الابنة – حفظها الله تعالى – ما دامت قد أصابتها هذه النوبة بعد عمر سنة وثمانية أشهر، وكانت لمدة طويلة، حتى وإن كان تخطيط الدماغ ليس إيجابياً، في هذه الحالة يُنصح بتناول الأدوية المضادة للتشنجات لمدة عام على الأقل، ويعرف أن المدة التي يوصى بها في حالات مرض الصرع الكاملة ثلاث سنوات على الأقل، إن لم تكن أطول، لكن في مثل هذه الحالات نوصي بالعلاج لمدة عام.
حقيقة هذا يجعل الإنسان مطمئناً؛ لأن المؤشرات كلها تشير أنه يوجد نوع من النشاط الصرعي البسيط أو هنالك استعداد وقابلية لحدوث هذا النشاط، ووجد أن التغطية الدوائية لمدة عام سوف تمنع -إن شاء الله تعالى- احتمالية العشرة بالمائة التي ذكرناها.
أخي الكريم: هذا هو الأحوط، وأنا أقول لك: إن الحالة بسيطة جدّاً، وليست مطبقة أبداً، وأنا من الذين ينصحون بالعلاج الدوائي في مثل هذه الحالات، وبالطبع أنصحك أيضاً بمقابلة طبيب أطفال مختص في أمراض الأعصاب، والأدوية سليمة جدّاً وفاعلة جدّاً، والآثار الجانبية بسيطة جدّاً، وإن شاء الله تعالى لن يحدث أي تأثير سلبي على الذكاء أو التقدم والتفاعل والمرور بالخطوات الارتقائية المعروفة لدى الأطفال.
بالطبع لا نستحسن أن تحدث لها أي نوبات مستقبلية، خاصة هذه النوبات حين تطول، ربما تقلل من مستوى الأكسجين في الدماغ، ولذا تناول الدواء -إن شاء الله تعالى- يكون فيه الضمان الأكيد لأن لا يصيب هذه الصغيرة بأس في المستقبل.
كنت أتمنى أن أطلع على تقرير تخطيط الدماغ، ولكن كما أكدت حتى وإن كان التخطيط سلبياً فالصورة الإكلينيكية أي ما حدث واضح جدّاً، ونحن نحكم عليه من خلال الوصف الذي أصلته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لهذه الابنة الشفاء والعافية.