أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاستعداد للامتحانات بشكل جاد لا يمنع من مساعدة بعض الزملاء فيما يصعب عليهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا طالب أدرس بالجامعة، فهل يُطلب مني أن أكون الأول على دفعتي؟ ولماذا؟ إن كانت الإجابة بنعم، فهذا يتطلب مني أن أنعزل غالباً عن الأحداث وعن مساعدة الآخرين، فمثلاً يحدث لي مراراً وتكراراً أن أجد من لا يحضر المحاضرات ولا ينتبه للدراسة إلا أيام الامتحانات، فيقبل علي ويطلب مني أن أساعده في أوقات حرجة، ولأن الهدف هو نيل رضا الرحمن أولاً وأخيراً فقد يضيع وقت مراجعة ما قبل الامتحانات في مساعدة من قصّر طوال العام، والرد على التليفونات، والخروج لتصوير الأوراق ونحو ذلك، وبالتالي يؤثر هذا على الاستعداد للامتحان، فأشعر بذلك أنني بهذا أظلم نفسي وأضيع جهدي، فهل يجوز الانقطاع عن العالم الخارجي وتوحيد الهدف؟!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الفلاح في أن يتقدم الإنسان الركب، وأن يطلب المعالي، والمرء حيث يضع نفسه، والمسارعة في الخير مطلوبة، والسبق في كل شيء فلاح ومنقبة، ولكل مجتهد نصيب، فاختر لنفسك أحسن المراتب، وحدد لها أكبر الأهداف، وتفوق وتقدم ولكن دون كبر أو عُجب أو غرور، وتذكر أن الفضل لله، وأن الفلاح بيد الله، وقد أحسن من قال:
إذا لم يك توفيق من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده.

ولا تقصر في مساعدة إخوانك حسب استطاعتك، واعلم أن مساعدة الآخرين من أسباب النجاح، ومن كان في حاجة إخوانه كان العظيم في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، فابذل الأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب، وتوجه لمن لا يغفل ولا ينام، وتجنب معصية الواحد الديان، واحرص على بر الوالدين، وعامل الخلق بالإحسان.

وأرجو أن يدرك الجميع أن النجاح الأكاديمي جزء من النجاح، وأن التواصل مع الناس والتفاعل معهم ومخالطتهم والصبر على أذاهم من أكبر أسباب الفلاح، ولذلك فإن نجاح الإنسان في الحياة يحتاج مع التفوق الأكاديمي إلى ذكاء اجتماعي وتواصل عاطفي ودربة في الحياة، وهذا علم لا يوجد في الكتب وحدها، ولكنه ثمرة من ثمرات التفاعل الإيجابي والمخالطة الرشيدة.

ولا شك أن حاجة النفس لها موضعها في المقدمة، ولكن الإيثار منزلة رفيعة، وإذا كان إخوانك يحتاجون إلى مساعدتك، فهيئ نفسك لما يطلبونه منك، ونظم وقت مراجعتك، وخصص أوقاتاً لزملائك، واقصد بكل ذلك وجه الله، وتذكر أن خير الناس أنفعهم للناس، واحمد الذي أعطاك قدرة على مساعدتهم، وإذا أثنى عليك الناس فاجعل ثناءك على رب الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأكثر من شكر المنعم، فبالشكر تدوم النعم، وبالشكر تنال المزيد، نسأل الله أن يرفع قدرك، وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يلهمك رشدك والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كم أحتاج من الوقت للتشافي من آثار العادة السيئة؟ 13402 الخميس 16-07-2020 04:13 صـ
أريد أن أجد فرصة لأصبح بحال أحسن في دراستي 723 الثلاثاء 07-07-2020 04:45 صـ
أحس بأنني فاشلة في كل شيء، وأني لا أستحق تخصصي 1300 الخميس 02-07-2020 03:45 صـ
كيف أتغلب على صعوبات الحياة؟ 1018 الأحد 07-06-2020 01:42 صـ
أخشى أن يضيع حلمي في أن أصبح طبيبة بسبب ضعف همتي.. ما نصيحتكم؟ 1524 الاثنين 22-06-2020 10:07 مـ