أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : القلق الظرفي تجاه المواجهات الاجتماعية عند بعض الشخصيات ذات الدافعية العالية وأهمية العلاج السلوكي لتجاوز مشكلتها
تنتابني حالة منذ سنوات، وهي عندما أبدأ في سرد قصة أو موقف - سواء كان الحضور عدداً كبيراً أو قليلاً أو حتى شخصاً واحداً فقط - أشعر بتعب وصعوبة في التنفس، وجفاف في الفم، مع رجفة بسيطة في الفك لا يلاحظها الآخرون، مع شعور بسيط بالبرد، وكأني سأفقد الإحساس بالمكان وبمن حولي، علماً بأني شخصية محبوبة وحديثي كذلك محبوب، ولدي الثقة الكافية بنفسي، ولا أعاني من أي أمور نفسية، وأتمتع ولله الحمد بشخصية جميلة، ونشأت في أسرة سعيدة ومتحابة، وعشت طفولة مثالية، ومتزوجة ولدي ثلاثة أطفال، وحياتي مع زوجي جيدة إلى حد ما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ميــار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنحن سعداء جدّاً أن نسمع أن حياتك كلها خير في خير، وهذا إن شاء الله تعالى يشعرك بالرضى، ونسأل الله تعالى أن يديم عليك هذه النعم.
بالنسبة لشكواك، فأعتقد أنها حالة بسيطة جدّاً، وبما أنك منجزة وموفقة ولديك دافعية عالية، هذا أدى إلى شيء من الحساسية في المشاعر في أوقات المواجهات الاجتماعية، والذي تعانين منه لا أستطيع أن أقول أنها حالة مرضية، إنما هو مجرد قلق بسيط نعتبره نوعاً من القلق الظرفي الذي لم يصل لدرجة الرهاب الاجتماعي الحقيقي، ومثل هذه الحالات تعالج حقيقة بالتجاهل بقدر المستطاع.
ثانياً: عليك بممارسة تمارين الاسترخاء، وإذا تمكنت من مقابلة أخصائية نفسية لتدريبك على هذه التمارين فهذا هو الأفضل، وإلا فيمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو (CD) من أحد المكتبات أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت لتوضيح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.
من السبل العلاجية المهمة جدّاً تحقير الفكرة ذاتها، تحقير فكرة أنني سوف يأتيني تعب أو صعوبة في التنفس، أو جفاف في الفم مع هذه الرجفة البسيطة، فالإنسان حين يحقر الفكرة هذا بالطبع سوف يؤدي إلى تقلصها وإلى اختفائها إن شاء الله تعالى.
الجزء الأخير في العلاج هو أن نصف لك دواءً بسيطاً جدّاً وبجرعة بسيطة، وهو إن شاء الله تعالى سوف يساعدك في تخطي هذه الأعراض.
الدواء يعرف تجارياً باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين)، أرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام، تناوليه يومياً بعد الأكل، يمكن أن تتناوليه نهاراً، لكن إذا سبب لك أي نعاس أو استرخاء زائد فيمكن تناوله ليلاً، استمري على الجرعة لمدة شهرين، ثم تناولي نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء بسيط جدّاً وإن شاء الله سوف يشعرك براحة تامة، وستختفي الأعراض النفسوجسدية مثل صعوبة التنفس وجفاف الفم وكذلك الرجفة البسيطة في الفك.
تمارين الاسترخاء يجب أن يركز عليها كثيراً، وأنصحك أيتها الفاضلة الكريمة أن تكثري من الأنشطة الاجتماعية، والانخراط في الأعمال الخيرية التي تقيمها الجمعيات النسوية أو الأنشطة الثقافية، وكذلك الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن وحضور المحاضرات والندوات، تعطي الإنسان فرص ممتازة جدّاً للمواجهة الاجتماعية في جو تسوده الطمأنينة والاستقرار، وهذا يمثل دافعاً نفسياً مهماً في مثل حالتك.
أريدك دائماً أن تتأملي في الإيجابيات والنعم الموجودة في حياتك، فهذا أيضاً يمثل دافعاً نفسياً إيجابياً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3852 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2452 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2187 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. | 4146 | الخميس 23-07-2020 05:25 صـ |
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ | 2362 | الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ |