أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بصعوبة التنفس وآلام الصدر عند النوم والناشئة عن المخاوف القلقية نتيجة التفكير الدائم بالموت

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عمري (21) عاماً، ووزني (59) وطولي (177) مدخن، أعاني إذا كنت نائماً فقط من صعوبة في التنفس وألم في القلب إذا تنفست، وإذا فتحت عيني يذهب الألم تماماً، وأعاني من توتر وتعرق إذا تواجدت في مكانٍ عام، وأحب الجلوس وحدي معظم الأوقات، وأصلي دائماً في البيت، ولا أذهب إلى المسجد، ودائماً تفكيري في القبر والموت.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك هي حالة قلق عام، وهنالك جزئية مهمة في هذا القلق، وهو أنك تُعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من المخاوف.

بالنسبة لصعوبة التنفس والألم الذي تحس به في القفص الصدري وليس في القلب، هذا الألم ناتج من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية ناتجة من التوتر، والإنسان حينما يكون في حالة سكون ومغمض لعينيه يكون أكثر تركيزاً حول وظائفه الفسيولوجية، وهذا يجعله يحس أكثر بالتقلصات العضلية مثل النوع الذي يحدث لك.

التوتر والتعرق في الأماكن العامة دليلٌ على المخاوف التي نُسميها بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وكذلك عدم ذهابك إلى المسجد، ربما يكون هذا الخوف الاجتماعي قد لعب فيه دوراً، ولكن أخاف عليك أخي الكريم من التكاسل ومن الشيطان وكيده.

فالعلاج أخي الفاضل الكريم يتمثل في أن نقوم بما هو مضاد بمخاوفنا، فأنت الآن مطالب بأن تذهب إلى المسجد وهذا ليس بالصعب؛ لأن المسجد هو مكان الطمأنينة، ومن تلتقي بهم -إن شاء الله- هم من أفضل الناس.. هذا أولاً.

ثانياً: عليك أن تضع لنفسك برامج يومية تلتقي فيها بأصدقائك، وتمارس الرياضة الجماعية مع أصدقائك، والرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً فيها خيرٌ كثير لك؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء العضلات مما يُزيل هذه الصعوبة في التنفس والألم في الصدر، وكذلك يُزيل التوتر، ويجعلك تختلط اجتماعياً ببقية الناس.

التفكير في القبر وفي الموت، لا شك أنه يجب أن يشغل كل مؤمن، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) هذا لكي يذكرنا بالموت وما بعد الموت، ولكي نعمل لآخرتنا ونحاسب أنفسنا، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذكروا هادم اللذات) لكن الإنسان حين يستبصر ويتيقن بأنه دائماً في معية الله يخف عليه هذا النوع من التفكير، والمسلم يعرف أن الموت حق، وأن عذاب القبر حق، فهذا يزيد إن شاء الله من دافعية الإنسان نحو الحرص في عباداته، وهذا النوع من الخوف الذي يأتيك هو جزء من القلق العام الذي لديك.

بقي أن أقول لك أنه من الضروري جدّاً أن تبحث عن عمل، لاحظتُ أنه لا عمل لديك، وهذه مشكلة كبيرة جدّاً، فسنك هي سن الطاقات الجسدية والنفسية، والعمل من أفضل وسائل التأهيل النفسي والسلوكي والاجتماعي، وأفضل الذين يتمتعون بالصحة النفسية هم الذين يعملون ويجيدون أعمالهم ويؤدونها بأمانة ورضا، فكن من هؤلاء يا أخي.

أخيراً: أريد أن أصف لك أحد الأدوية الممتازة والفعالة، والتي تُعالج مثل حالتك، الدواء يُعرف تجارياً باسم (لسترال) ويُعرف تجارياً أيضاً باسم (زولفت) ويُعرف علمياً باسم (سيرترالين) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تتناول ليلاً حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، تناولها بعد الأكل، ويجب أن تكون منتظماً في تناول الدواء وفي مدة العلاج، والمدة المطلوبة هي ستة أشهر، بعدها اجعلها حبة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة والفاعلة والممتازة والسليمة، والتي تُعالج القلق والتوترات والمخاوف الاجتماعية وجميع المخاوف الأخرى.

أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً، وأن يشفيك وأن يعافيك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ