أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علامات الشفاء التام من الاكتئاب النفسي تتمثل في اختفاء الأعراض الاكتئابية، والأعراض والسمات الاكتئابية تختلف من إنسان إلى آخر، وبصفةٍ عامة هنالك علامات بيولوجية، وهناك أعراض نفسية، وهناك محددات اجتماعية، فعلى النطاق البيولوجي علامات الشفاء تتمثل في تحسن النوم، وتحسن الشهية للطعام، وزيادة الطاقة الجسدية، وبالنسبة للمتزوجين زيادة الرغبة الجنسية.

أما بالنسبة للأعراض النفسية فاختفاء الكدر والسوداوية في التفكير وعسر المزاج هي علامات الشفاء الأكيد والمهمة، وبعض الناس قد يصل به الأمر إلى ارتياح نفسي داخلي، وقبول للذات، وشيء من الانشراح، وهذه أيضاً درجة واضحة للتحسن أو الشفاء من الاكتئاب، وهنالك جزئية نفسية نسميها بالمكونات المعرفية، وهذه نعني بها مستوى التفكير.

الاكتئاب يؤدي إلى الفكر التشاؤمي السلبي، والشفاء منه يعني اختفاء الأفكار السلبية المشوهة، وأن يكون الإنسان إيجابياً، وعلى النطاق الاجتماعي الاكتئاب يؤدي إلى شيء من الانسحاب الاجتماعي، وحين يزول تجد الإنسان أصبح متواصلاً، يقوم بواجباته الاجتماعية، ويشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، وتجد لديه قبولاً تاماً للحياة، وتجده على نطاق العمل -إذا كان يعمل- أصبح أكثر إقداماً وقبولاً لعمله، ويطور من أدائه، أما إذا كان على مستوى الدراسة فتجد أيضاً رغبته في الدراسة والتحصيل والتركيز قد تحسنت كثيراً، هذه هي المؤشرات العامة للشفاء من الاكتئاب.

لا شك أن هذا الأمر نسبي كما ذكرت لك أيتها الفاضلة الكريمة، فهو يتفاوت من إنسان إلى إنسان، وكلمة (الشفاء) هذه قد نتحفظ عليها قليلاً؛ لأن الشفاء أيضاً أمر نسبي، والشفاء لا يعني فقط زوال الأعراض، إنما يعني أن يتواءم الإنسان مع نفسه ومع مجتمعه ومع الآخرين، وكثير من الناس تختفي لديهم الأعراض النفسية، وكذلك البيولوجية الخاصة بالاكتئاب، ولكن نجده لا يزال غير متكيف مع محيطه، وغير متوائم؛ وذلك نسبة لعلة في شخصيته مثلاً، أو أنه إنسان متكاسل بطبعه.

أشكرك على هذا السؤال الجيد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، ونسأله لك ولنا الشفاء التام من كل داء.

وبالله التوفيق والسداد.