أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخمول الذهني وعدم التركيز .. وأثرها على الدراسة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من خمول ذهني وعدم التركيز.
دعوني أحكي الأمر من بدايته، منذ صغري وأنا أعاني من القلق وتشتت الانتباه، واستمر هذا الأمر حتى أصابني الاكتئاب مع القلق والوسواس القهري، في مرحلة المراهقة وقبل تقدمي للجامعة كان لدي نشاط ذهني شديد مع رغبة الاستذكار، وأيضاً تركيز، وحصلت على درجات عالية في اختبار الذكاء، مع استمرار الأمراض النفسية، ومع الضغوط النفسية الشديدة، ومع بداية المرحلة الجامعية أصابني خمول شديد، مع عدم تركيز، ووصف لي الدكتور دواء (Abilify) مع (Salipax) (بروزاك) واستمريت على هذا الأمر قرابة السنة، وذهب القلق والوسواس القهري، ولكن الخمول وعدم التركيز موجود، فغير لي الأدوية إلى (Zyprexa) مع (Faverin 100) لمدة سنة ولم تنفع، فزادها إلى (Faverin 150) أحسست بعدها بنشاط كبير جداً في الذهن، وفرط حركة، مع عدم تركيز وتشتت وتململ.
ذهبت إلى دكتور آخر له خبرة، فألغى الأدوية السابقة وأعطاني (Lamictal 25) مرتين في اليوم، مع (Seroquel 200) واستمريت أسبوعين وأصابني خمول في الذهن مع اكتئاب وعدم تركيز، والآن أضاف لي (Faverin 50) مرتين في اليوم.
أنا الآن أرجو رحمة الله، ثم مساعدتكم على حالتي، لأني مستمر في الدراسة، وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن الناس يختلفون في درجة تفاعلهم مع الأدوية، ويظهر أن حالة الاكتئاب التي لديك تحدث استجابات سريعة للدواء، مما يسبب لك زيادة في النشاط وفرط الحركة، وهذا ناتج من التغيرات التي تحصل في الدماغ على مستوى ما يسمى بالموصلات العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تتحكم في مزاج الإنسان.
هنالك حقيقة أخرى مهمة جدّاً، وهي أن معظم الآثار الجانبية تحدث من هذه الأدوية في الأيام أو الأسابيع الأولى من العلاج، بعدها يستقر الوضع الكيميائي، وتستقر الأمور من الناحية البيولوجية ومن الناحية النفسية، فالأمر يتطلب شيئاً من الصبر.
أنت الآن تتناول عقار سوركويل وفافرين -كما فهمتُ منك- وأود أن أقول لك أن السوركويل من أفضل الأدوية ومن أحسنها، وأكثرها فعالية، نعم.. ربما يسبب بعض الخمول البسيط في الأيام الأولى، خاصة جرعة مائتين مليجرام، تعتبر جرعة كبيرة نسبياً كجرعة بداية، والدواء مفيد جدّاً، وأنا أقول لك أنه بعد التشاور مع طبيبك يمكنك أن تخفض جرعة السوركويل إلى مائة مليجرام لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفعها مرة أخرى إلى مائتي مليجرام وتتناولها كجرعة واحدة في المساء؛ لأن هذا الدواء محسن للنوم ومحسن للمزاج، وهو لا يؤدي أبداً إلى الشعور بالاكتئاب، كما أنه يمنع فرط الحركة.
الفافرين أيضاً دواء جيد، وربما يكون أيضاً من الأفضل أن تخفض جرعة الفافرين إلى خمسين مليجراما مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى مائة مليجرام كجرعة واحدة في المساء، هذا سوف يقلل -إن شاء الله- الخمول.
أخي الكريم! هذه الأدوية التي تتناولها الآن هي أدوية ممتازة، أدوية فعالة، وقد أحسن الطبيب الاختيار -ولا شك في ذلك- فقط ربما تكون التعديلات البسيطة أو مجرد الصبر على الجرعة التي تتناولها الآن سوف يكون كافياً، ومن الضروري جدّاً أن تمارس التمارين الرياضية، هذا -إن شاء الله- يحسن من طاقاتك الجسدية، وأنصحك أيضاً بتناول كوب من القهوة المركزة في الصباح، هذا سيعطيك شيئاً من النشاط، وحاول أن تتجنب النوم أثناء النهار.
الاستمرار على الدواء مهم وضروري، وكذلك الصبر عليه، وممارسة التمارين الرياضية، وأرجو أن تستفيد من وقتك وتوزعه بالصورة الصحيحة، ومن هنا تستطيع -إن شاء الله تعالى- أن تستمر في دراستك على أحسن ما يكون.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003)
علاج عدم التركيز سلوكياً: (226145 _264551).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد حلا لمشاكل ابني، وكيف أتصرف؟ 658 الثلاثاء 05-05-2020 03:06 صـ