أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فتاة تشكو من سوء عاقبة النظر إلى الرجال والإعجاب بهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
أعاني من مشكلة سببت لي العديد من الضغوطات في حياتي، فكلما أرى شاباً جميلاً أعجب به وأصبح أفكر فيه طوال اليوم، ويشتت تركيزي في القسم وفي البيت أثناء المذاكرة، فأرشدوني وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yussra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ما تعانين منه أيها الفاضلة الكريمة هو نتيجة لإطلاق البصر، وهي نتيجة مؤلمة، وقد جربه قبلك كثيرون وتألم منها كثيرون، ولذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى.

والفتاة المؤمنة والمرأة المسلمة عموماً أمرها الله تعالى بغض البصر في كتابه الكريم فقال: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))[النور:31]، وأمر الله سبحانه وتعالى بغض البصر وأراد بذلك حماية القلب من هذه الآلام التي تعانين منها أنت الآن، وذلك لأن البصر هو بوابة القلب ونافذته، فإذا أطلق الإنسان بصره أرسلت العين المناظر إلى القلب فتعلق به ومن ثم يصاب بما يصاب به من أنواع الحسرات والآلام، وقد لخص بعض العلماء ما يعانيه القلب في بيتين فقال:

متى كنت أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتعبتك المناظـــر
رأيت الذي لا كله أنت قـــــادر *** عليه ولا عن بعض أنت صابر

فهذه هي الحقيقة أيتها البنت العزيزة، أن الإنسان إذا أطلق بصره رأى أشياء لا يقدر عليها أي أنه لا يقدر إلى الوصول إليها، ولا يقدر في نفس الوقت على الصبر عنها، فيقع في أنواع من الحسرات والآلام النفسية، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله وهو ينصح بغض البصر: (كم من نظرة أورثت في قلب صاحبها البلابل والحسرات).

فعلاجك أيتها البنت الكريمة لتتخلصي من هذه الحالة التي أنت فيها أن تلتزمي حد الله سبحانه وتعالى وتقفي عند أمره فتغضي بصرك عما حرم الله سبحانه وتعالى، فإذا فعلتِ ذلك فإن هذا هو العلاج الأكيد والفاعل بإذن الله، ونحن ندرك أيتها البنت العزيزة أن هذا قد يكون فيه صعوبة على النفس؛ لأنه مخالف للهوى، ولكن الإنسان العاقل يدرك أن العلاج قد يكون مر ولكن في العاقبة السلامة والعافية.

وهذا من هذا، فإنك بمجاهدتك لنفسك وتجنب النظر إلى ما حرم الله عليك من الرجال الأجانب تداوين نفسك وتداوين قلبك، وإن كان تناولك لهذا الدواء يحتاج إلى جهاد ومصابرة ولكن كوني على ثقة بأن الله عز وجل إذا علم منك الصدق والإخلاص وعلم منك حرصك على تجنب الحرام فإنه سبحانه وتعالى سيعينك، وقد قال في كتابه الكريم: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69]، واشغلي نفسك بشيء نافع في دين أو دنيا، وتجنبي الخلوة في هذا الوقت التي تعرض لك الأفكار حتى تنقطع عنك بإذن الله سبحانه وتعالى، نسأل الله تعالى لك الهداية والإعانة والسداد والتوفيق.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعيش في فرنسا ببيت خالتي وأتأذى بتصرف بناتها 1512 الأربعاء 08-07-2020 03:55 صـ
أريد ترك العمل في الشركة بسبب الأغاني والاختلاط.. ما نصيحتكم؟ 950 الخميس 25-06-2020 04:20 صـ
أنا فتاة أحب ارتداء الحجاب لكني مترددة! 2604 الثلاثاء 18-06-2019 06:26 صـ
كيف أتخلص من ذنوبي وأثبت على الاستقامة؟ 52989 الأربعاء 24-04-2019 07:02 صـ
كلما تبت من الذنوب عدت إليها، فماذا أفعل؟ 8286 الاثنين 17-06-2019 09:26 صـ