أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : المحافظة على الفرائض والنوافل لا يتعارض مع الترويح عن النفس أحياناً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى من الله أن لا يدخل هذا ضمن مبدأ المجاهرة بالمعصية بعد الستر، ولكن على كل حال سأحكي قصتي باختصار.
في الفترة الماضية كنت شاباً محافظاً على الفرائض الأساسية، من صوم وصلاة، مع تفوق في المرحلة الأولى من الثانوية العامة -بفضل الله وحده- ولكني كنت وللأسف لا أغض بصري، وابتلاني الله بالعادة السرية، ونتيجة لعدم غض بصري حدثت المشكلة الكبرى، وهي تبادل نظرات بيني وبين فتاة في نفس الصف، وأصابني حب لهذه الفتاة، ورأيت صورة لها على الفيس بوك.
باختصار أصابني داء العشق، وأصبحت مشغولاً في حياتي كلها بها، لا يهنأ لي نوم، أتخيلها دائماً، إلى أن هداني الله وقرأت في هذه المواضيع، وبفضل الله وحده زال هذا الحب من قلبي بعد طول عناء.
المشكلة الأساسية الآن أنه بعد استقرار أحوالي أخذت أفكر، ما الذي أوصلني لهذه الحالة؟ ولماذا هذا الفراغ الذي كنت فيه، وما الذي حدث لي؟!
بيّتّ النية على أن أسير في الطريق إلى الله، وأن لا أحيد عنه، وأن تكون أهدافي التمكين لهذا الدين، ولكنني أشق على نفسي كثيراً في بعض الأحيان، فأنا لا أستطيع إيجاد الخط الفاصل بين التقصير والرفق بالنفس، وأشعر أني عندما أرفه عن نفسي بأن هذا ينافي الجدية، وأحياناً لا أركز في مذاكرتي بسبب تفكيري في تقصيري.
أحياناً أشعر بأسئلة تدور في ذهني عن الهدف الأساسي من الخلق، وأحوال الناس وأسأل نفسي إذا كانت الدنيا دار ابتلاء، فهل هذا يمنعني من المتعة فيها؟
مررت بمراحل عديدة، منها التكلف في النوايا إلى التنطع أحياناً، إلى عدم إعطاء حق النفس، إلى الخوف أن الله لن يغفر لي!
أحياناً كثيرة أعود لطبيعتي، ولكن تصيبتي مرة أخرى هذه الهلوسات، فما الحل لعدم الرجوع مرة أخرى لها؟ وما السبيل للثبات على الأهداف؟ وكيف لي أن أبلغ جنات الفردوس دون أن أشق على نفسي؟
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الذي استفدت منه كثيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فمرحباً -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، بين آبائك وإخوانك، ونحن نشكر هذه الهمة العالية في اكتساب ما يرضي الله سبحانه وتعالى، والعمل بما يوصلك إليه، ونسأل الله تعالى لك المزيد من التوفيق والصلاح.
لا شك أن دين الله عز وجل كبير، وكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لن يُشاد الدين أحد إلا غلبه، فلا يستطيع الإنسان القيام بكل جوانب الدين، وإنما على الإنسان أن يتكلف من العمل ما يُطيق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (
هذا الذي نطيقه -أيها الحبيب- وتطيقه كثيراً، ينبغي لك أن تقدم الاهتمام بالفرائض أولاً، فتلزم نفسك أداء ما أوجب الله عز وجل عليك فعله، كالصلوات في وقتها في جماعة وصوم رمضان وصلة الرحم، ونحو ذلك من التكاليف التي كلفك فعلها، وتلتزم كذلك باجتناب ما حرمه الله عز وجل عليك، فهذا كله داخل تحت اسم الفرائض، وقد قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (
يأتي بعد الفرائض الاستكثار من النوافل، وهذا هو التكملة للفرائض كما جاء في هذا الحديث القدسي، فقد قال: (
إذا كنت ترى في نفسك الرغبة في الصلاة فأكثر من نوافل الصلوات، وخير ما ننصحك به هو أن تبذل وقتك وجهدك في تعلم العلم الشرعي، فإن فضل العلم عظيم، ونافلة العلم أفضل من نافلة العبادة الأخرى كما يقول العلماء، فإذا تمكنت من تعلم العلوم الشرعية وأن تتعرف على مجالس العلماء المعروفين بالعلم والصلاح فينبغي أن تجتهد في هذا الباب بقدر استطاعتك فإنه خير عظيم ينور لك الطريق، ويبصرك بما يحبه الله عز وجل وما لا يحبه، ثم فيه نفع للآخرين، فإذا فُتح عليك في هذا الباب وأصبحت معلماً للناس فإن الله عز وجل كما جاء في الحديث هو والملائكة والمخلوقات كلها تصلي على معلم الناس الخير.
كما ننصح بالاستكثار من تعلم العلم الشرعي، وقد كثرت وسائله في هذه الأيام -ولله الحمد- فيمكنك أن تستمع للدروس العلمية المسجلة وهي موجودة على مواقع كثيرة كموقعنا وغيره من المواقع، وتعرف على الشباب الصالحين الذين يحرصون على هذا المجال، وستجد فيهم العون -إن شاء الله تعالى- على الاستمرار في هذا الطريق.
لا ينبغي لك أبداً أن تشق على نفسك في تكلف النوافل، فينبغي لك أن تكلف نفسك من العمل ما تطيقه وتقدر عليه، فإذا مللت فدع عنك قليلاً، فإن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا شعرت بالملل فأعط نفسك حظها من الراحة، فإن النوم يكون عبادة إذا قصد صاحبه التقوي على الطاعة، وكذلك الطعام والشراب والفسحة ونحو ذلك، وبهذا تمضي الحياة بسهولة ويسر مع اغتنامها فيما ينفع ويقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه أحياناً، وقال لبعض أصحابه: (
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى أن ييسر لك سبيل الخير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3478 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |